كتب أحمد بهاء الدين مقالا في مجلة روز اليوسف 20 مايو 1955 يقول فيه: اخطأ طه حسين مرة واخطأ الذين هاجموه مرتين، اخطأ "طه" حينما قرر أن ينفق ميزانية الإدارة الثقافية للجامعة العربية في ترجمات مسرحيات شكسبير، وليس وجه الخطأ هنا هو أن مؤلفات الأديب ليست جديرة بالترجمة، ولكن أن الاختيار لم تراعى فيه الهيئة التى تنفق على الترجمة والرسالة، وان الهيئة التى تترجم هنا هى جامعة الدول العربية وهذه ليست وزارة من وزارات التعليم مثلا حتى تتولى ترجمة كتب الادب وهى ليست مؤسسة ادبية ولا فنية حتى تهتم بمسرحيات تبحث في عواطف الحب والهيام والغيرة والهجر والغدر، إنما الجامعة منظمة سياسية أولا وقبل كل شيء، وغايتها حل قضايا البلاد العربية، فهناك الكتب التى تدرس تاريخ الفن والادب والسياسة والاجتماع في بلاد الجامعة العربية وهناك الكتب التى تدرس ظروفها السياسية والاجتماعية واهميتها الإستراتيجية، و هذه المؤلفات هى التى يجب أن تترجمها الجامعة العربية وليست مسرحيات شكسبير. ولكن طه حسين فيما يبدو خلط بين جامعة الدول والسوربون، فارادها أن تترجم ما يجب أن تترجمه الجامعات من ماسى روميو وجولييت وديدمونة وعطيل، ولو فرضنا جدلا أن وجود طه حسين في الجامعة العربية كاف لان يجعلها كسائر الجامعات وان يقسرها على ترجمة كتب الادب الخاص فان اختيار شكسبير وغيره من رجال المسرح الكلاسيكى ليس اختيارا موفقا لان شكسبير له16 مسرحية مترجمة إلى العربية بالفعل واولى منها رجال المسرح الأحدث زمنا مثل ابسن وبرناردشو وكلاهما يحدثنا عن موضوعات مازالت محل جدل عنيف في مجتمعنا العربى المعاصر . والذين هاجموا طه حسين هاجموا الادب بوجه عام وقالوا أنه لغو وثرثرة، وان عصر القوة لايعرف الادب ،كلا ايها السادة أن العلم مهما بلغت اهميته لايغنى بحال من الاحوال عن الادب والفن كما أن الادب والفن لايغنيان عن العلم ،وان الادب يوفر لكم حاجات اساسية لاتقل ضرورة عن العلم مثل الحرية والحب والعدل ويكافح من اجلها فهل انتم في غنى عن الحرية أو عن الحب ؟ماذا سيبقى اذا من صفات البشر.