يتحدث أئمة وزارة الأوقاف عن موضوع "النظافة والجمال من سمات المجتمع المتحضر"، في خطبة الجمعة اليوم. وشددت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضوابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة. وتعرض "فيتو" أبرز ما يأتي في خطبة اليوم: "لا شك أن النظافة من أمور الفطرة التي جبلت عليها الطباع السليمة، وسمة من سمات الأمم والمجتمعات المتحضرة، ودليل النبل والمروءة الآدمية؛ كيف لا؟ والدين والحضارة والرقي والإنسانية كلها تدعو إلى نظافة الجسد والمكان والثوب والمنتديات العامة، لانعكاس ذلك على الصحة العامة من جهة وعلى سعادة الإنسانية وبث روح الجمال والبهاء من جهة أخرى، ولا خلاف أن البيئة النظيفة دليل على رقي من يعيش بها. وقد اهتم الإسلام بأمر النظافة اهتماما بالغا فأمر أتباعه بها، وحثهم عليها ورغبهم فيها وجعلها سبيلا وطريقا موصلا إلى محبة الله عز وجل، وامتدح الحق سبحانة وتعالى أهل مسجد قباء لحرصهم على الطهارة والنظافة فقال جل شأنه: "لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"، وبين النبي صلى الله عليه وسلم: (الطهور نصف الإيمان) وقال: "لولا أن أشق على أمتي، أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء"، وذلك حرصا منه على طيب رائحة الفم وعدم إيذاء الإنسان بأي رائحة كريهة من شأنها أن تنفر الناس منه. ولأن النظافة عنوان للمسلم في ثوبه وبدنه فقد حث الإسلام على تنظيف مكان النوم، والتأكد من خلوه مما يمكن أن يسبب الأذى للإنسان حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذا أَوَى أَحَدُكُم إِلى فِراشِهِ، فَلْيَنْفُض فِراشَهُ بداخِلَةِ إِزَارِهِ فإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْها، وإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِه عِبادَكَ الصَّالحِينَ"، وكما عنى الإسلام بالنظافة الخاصة اهتم كذلك بالنظافة العامة، فقال صلى الله عليه وسلم: "طهروا أفنيتكم" والأفنية تشمل فناء البيت والمدرسة والمصنع والمتنزهات والطرق والميادين. وإن مفهوم النظافة والطهارة في الإسلام ليس قاصرا فقط على نظافة أو طهارة الظاهر بل يتعداها إلى معنى آخر وهو طهارة الباطن، فكما كان الإسلام حريصا على الطهارة الحسية بكل صورها، كان حريصا على الطهارة المعنوية بكل معانيها، كطهارة العقيدة من كل الخرافات التي تلصق بها وطهارة الأخلاق من الرذائل والمنكرات وطهارة اللسان من كل القبائح والآثام وطهارة الفكر من التطرف والانحراف وطهارة القلوب من الغل والحقد والحسد والكراهية لأن كل هذه الصفات لا تليق بالمسلم الذي يريد النجاة في دنياه وآخرته.