«عاش الهلال مع الصليب.. ايد واحدة»، شعارات مستمرة باستمرار الحضارة المصرية والإنسانية، ظلت لعقود يتغنى بها المصريون، ظن البعض انها وليدة ثورة 1919، إلا أن في أقاصي الصعيد، تحديدًا بمنطقة البر الغربي بمحافظة الأقصر، حيث وجد معبد «الرامسيوم» ذلك المعبد الجنائزي الذي شيده الملك رمسيس الثاني؛ لتصنع مهارة المعماري المصري القديم، ليظهر شعار تعانق الهلال مع الصليب. فعلي أحد أعمدة معبد الرامسيوم، وجد نقش لشعار الوحدة الوطنية المتداول بين المصريين، والذي يجمع بين شعاري الإسلام والمسيحية من الهلال والصليب، والذي يرجع تاريخه إلى ما يقرب من 15 قرن مضي. وتسجل أعمدة المعبد الصور والنقوش وقائع معركة قاديش، التي انتصر فيها رمسيس الثاني على أعدائه من الحيثيين، وجدت رسالة شديدة العمق، كأنها بمثابة لفت انتباه لأنظار أحفاد الفراعنة، حول وحدتهم الوطنية، التي لا يفرقها لون ولا جنس ولا دين. وأوضح محمود الطيب، مرشد سياحي اقصرى، إن معبد الرامسيوم أستُخدم في القرن الرابع والخامس، ككنيسة للأقباط، الذين كانوا يعيشون في مصر، والذين كانوا يتخذون من المعابد الأثرية منازل وكنائس لهم، حيث إن المعبد يحتوي على الكثير من شارات الديانة المسيحية والممثلة في «الصليب». وأضاف أنه خلال فترة العشرينات من القرن الماضي ظهر لأول مرة شعار «الهلال والصليب»، تلك الفترة التي تزامنت مع فترة الاحتلال، حيث تم نقش هلال إلى جوار الصليب المنقوش قديمًا على أحد أعمدة معبد الرامسيوم، وكأن المصريين أرادوا أن يخلدوا وحدتهم كما خّلد التاريخ حضارة أجدادهم، لافتًا إلى إن الكثير من المعابد الأثرية في الأقصر قد استخدمت ككنائس ومنها معابد الكرنك والأقصر. وأوضح أنه عقب دخول الإسلام إلى مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تحولت منطقة معبد الرامسيوم، إلى شاهدًا على الوحدة الوطنية التي تجمع بين المصريين بمختلف دياناتهم، حيث أن تلك المنطقة جمعت بين المسيحيين والمسلمين الذين عاشوا داخل ما يعرف بقصر «الراديت». وأكد أن الأعمال الإرهابية التي تسعى من خلالها العناصر المعادية لمصر إلى النيل من الوحدة الوطنية التي تجمع بين أبناء هذا الشعب، مجرد محاولات فاشلة، لن تثمر عن أي شيء سوى زيادة ترابط ووحدة المصريين، كما أنها لن تنجح أيضا في تشويه صورة مصر أمام العالم.