«البرازيل وإسرائيل» علاقات تجسد الخروج البرازيلي عن طوع دول أمريكا اللاتينة

إسرائيل تتوعد بمنع محاولة فلسطينية لنيل عضوية الأمم المتحدة
في الوقت الذي لهثت بعض الدول وراء واشنطن، بشأن قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إرضاء لإسرائيل، وحذت حذوها كانت دول أمريكا اللاتينية تقف موقفا بطوليا داعما للقضية الفلسطينية رافضة قرار نقل السفارة، إلا دول قليلة جدًا وعلى رأسها البرازيل التي شذت عن دول أمريكا اللاتينية، وأعلنت مساندة ودعم إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة، بل وقررت ممثلة في رئيسها الجديد الموالي للكيان الصهيوني، جاير بولسونارو أنها ستنقل سفارتها إلى القدس، تبنيًا لنهج واشنطن في التعامل مع إسرائيل.
معضلة دبلوماسية
وجراء ذلك فإن معضلة دبلوماسية كبيرة واجهتها دول أمريكا اللاتينية لأنه كان عليها الاختيار ما بين إبقاء سفارتها في تل أبيب ونقلها إلى القدس بعد قرار الولايات المتحدة المثير للجدل أو الانصياع وراء الولايات المتحدة الأمريكية.
وتجلى ذلك في تباين ردود أفعال سفراء دول أمريكا اللاتينية بالأمم المتحدة حول قرار ترامب بشأن القدس عاصمة لإسرائيل، حيث صوتت 10 دول وهي (بوليفيا والبرازيل وشيلي وكوستاريكا وكوبا والإكوادور ونيكاراجوا والبيرو وأوروجواي وفنزويلا) ضد القرار الأمريكي، وامتنع ثمانية دول عن التصويت، وهي (الأرجنتين وكولومبيا والسلفادور وهايتي والمكسيك وبنما وباراجواي والدومينيكان).
وكانت جواتيمالا وباراجواي فقط هما من قررتا نقل سفارتيهما إلى القدس انصياعًا لواشنطن من ضمن دول أمريكا اللاتينية، وتأتي الأرجنتين لتقود هذا الحراك وتعلن عزمها هي الأخرى لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
تعزيز العلاقات
وتحاول البرازيل تعزيز علاقاتها مع واشنطن، وقال الرئيس البرازيلي المنتخب جاير بولسونارو الذي يتولى منصبه مطلع يناير المقبل: إنه يرحب بزيارة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ويعتبر إسرائيل قوة تكنولوجية عالمية، وأضاف الرئيس البرازيلي المنتخب جاير بولسونارو بحسب صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الجمعة، سنناقش اتجاهات جديدة لدولنا، ولدي الكثير من التوقعات لهذه اللحظة غير المسبوقة في تاريخنا.
الجالية اليهودية
ويقول الإعلام الإسرائيلي اليوم الجمعة: إن تل أبيب تستفاد بشكل كبير من العلاقات مع البرازيل، مشيرًا إلى أن البرازيل هي أكبر وأهم بلد في أمريكا اللاتينية، وهي خامس أكبر دولة في العالم، وتغطي نحو 8.5 ملايين كيلومتر مربع (400 ضعف مساحة إسرائيل) ويبلغ عدد سكانها نحو 210 ملايين نسمة، وثامن أكبر اقتصاد في العالم يتعافى على مدار العام الماضي، أصبحت الآن من بين أفضل عشر وجهات تصدير في الصناعة الإسرائيلية، وهذا يصب في خدمة الصناعة الإسرائيلية وانتعاشها، وأضاف أنه يوجد جالية يهودية صهيونية كبيرة شكلت مع البرازيليين في إسرائيل جسرًا نشطًا وحيويًا بين الشعبين البرازيلي والإسرائيلي على مر السنين.
وغادر، رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، إلى البرازيل في أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي لهذا البلد لحضور حفل تنصيب الرئيس جاير بولسونارو، وقال مسئول إسرائيلي إن نتنياهو سيجري أيضًا محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على هامش حفل التنصيب في الأول يناير في برازيليا.
زيارة نتنياهو
ويلتقي رئيس الوزراء بولسونارو بعد ظهر الجمعة في ريو دي جانيرو، وفقا للمسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه، كما سيجري محادثات مع رئيسي تشيلي وهندوراس ضمن مسئولين آخرين، وأوضح المسئول أن نتنياهو سيعود بعد حفل التنصيب في الساعات الأولى من الثاني من يناير، وأوضح بيان لمكتب رئيس الوزراء أن هذه الزيارة لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية من شأنها أن تعزز المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها من تل ابيب ما أثار استياء المجتمع الدولي والفلسطينيين.