سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فشل «الحداد» يفضح حقيقة أزمة الإمارات.. سليمان: وصول الإخوان للحكم وراء تدهور علاقات البلدين.. نافعة: خلافات دبي مع "الجماعة" وليس المصريين.. سالم: الأزمة لن تؤثر على وضع العمالة المصرية
فتحت أزمة المقبوض عليهم بدولة الإمارات، ملف علاقات مصر بالخارج وخاصة بالدول العربية، خاصة بعد أن فشلت محاولات موفد الرئاسة "عصام الحداد" فى إنهاء الأزمة، حيث اعتبر عدد من السياسيين أن الأزمة بمثابة اختبارا حقيقيا لقدرات الجماعة خارجيا باعتبار أن الرئيس محمد مرسى ينفذ سياسات مكتب الإرشاد -حسب رأى الخبراء- معتبرين فشل محاولات الحداد بمثابة كشف لتراجع قدرات الإخوان على مستوى الملف العربى وتحديدا بدول الخليج. حيث أثار فشل مساعد الرئيس "عصام الحداد" ورئيس المخابرات فى مهمتهما فى الإمارات العديد من التساؤلات الهامة، حول مستقبل العلاقات بين دولتين كانتا قريبتين إلى حد بعيد، وأيضا مستقبل أوضاع العمالة المصرية بالإمارات، ومدى تأثرها بالوضع الجارى. يقول الدكتور "صلاح سالم" - أستاذ العلوم السياسية، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: "إن العلاقات الدولية لا يمكن أن تكون عرضة لخلافات بسيطة، ولا يمكن أن تكون العلاقات فى مهب الريح، تأثرا ببعض الخلافات حول مسألة مشكوك فيها"، مستبعدا أن تكون الاتهامات الإماراتية للمصريين المقبوض عليهم هناك صحيحة، مرجعا السبب فى الأزمة إلى خلاف بين أشخاص من الجانبين. وأشار "صلاح" إلى أن تصريحات "ضاحى خلفان" - رئيس الشرطة الإماراتية - المتكررة قابلها ردود من الجانب المصرى"، ومن ثم فإن الخلاف الواقع لا يمكن أن يكون ثمنه العلاقات بين البلدين، وهذه أمور ينبغى تسويتها. وحمل "صلاح" الدبلوماسية المصرية المسئولية فى تصاعد الأزمة، مؤكدا على أن السفير المصرى بالإمارات دوره هزيل جدا، شأنه شأن كل الدبلوماسية المصرية منذ مبارك إلى الآن. وحول مدى تأثر العمالة المصرية فى الإمارات فى الفترة المقبلة، أكد "سالم" على أن الحديث حول مدى تأثر العمالة المصرية بالإمارات هو أمر مبالغ فيه، ففى الإمارات، عدد كبير من المصريين العاملين على مدار سنوات طويلة، ومن ثم فلا يمكن لحدث كهذا أن يؤثر على تواجدهم، إضافة إلى أنى أشك فى صحة ما ينسب إلى المصريين المقبوض عليهم، فهم يعملون فى الإمارات منذ 20 : 30 سنة، فماذا يعنى أن أشك فيهم بعد كل هذه السنوات، وإذا كان له نشاط بالفعل، فكيف ترك كل هذه السنوات، ولم يتم القبض عليهم سوى الآن، مطالبا حكومة دبى بتوضيح كامل، وإلا تكون مسألة ملفقة، فى ظل تصفية حسابات على مستوى معين، أطرافها فى البلدين يعرفون لغة التخاطب بينهم، وأن يستبعدوا المصريون من هذه الخلافات. ويؤكد د/عادل سليمان - رئيس المركز الدولى للدراسات السياسية والاستراتيجية - على عدم وجود بيانات رسمية، توضح الغرض من سفر كل من مساعد الرئيس ومدير المخابرات إلى الإمارات، ولم تخرج أيضا أى تصريحات رسمية لتعلن عما قاموا به خلال الزيارة، لكن التكهن كان أن السفر جاء عقب القبض على 10 