ودع الكاتب الصحفي والإعلامي محمد هاني العمل التليفزيوني، بعد نحو 24 عامًا هي عمر رحلته الطويلة مع الشاشات، التي بدأت عام 1994. أعلن رئيس شبكة قنوات "CBC" في بيان له أمس الإثنين أنه قدم أفضل ما أمكنه في هذا المجال على مستوى التأسيس والقيادة في الكيانات والمؤسسات التليفزيونية التي عمل بها، وأنه يطمح حاليًا في أن يقدم إسهاما له قيمة في مجال صناعة الإبداع الفني. خبر اعتزال محمد هاني جاء مفاجئًا، واعتبره كثيرون خسارة مُني بها الحقل الإعلامي، بعد أن جعل من "CBC" المحطة الأكثر استقرارًا والمنصة الأكثر تواجدًا في بؤرة المنافسة دون هزات كبيرة تذكر منذ تأسيسها عقب ثورة يناير عام 2011. محمد هاني ينعته كثيرون ب"صنايعي الشاشات"، باعتباره واحدا من أبرز الأسماء التي مرت على "الصنعة" في السنوات العشرين الأخيرة، ونقشت بصماتها في فن صناعة المحتوى. "هاني" هو أحد مؤسسي تجرِبة "البيت بيتك" برنامج ال"توك شو" الأشهر على الإطلاق في تاريخ الشاشات المصرية، والذي خرج للنور عام 2004، وساهم في إطلاقه، وترأس تحريره منذ لحظة الولادة، إلى حين وصل البرنامج إلى محطته الأخيرة عام 2010، وكان قد بلغ نجاحه وتأثيره أقصى مدى على يد الإعلامي محمود سعد، ومعه خلف الكاميرات كتيبة عمل يقودها رئيس التحرير محمد هاني. "هاني" هو صحفي "ماهر" استهل مشواره في مدرسة "روز اليوسف"، ولمع اسمه بها في عهد الكاتب الصحفي عادل حمودة، وظل يتدرج حتى وصل إلى منصب مدير تحرير المجلة. بجانب عمله الصحفي مضى بالتوازي يمارس الصحافة التليفزيونية في حقبة التسعينيات، فعمل بشبكة راديو وتليفزيون العرب "ART" مع الإعلامية هالة سرحان، وأسهم معها في تأسيس قناة "دريم" عام 2001، إذ كان يترأس تحرير برامجها، إلى أن خرجت تجرِبة "البيت بيتك". عقب ثورة يناير عام 2011 ساهم "هاني" مع رفقاء آخرين في تأسيس وإطلاق شبكة قنوات "CBC"، وتولى رئاسة الشبكة التي يعتبرها كثيرون واحدة من أنجح التجارِب الإعلامية وأدومها على المنافسة في السبع سنوات الأخيرة. اكتشف محمد هاني أسماء كثيرة، ومنح الفرصة لأسماء أكثر، وترك "CBC" كما بدأت واحدة من القنوات التي تتراهن دائمًا على مركز الصدارة مع كبرى المحطات في مصر.