منطقة محظورة على العقلاء وهواة المنطق.. شعارها «مناخوليا».. والاقتراب منها ممنوع لغير رواد «الخانكة» و«العباسية»، فأصحاب العقول فى راحة! فى إحدى الليالى الغطيس، قرر مولانا المرسى الرئيس، أن يلتقى بنخبة من شباب الجامعة السيس، لعلهم يتعظون فيما سيلقى عليهم من قول مسيس ، فكان ما سوف تطالعه فى ثنايا هذا التقرير أيها القارىء «النميس» : مرسى مخاطبا شباب الجامعات: أهلا وسهلا يا شباب الجامعة الكرام ، حللتم علينا أهلا ونزلتم بالقصر الرئاسى سهلا ، وما كنتم تحلمون أن تروا سورة الخارجى ..«أرزاق» . لقد اجتمعت بكم اليوم حتى أقول لكم أمرا فى غاية الأهمية ، ولعلكم تتساءلون بينكم وبين أنفسكم الشابة المتوثبة المتطلعة للمستقبل ما هو هذا الشىء المهم جدا الذى سيحدثنا فيه والدنا رئيس الجمهورية ، أستطيع أن ألمح ذلك فى عيونكم ، وأن أقرأه على ثنيات جبهاكم المشرئبة التى تعلوها الدهشة ويقتلها الفضول ، وحتى لا يطول الأمر عليكم دون داع ، وقد رأيت بالبلدى كده بعد أن بذلتم طاقتكم واستفرغتم الجهد أنه قد « غلب حماركم»، فأنا أحب أن أريحكم . لقد اجتمعت بكم اليوم يا شباب الجامعات المصرى الأصيل ، يا شباب الثورة النبيل ، يا عماد المستقبل وركيزة الأمة حتى أقول لكم هذا الأمر الذى حاز أعلى منزلة من الأهمية تتخيلونها ، ووصل إلى أعظم قمة تتصورونها ، ما هو ؟! ماذا يكون ؟! ، ولكن انتظروا هنا قليلا ... كيف تكونون صفوة الطلبة ورؤساء اتحاداتهم ولا تصلون بأذهانكم الفتية ، ومكانتكم العلمية ، إلى ما أريد أن أقوله لكم من أمر مهم ، وحادث جلل ؟!! إن هذا الفعل من قبلكم ينذر بأزمة خطيرة فى مناهج التعليم المصرية ، وطرائق التدريس المتبعة والمعتمدة فى جامعاتكم على اختلاف أماكنها وتنوع أهميتها العلمية ، بل يطرح تساؤلا عميقا عن نوعية الأساتذة الذين يتولون تعليمكم ، ويقومون على إعدادكم ، وحتى لا أظلم أحدا ولا أرميه ببهتان عظيم وإثم مبين ، سوف أتبين ، طاعة لأمر المولى سبحانه وتعالي فى قوله «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» ، سأجرى لكم اختبارا بنفسى وجميعكم يعلم أننى كنت استاذا جامعيا مرموقا ، وباحثا فى وكالة ناسا الفضائية ، وكله بفضل ربى سبحانه وتعالى ، ولعل البعض منكم من المتخاذلين والمتكاسلين الذين يتبنون أفكار جبهات الخراب ، وأحزاب اليباب ، كان يخشى منى أن أفعل ، ولكن ها أنا أفعل .. وليخسأ الخاسئون ، هاكم السؤال : ماهو الشىء العظيم المهم جدا الذى يتعلق به مستقبلكم ، بل مستقبل الوطن العربى بل الأمة بأكملها، الذى دعا والدكم رئيس الجمهورية فى قصر الرئاسة حتى يخبركم به ؟! رئيس اتحاد جامعة القاهرة : أكيد يا ريس فخامتكم مشكورا حسيت بقدر المعاناة اللى بيعانيها الطالب فى مصر عموما والجامعى على وجه الخصوص ، وعرفت ضيق المدرجات وكثرة الأعداد وعدم ربط المخرجات التعليمية بسوق العمل العربية أو حتى المحلية فضلا عن السوق العالمية ، فأردتم