استنكرت القوى السياسية سفر محمد رأفت شحاته، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لأبوظبى وقبله الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية والتعاون الدولى، وخالد القزاز، سكرتير الرئيس، مع مسئولى الإمارات لبحث ملابسات القبض على عدد من المصريين، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان وقلب نظام الحكم. كان مكتب الإرشاد قد ناقش اليوم، فى اجتماعه نصف الأسبوعى، إلقاء القبض على 10 مصريين منذ يومين بتهمة انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين، والتخطيط لقلب نظام الحكم بدول الخليج العربى. انتقد العميد حسين حمودة مصطفى الخبير الأمنى، سفر الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية والتعاون الدولى وخالد القزاز سكرتير الرئيس إلى أبوظبى، لبحث الأزمة، موضحًا أن سفر الحداد دليل إدانة عليهم باعتباره مسئول التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين سابقًا والقزاز قيادى بالجماعة، وسفرهم يؤكد أن المقبوض عليهم من جماعة الإخوان تورطوا بشكل أو بآخر مع النظام فى الإمارات. واستنكر مصطفى، سفر محمد رأفت شحاته، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، إلى أبوظبى لنفس السبب مؤكدًا أن حجم الاهتمام بهذه القضية يرسخ فى عقول الشعب المصرى بأن الرئيس محمد مرسى رئيس للإخوان وليس رئيسًا للمصريين جميعًا. وقال الخبير الأمنى: مع كل الاحترام والتقدير لمشكلة المصريين فى الإمارات، ولكن كان من الممكن أن يكتفى الرئيس باتصال أو توجه السفير المصرى بالإمارات لحل المشكلة، ولكن ما يحدث يؤكد أن الإخوان لهم معاملة خاصة تختلف عن باقى المصريين. وأشار مصطفى إلى أن سفر هذا الوفد رفيع المستوى، يضعف من شأن مصر أمام الإمارات خاصة مع وجود خلافات سابقة جعلت من قائد شرطة دبى ضاحى خلفان، يتهكم على الرئيس المصرى من وقت لآخر بما لا يليق بشخصه. وأوضح مصطفى أن سفر هذه القيادات جاء فى محاولة لترضية الطرف الإماراتى، وهو إجراء يضعف من قوة مصر، موضحًا أنه مطلوب الاهتمام بالمصريين ولكن بشكل متوازن لا يقلل من هيبة الدولة. وبدوره أكد عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد والمحامى بالنقض، إنها المرة الأولى فى تاريخ المخابرات المصرية التى يتحرك فيها رئيسها بشخصه لبحث مشكلة أفراد، بما يثير حفيظة المصريين ويجعلهم يشعرون بالتمييز ضد أعضاء جماعة الإخوان. وتساءل شيحة، هل هذا الاهتمام غير المسبوق بأزمة مصريين فى الخارج لكونهم محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين؟ أم لحجم الاتهام المقبوض عليهم بسببه، أم لحجم الأموال التى تمكنوا من تحويلها إلى مصر، أم للخلاف القائم بين النظام المصرى والإماراتى؟ وأضاف عضو الهئية العليا لحزب الوفد: لكل هذه الأسباب كلف رئيس الجمهورية رئيس المخابرات بالسفر لحل الأزمة، متساءلًا ماذا لو فشل رئيس المخابرات فى مهمته؟ وأشار شيحة إلى أن فشل الوفد فى حل الأزمة سينعكس على العلاقات المصرية الإماراتية، وتحسب على جهاز المخابرات والنظام، كما حسب عليه من قبل محاولة الإفراج عن الناشط المصرى أحمد الجيزاوى المقبوض عليه فى السعودية، بحجة أن المملكة دولة تحترم القانون والقضاء ولا تتدخل فى عمله. من جانبه، وصف الدكتور خالد السعيد المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، اهتمام الرئاسة بأزمة المصريين فى الإمارات بال"محمود" ونتمنى أن يحدث مع كل المصريين فى الخارج، مضيفًا أن هذه الأزمة قد يكون فيها تحيز سياسى طبيعى خاصة وأن الموقوفين محسوبين على جماعة الإخوان. وقال السعيد: الأمر شبيه باهتمام الكنيسة المصرية بأمور كل المصريين، ولكن من الطبيعى أن تنحاز لمشكلة أحد الاقباط. وطالب المتحدث الرسمى للجبهة السلفية من الرئاسة الاهتمام بجميع فئات المصريين، وانحياز حزب الحرية والعدالة باعتباره الحزب الحاكم بكل المصريين، مؤكدًا تدخلهم بالفعل لرعاية المصريين فى الداخل والخارج.