رغم العملية المباغتة التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي أمس وحملت اسم "الدرع الشمالي" الأمر الذي يعتبر استفزازيًا لحزب الله كون العملية تبحث عن مزاعم وجود أنفاق للتنظيم تخترق ما تسمى بحدود إسرائيل، إلا أن الاحتلال يتوقع عدم التصعيد وينفي فرضية اندلاع حرب مع لبنان ردًا على العملية المذكورة. التقييمات الإسرائيلية المحلل الإسرائيلي للشئون العربية، رون بن يشاي، قال إن في هذه المرحلة التقييمات في إسرائيل هي أنه ليس متوقعًا حدوث الحرب في الجبهة الشمالية. وأضاف بن يشاي، في تحليل نشر بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن أحد الأسباب لعدم توقع حرب مقبلة هو لأن الجيش الإسرائيلي يعمل حاليًا على حفر وتدمير نفق وربما أنفاق في منطقة "المطلة" على الحدود وداخل الأراضي التي يسيطر عليها، ثانيًا لأن العمل لا يجري داخل الأراضي اللبنانية فإن لا يوجد لدى حزب الله أو الحكومة اللبنانية أي سبب للادعاء بأن إسرائيل تعمل في أراضيهم أو تقوم بأي عمل عدائي. وتطرق إلى عملية ما تسمى "درع الشمال" للتخلص من أنفاق حزب الله، موضحًا أن حزب الله كان يعتقد أن إسرائيل لم تعلن بجهوده السرية في حفر الأنفاق، ولكن العملية الإسرائيلية، ستجعل حزب الله يأخذ بضعة أيام في التفكير حول ما إذا كان سيقوم بالرد على هذه العملية أم لا. وتابع أن السبب الثالث لعدم توقع الحرب في هذه المرحلة هو أن كشف أنفاق هجومية لحزب الله في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل يحرج الحكومة اللبنانية وحزب الله ورعاتهم الإيرانيين في الساحة الدولية، وليس لدى حزب الله مصلحة في تصعيد الحدث لأنه من المتوقع أن يجر أعمال دولية بقيادة الولاياتالمتحدة وفرنسا، لإدانة لبنان وربما فرض عقوبات عليه. السبب الرابع والأهم بحسب بن يشاى لعدم توقع حدوث حرب: "إذا حاول حزب الله التدخل في كشف الأنفاق بإطلاق النار على إسرائيل، فقد توسع إسرائيل العملية إلى كل أرجاء لبنان، من أجل تقويض الجهود الإيرانية، وهذا سيناريو يخشاه الإيرانيون وحزب الله. الطرفان غير معنيين وبدورها، أكدت مصادر لصحيفة "هاآرتس" العبرية، أن الطرفين ليسا معنيين بخوض حرب في هذه الفترة، مشيرة إلى احتمالات قيام عناصر حزب الله، باستفزاز الجنود الإسرائيليين خلال الحملة. من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن تقديرات الجيش الإسرائيلي، تشير إلى أن أنفاق حزب الله قليلة، وعناصر حزب الله قد يحاولون استفزاز الجنود الإسرائيليين خلال الحملة. الحفاظ على التأهب وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن الجيش الإسرائيلي، يواصل لليوم التالي، حملة درع الشمال، للبحث عن أنفاق حزب الله، على الحدود مع لبنان، مع الحفاظ على حالة التأهب والجهوزية. ومن جهة أخرى، قررت سلطات المطارات الإسرائيلية بالتنسيق مع الجبهة الداخلية والجيش، إغلاق المجال الجوي المدني على الحدود الشمالية بسبب العملية العسكرية في تلك المنطقة، وبحسب موقع يديعوت أحرونوت، فإنه تقرر إغلاق المجال على مدى 6 كيلو متر من الحدود الشمالية للرحلات المدنية. ويتخوف الجيش فيما يبدو من هجمات غير معتادة ضد طائرات مدنية من قبل حزب الله اللبناني في ظل عمليته العسكرية على الحدود. يشار إلى أن عملية "الدرع الشمالي" هي عملية رصد لأنفاق حزب الله بدأت منذ صباح أمس على الحدود الشمالية، وأعلن أن اليوم أنها ستستمر لأسابيع قادمة دون تحديد موعد انتهائها.