مواطنين، ومن ثم فالمباحثات دارت حول ذلك. وحول تأثير ذلك على العلاقات بين البلدين قال "سليمان": إن موقف "الإمارات" من مصر منذ اندلاع الثورة لا يمكن وصفه بالإيجابى، فهو موقف أقل ما يقال عنه أنه "غير متعاطف" مع الثورة المصرية عموما، وزاد عليه أن جاءت جماعة "الإخوان" على رأس السلطة الحاكمة فى مصر. وقال: إن سلبية الإمارات من الثورة المصرية وصلت إلى أن تهريب الأموال من مصر يتجه نحو الإمارات، مؤكدا على أنهم كانوا ضد التغيير فى مصر، للعلاقات الاقتصادية الضخمة مع النظام السابق وكل رجاله". وقال أيضا: إن تصاعد الخلافات بين البلدين يقف وراءه أيضا محاولات مصر لتطوير محور قناة السويس، مؤكدا على أن "دبى" هى من عطلت هذا المشروع فى السابق مع النظام القديم؛ لأنه يؤثر بشكل مباشر على وضع دبى، فهى معتمدة على تقديم خدمات الموانئ اللوجستية والمناطق الحرة، لذا يهمها تعطيل هذه المشروعات. ويؤكد د/سليمان على أن فكرة استعمال العمالة المصرية للضغط على الحكومة مستهجنة وسخيفة، خاصة عندما تستعملها الدول العربية، مشيرا إلى أن السعودية سبق أن استخدمتها، وقبل أقل من شهرين لجأت إليها الأردن وسرحت 1500 من العاملين وأعادتهم لمصر، لكن هذه عملية سخيفة لا ينبغى استخدامها لأن نتائجها عكسية. وطالب "سليمان" بضرورة تكثيف الاتصالات لحل الأزمة ولا مانع من استخدام طرف ثالث، أما تصعيد المواقف فهذا أمر غير مطلوب، مشيرا إلى أن أى دولة عربية لها علاقات بين الطرفين يمكنها القيام بهذه المهمة، مضيفا أن مصر عليها أيضا أن تقدم رسالة واضحة لهذه الدول، على أنها كانت ولا تزال سند لهم فى قضايا كبيرة جدا، وأنها تعمل مع أمن الخليج، فى وجه المطامع الإيرانية. ويشير د/عادل سليمان إلى أن الإمارات ستعطل الأموال التى سبق أن وعدت بها لمصر ما بعد الثورة، وأنها قد تستخدمها أيضا كورقة ضغط، مشيرا إلى أهمية أن تقف مصر وترد بحزم وأن تعلم الإمارات أنها هى الأخرى لها مصالح فى مصر. ويؤكد د.حسن نافعة - أستاذ العلوم السياسية - أن أزمة الإمارات الأخيرة أظهرت أن الدكتور مرسى يدير العلاقات الخارجية باعتباره رئيسا للجماعة، وليس رئيسا لكل المصريين، فلم نجد اهتماما مماثلا لكل المصريين فى كل دول العالم، فى حين اهتم بإلقاء القبض على "خليه من الإخوان" فى الإمارات وبدأت تحركات سريعة تجاه ذلك، برغم أن الإمارات بها العديد من المصريين المقبوض عليهم قبل ذلك ولم يجدوا أى اهتمام. وأشار إلى أن هناك أزمة فى العلاقات الإماراتية المصرية، ولم تكن تصريحات "ضاحى خلفان" سوى أحد أبرز شواهدها". وطالب نافعة بأن لا تتأثر العمالة المصرية بالأوضاع الجارية، وألا توحد الإمارات التعاملات بين النظام والشعب المصرى، والذى تربطه بالإمارات علاقات عميقة، مؤكدا أنه مقابل ذلك من حقها الحفاظ على أمنها واستقرارها، لكن عليها التعامل بشفافية وإبراز الحقائق بشأن هذه القضية. وحول التزام الإمارات بعهودها المالية تجاه مصر والمساعدات التى أعلنت عنها بعد الثورة يقول: "الإمارات لم تلتزم بتقديم أى معونات حقيقية منذ وصول جماعة الإخوان للسلطة".