سنويًّا يتم تسجيل حالات اختفاء آلاف اللاجئين القصر، الذين جاءوا إلى ألمانيا غير مصحوبين بذويهم. ويعد انعدام فرص البقاء والخوف من الترحيل من الأسباب الرئيسية الكامنة وراء اختفاء هؤلاء. مع موجة اللاجئين الكبرى نحو أوروبا، وصل عشرات الآلاف من القُصر إلى ألمانيا من دون ذويهم في السنوات الأخيرة - وقد اختفى بعضهم عن أعين السلطات، إما مباشرة بعد وصولهم أو بعد ذلك بقليل. ووفقًا لأرقام المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية (BKA)، فقد تم الإبلاغ عن اختفاء أكثر من 8400 من اللاجئين القُصر في بداية عام 2017، وانخفض العدد إلى نحو 3200 لاجئ قاصر بحلول بداية عام 2019. لكن هذا الانخفاض في عدد حالات اختفاء اللاجئين القصر في ألمانيا، لا ينبغي أن يُوقف التحذير من هذه الظاهرة، كما يشرح توبياس كلاوس من الجمعية الفيدرالية للاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم (BumF)، مضيفًا: "صحيح أن الأرقام انخفضت بشكل كبير، لكن ذلك راجع أيضًا إلى انخفاض عدد اللاجئين القُصر، الذين دخلوا ألمانيا في الآونة الأخيرة". لا سبب لوقف التحذير الجمعية الفيدرالية للاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم (BumF) قامت بإجراء استطلاع رأي لم يُنشر بعد. استطلاع الرأي هذا أظهر أنه لا يمكن وقف التحذير من ظاهرة اختفاء القُصر. وقامت الجمعية غير الربحية باستجواب 720 شخصًا من العاملين في قطاع رعاية الأطفال والشباب حول اختفاء اللاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم. وتحدث عدد أكبر مقارنة بالسنة السابقة، عن حالات اختفاء متكررة للمهاجرين الشباب. "تشير الإجابات إلى أن معظم المراهقين يختفون في بداية إقامتهم في ألمانيا، أي خلال فترة الرعاية المؤقتة". في عام 2017، قال 32.2 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي إن ذلك يحدث بشكل متكرر، وفي عام 2018، بلغ عدد المختفين 35 في المائة"، بحسب كلاوس. وسُجلت زيادة واضحة مقارنة بعام 2017 في المراحل اللاحقة. على سبيل المثال، في الدراسة الحالية، قال 20.1 في المائة من الخبراء الذين تمت مقابلتهم إنه يتم تسجيل حالات اختفاء عديدة للاجئين الشباب خلال ما يسمى ب "مساعدة القصر" (يمكن استمرار الرعاية باللاجئين غير المصحوبين حتى بعد بلوغهم سن ال 18 عامًا). في استطلاع العام الماضي، بلغت النسبة 14.1 في المائة فقط من المستجوبين. لماذا يختفي اللاجئون القصر؟ السبب الرئيسي الذي قدمه المشاركون في استطلاع الرأي، كما في السنوات السابقة، هو أن معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا يسافرون بمفردهم نحو أماكن إقامة أقاربهم أو معارفهم- وهذا قد يعني السفر إلى دول أوروبية أخرى وكذلك إلى أماكن أخرى في ألمانيا. في حالات أخرى، لا يبقى اللاجئون غير المصحوبين بذويهم مختفين لوقت طويل، ولكن يتم شطبهم من إحصائيات الأشخاص المفقودين- وعادةً ما يتم فصلهم عن الأقارب والمعارف. ويعطي كلاوس مثالًا على ذلك: "إذا تم القبض على مراهق في ميونيخ وابنة عمه تعيش في هامبورغ، يمكن لمكتب رعاية الشباب في ميونيخ الطلب من نظيره في هامبورغ تولي المسئولية، لكن مكتب رعاية الشباب المحلي لا يتعين عليه الامتثال لهذا الطلب". ويستند هذا الإجراء العملي إلى إستراتيجية توزيع وطنية، والتي تضمن وفقًا للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF)، للطفل "السكن اللائق والرعاية والدعم". ووفقًا للجمعية الفيدرالية للاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم (BumF)، فإن النظام لا يولي الاهتمام الكافي بمصالح واحتياجات القاصرين غير المصحوبين بذويهم، بل بالحصة، التي تستقبلها كل ولاية، أو بلدية. الخوف من الترحيل في استطلاع الرأي للجمعية الفيدرالية للاجئين القصر غير المصحوبين،(BumF) فإن السبب الثاني الكامن وراء اختفاء المراهقين هو الخوف من عدم البقاء في ألمانيا. ويقول كلاوس: "يخاف كثيرون منهم الترحيل، ولا يشعرون أن هناك إمكانية للبقاء". وفقًا لأرقام المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية (BKA)، فإن أكبر مجموعة من القُصر المفقودين هم من الأفغان، الذين يواجهون باستمرار خطر الترحيل من ألمانيا. وبلغت نسبة المغاربة والجزائريين، وباقي الجنسيات، ممن لديهم فرص ضئيلة للبقاء في ألمانيا، معدلًا فوق المتوسط، مقارنة مع باقي الجنسيات الأخرى للاجئين القصر في ألمانيا. لا نعلم ما إن كانوا "في خطر" على الرغم من أن نسبة النجاح، التي حققها المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية (BKA) في السنوات الأخيرة بالكشف عن مصير المفقودين، ثابت عند 80 في المائة - أي أن معظم المفقودين يظهرون في مرحلة ما مرة أخرى – إلا أن العشرين في المائة المتبقية لم يتم العثور عليهم بعد. لا أحد يعلم ما إن كانوا قد أصبحوا متشردين أو يمارسون الدعارة. وذكرت دراسة أجراها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) والفرع الألماني ل"شبكة الهجرة الأوروبية" (EMN) أنه لا يمكن استبعاد أن يصبح القاصرون غير المصحوبين ضحايا للنشاط الإجرامي. "ومن أجل تحسين فرص الكشف عن أماكن تواجدهم والتمكن من حمايتهم بشكل أفضل، من الضروري تحسين وضع البيانات وتبادلها بين مختلف الجهات المعنية"، بحسب الدراسة. ويتفق توبياس كلاوس من الجمعية الفيدرالية للاجئين القصر غير المصحوبين (BumF) مع هذه النقطة: "يجب أن يجعلنا هذا الأمر أكثر قلقًا، وهو أننا لا نعرف سوى القليل حول ما إذا كان هؤلاء الشبان يواجهون المخاطر. على الدولة استثمار المال في توفير المزيد من الأخصائيين الاجتماعيين وكذلك توفير المزيد من خدمات الدعم"، كما يرى كلاوس. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل