حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، كانت أصوات التسابيح تعلو من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث تجمع المئات من الشباب، في يوم تسبحة كيهك، الذي نظمته لجنة جامعة أسقفية الشباب، وكان على رأس الحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. وشارك في التسبحة ستة من الأساقفة إلى جانب البابا تواضروس، وهم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة والأنبا صليب أسقف ميت غمر ودقادوس والأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان والأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية والأنبا كاراس الأسقف العام للمحلة الكبرى والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس حدائق القبة والعباسية والوايلي، بالإضافة إلى لفيف من الآباء الكهنة وخورس الكلية الإكليريكية بقيادة الدياكون المرتل إبراهيم عياد والآلاف من الشباب. وتعتبر تسبحة كيهك، أشهر التسبيحات التي تسبق عيد الميلاد المجيد، بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، و"كيهك" هو الشهر الرابع في التقويم المصرى، وفى التقويم الجريجورى يبدأ من 10 ديسمبر إلى 8 يناير، وفيه كان فيضان النيل يغطى الأرض. واسم الشهر مشتق من أحد أسماء العجل أبيس وهو رمز الخير لدى قدماء المصريين. ويعرف شهر كيهك مكانة خاصة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يعرف بالشهر المرمى، لأن عيد الميلاد، وفقًا للتقويم القبطى، يوافق يوم 29 كيهك، وفى هذا الشهر يقوم الأقباط بتسبيحة منتصف الليل؛ لإحياء ذكرى تجسد الرب وتعظيم والدته مريم العذراء. ويضاف في تسبحة كيهك زيادة عن التسبحة السنوية، بعض الإضافات وهى تقال طوال شهر كيهك حتى البرامون وفيها تركز الكنيسة على السيدة العذراء لذلك سمى شهر كيهك الشهر المريمى. ولتسبحة كيهك طرق عدة، منها طرق تسبحة نصف الليل في كيهك، وطريقة السهر للصباح، وهى الطريقة الأصل فالسهر طول الليل يشير إلى انتظار البشرية إشراقة شمس البر وسط ظلمة الخطية، ومع أول شعاع في الفجر يجدون السيد المسيح على المذبح "نور أشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت". ويوجد الطريقة اليومية، بمعنى أنه يتم تقسيم المدائح الكيهكى على التسبحة اليومية وهدفها هو تعليم الناس جمال التسبحة وهى تتيح فرصة لأكبر عدد من الناس أن يحضروا التسبحة كل حسب ظروفه وإذا أحب الناس التسبحة ليضحوا بالنوم وصلوا، كما أنه يمكن تقسيم تسبحة كيهك مرتين في الأسبوع، بحيث تقسم المدائح والتسبحة على هذين اليومين. ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، احتفالات عيد الميلاد المجيد، مساء السادس من يناير المقبل، في كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من الوزراء، ورجال الشرطة والجيش.
