كلاكيت تاني مرة.. مدبولي يتفقد إستاد القاهرة استعدادا لبطولة أفريقيا 4 أشهر وبضعة أيام تفصل مصر عن استضافة كأس الأمم الأفريقية 2019، الحدث الأهم في القارة الأفريقية، خاصة وأن البطولة تشهد متابعة واسعة على المستوى الدولي لمشاركة نجوم أفريقيا الكبار المتألقين في ملاعب أوروبا، غير أن ظروف البطولة هذه المرة وضيق الوقت المتاح للاستعداد بعد سحب التنظيم من الكاميرون، وضع منظومة كرة القدم المصرية والدولة بأكملها في حالة تحد كبير لإخراج تنظيم البطولة بشكل محترف ومشرف. حالة الملاعب المقرر أن تستضيف منافسات البطولة هي أكبر التحديات التي ستواجهها اللجنة المنظمة برئاسة المهندس هاني أبو ريدة، وخاصة الجزئية المتعلقة بحالة أرضية الملاعب وعملية ترميمها أو إحلالها من جديد في وقت ضيق يمثل مغامرة غير معلومة العواقب وتتطلب خبرات كبيرة على المستوى الزراعي ونظم الري، إلى جانب الإطلاع على آخر ما وصل إليه العالم في تقنيات العشب الهجين والتربة المطاطية ولحسن الحظ أن التقنية الأولى دخلت إلى مصر وسنشاهدها في إستاد القاهرة خلال أمم أفريقيا المقبلة وهي أحد أحدث التقنيات في العالم. ما العشب الهجين؟ النمط التقليدي لعمل النجيل الطبيعي له مواصفات قياسية ليخرج بشكل مثالي يسمح بممارسة كرة القدم بشكل يسير ويحافظ على اللاعبين، ولكن ما يتم الآن في بعض الأماكن بالعالم هو استخدام تقنية العشب الهجين والتي تطبق الآن في إستاد القاهرة فبدأت إدارة الإستاد قبل أشهر في عملية تأسيس السطح الأخضر للإستاد باستخدام تقنية العشب الهجين. وتعتمد هذه التقنية على غرس بصيلات من الفايبر في أرضية الملعب على عمق معين بواسطة ماكينات حديثة متخصصة في "تدكيك" هذه البصيلات قبل أن يتم زراعة النجيل الطبيعي معها في نفس الوقت لتعزيز النجيلة والمحافظة على عمرها الافتراضي لفترة أطول، وهي التقنية المنتشرة في كافة الملاعب الإنجليزية الآن إلى جانب ملاعب أخرى في العالم أبرزها ملعب نادي أياكس والملعب الجديد لنادي بشكتاش التركي. الشكل الثاني من تقنيات العشب المتطور طبقت في عدد من الملاعب الفرنسية في فترة استضافة فرنسا لكأس الأمم الأوروبية 2016 وهي تعتمد على العشب الطبيعي 100% لكن تختلف في نوعية التربة التي يتم تركيب العشب عليها وهي أرضية عميقة مكونة من خليط رمال السيليكا فائقة الدقة وألياف المايكرو فايبر المصنعة وحبيبات الفلين الطبيعي. وتتميز هذه التقنية بالمقاومة وثبات شكلها وخصائصها في جميع الأحوال الجوية وصعوبة نزعها أيضا إلى جانب أن في حالة هطول أمطار فإن التربة لا تتعرض للرطوبة والحولة كالملاعب المجهزة بالنجيل الطبيعي بتربة طينية. ويعزز الفلين المحبب المتشابك في تكوين تربة هذا العشب امتصاص صدمات ضرب اللاعبين للأرض بأقدامهم فتقلل من مخاطر الإصابة بنسبة 40%، كما ورد في فيديو للتجارب التي أجرتها إحدى الشركات المصنعة لهذا النوع من عشب ملاعب كرة القدم. النجيل الطبيعي أما على مستوى تنفيذ عشب الملاعب بالطريقة التقليدية فإن هناك مواصفات قياسية يجب اتباعها في تأسيس شبكات الري والصرف للملعب واختيار نوع الرمال وانتقاء أصناف نجيل مناسبة. الدكتور جمال حافظ الأستاذ بمعهد بحوث البساتين أكد أن تنفيذ أرضية من النجيل الطبيعي بغرض لعب كرة القدم يختلف عن تنفيذ أرضيات النجيل الطبيعي في الحدائق وغيرها، حيث تعتمد الأولى على تكنولوجيا معينة في التسميد والري والصرف الزراعي، وتتطلب تجهيزات مختلفة للحفاظ على أرضية الملعب جاهزة ومستعدة بشكل دائم لاستقبال المباريات وتحافظ على سلامة اللاعبين من الإصابات. وأوضح أن زراعة النجيل في الملاعب من صنف البذور الصيفي المعروف باسم "البرمودا" والصنف الشتوي المعروف ب"الجازون" هو أمر أصبح من الماضي، والأفضل والسائد عالميا أن يتم إحضار "رولات" النجيل من أماكن زراعتها ولدينا في مصر مساحات كبيرة من النجيلة في مناطق النوبارية ومديرية التحرير والإسماعيلية، والأهم أن نختار الأصناف المتحملة للملوحة لأن الري بمياه النيل به نسبة من الملوحة وأن تكون النجيلة ليست بالخشنة أو الناعمة وتتحمل الضغوط ولا تساعد على الانزلاق ولا تفقد لونها بحيث عندما ينزلق لاعب لا تنطبع ملابسه باللون الأخضر وهو ما نشاهده أحيانا في بعض الملاعب. وشدد حافظ على وجوب أن يتم اختيار نجيل غير قابل للخلط ببذور أصناف أخرى أو بالحشائش وهي عملية مهمة جدا في كفاءة النجيل وقال: "يجب أن نبحث دائما عن أصناف النجيل الجديدة التي لها صفات متميزة مناسبة للعب كرة القدم ولأجوائنا ويكون تم تجربتها في ظروف قاسية وفي مناطق لها نفس خصائص المناخ". وأوضح أن تأسيس ملعب كرة قدم من النجيل الطبيعي يتطلب تدكيك الأرضية برمال خالية من الملوحة وهو عامل مهم، إلى جانب أن عملية الري في الصيف والشتاء يجب أن تكون محسوبة ففي الصيف يكفي الري ب 20 لترا لمتر النجيل في اليوم على 3 مرات وفي الشتا 12 إلى 13 لترا على مرتين في اليوم، ولفت إلى أن ضمان ثبات التربة تعد مرحلة مهمة في إعداد الملعب لذلك نقوم بعملية الري والتغريق أكثر من مرة ثم تتم التسوية بالليزر ثم دكها بشكل خفيف. ولفت إلى أن علو مستوى النجيل يتسبب في إجهاد اللاعبين ويؤثر على حركة الكرة لذلك في الصيف يجب أن يتم قص النجيلة 3 مرات أسبوعيا على درجة 1 أو 2 بالجرار الزراعي، ويجب وضع برامج مكافحة لآفات كالعنكبوت الأحمر أو الحشرات القشرية، وفي الشتاء يجب أن نتخذ احتياطات قبل بداية برودة الطقس حتى لا تعاني النجيلة من الاصفرار بوضع طبقة من سماد "الحمأة" العضوي والأحماض الأمينية لتدفئة التربة حتى لا يتغير لونها بشكل كبير.