أن تبشرونا بقرب انتهاء الفساد وهذا الظلم الواقع علينا ، وتخبرونا بالاجراءات والسياسات والاستراتيجيات اللى فخامتكم هاتتخذوها فى الفترة المقبلة ، وحبيت تناقش هذا الأمر مع أبنائك الطلاب وتستطلع وجهة نظرهم بصفتهم لاعبا رئيسيا فى المنظومة التعليمية . مرسى ينظر إلى سقف القاعة وأرضيتها ، علامة على ضيقه بكلام محدثه، وقد وقعت كلمة «ظلم» على رأسه كمطرقة ثقيلة ، فيشير بيده عدة مرات للطالب المتحدث قائلا : ظلم ..!! استغفر الله ، - ثم ملتفت إلى بقية الشباب -قائلا : من يرى وجهة نظر أخرى غير تلك المشوهة التى يراها زميلكم من خلال النظارة السوداء التى أرى أنه يضعها على عقله ، لا على عينيه فقط ؟ رئيس اتحاد جامعة عين شمس : لعل فخامتكم دعوتمونا حتى تسألونا عن أسماء المئات من زملائنا الذين تم اعتقالهم فى المظاهرات المختلفة المعترضة على سياسات عصر النهضة السعيد ، وتريدون أن تؤكدوا أنهم جميعا أولاد لكم شخصيا ، وأنكم سوف تنظرون فى طلباتهم ومشكلاتهم المعقدة التى يتبارى المسئولون فى تعقيدها يوما بعد يوم ، كذلك لتبشرونا بمدن جامعية آدمية ووجبات ساخنة صحية خالية من السموم ، كذلك برعاية طبية متميزة ، وغير ذلك الكثير من المتطلبات الأساسية التى لا تقوم حياة دراسية سليمة ، بل لا تقوم حياة آدمية شريفة بدونها . مرسى ينظر إليه بازدراء وغضب مكتوم ، ثم يستمع من طلاب غيره ، ثم أخذ مرسى يستمع والطلبة يتكلمون فى معاناتهم ولا يمسون من بعيد أو قريب ما دعاهم خصيصا إلى قصره الرئاسى من أجله ، حتى نفد صبره ، وقل حلمه ، وبادرهم قائلا : يؤسفنى وبعد أن بذلت كل هذا الجهد المضنى ، وهذا الوقت الطويل الذى أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله فى ميزان حسناتنا جميعا إنه ولى ذلك والقادر عليه ، أن أخبركم يا نخبة طلاب مصر أنكم جميعا راسبون ، وأنه قد خاب أملى الذى عقدته على ذكائكم ، وطموحاتى التى رهنتها على فطنتكم ، ولكن المؤمن دائما مبتلى . لذا فعلينا التزام الصبر الجميل والله المستعان على ما تصفون ، إن الأمر الجلل والشأن الخطير الذى دعوتكم اليوم يا خيرة شباب مصر وطلبتها الكرام كى أخبركم به هو : أننى أحبكم من كل جوارحى ، لقد ملكتم شغاف القلب وتربعتم فى سويدائه ، وأنا أرجو أن تبادلونى حبا بحب ، فأنتم فى القلب وعملكم مقدر ، وجهدكم محمود ، وبلدكم وإخوانكم ينتظرون ثمار جهدكم ، فلا تبخلوا بها على أهلكم , بارك الله فيكم وبالله التوفيق ، والحمد لله رب العالمين .... تعالوا جنبى كده ..هناخد صورة حلوة مع بعض عشان توروها لماما وبابا .. وزع عليهم الآى بادات يا بنى .. وكل واحد يستغلها فيما يرضى الله ..احنا مش ناقصين ذنوب الله يكرمكم ، وبعد ما تخلصوا شغل عليها تشيلوها فى كراتينها عشان ما تبوظش ، وتغسلوا إيديكم وتشربوا اللبن وتناموا ، وتدعوا لوالدكم الرئيس وبلدكم المحروسة بمزيد من الرقى والنهضة المباركة ، ومع السلامة والقلب داعى لكم .