لا توجد دولة فى العالم تتعامل بشفافية فيما يخص ميزانية الجيش أمريكا تعلمت من درس مقاطعتها الحوار مع الثورة الإسلامية فى إيران أكد اللواء أركان حرب علاء عز الدين؛ المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، أن قيادات التيار المتأسلم يقفون وراء فشل الرئيس مرسى. وأكد أن الدعوات المطالبة بمناقشة ميزانية القوات المسلحة والكشف عنها لها مخاطر عديدة، حيث لا توجد دولة فى العالم ديمقراطية أو غير ديمقراطية تتعامل بهذه الشفافية فيما يخص هذا الأمر . وأشار إلى أن من حق الرئيس إقالة وزير الدفاع وفقًا للدستور السابق والحالى، ولكن فى الظروف الحالية هذا الموضوع قد يضع البلاد فى محاذير، وأضاف: إن الرئيس أذكى من أن يرتكب سقطة إقالة وزير الدفاع فى الفترة الحالية إذا ما واجه ضغطًا من قيادات الإخوان. وأضاف: إن قادة جماعة الإخوان المسلمين يحاولون التدخل فى شئون القوات المسلحة، ولكن لم ينجحوا حتى الآن لأنهم فاشلون بفضل القيادات الواعية بالقوات المسلحة والروح المعنوية الجيدة والعقيدة القوية الراسخة لدى قادتها . وكشف عز الدين عن تفاصيل أخرى فى سياق الحوار التالى: - كيف ترى دعوات القوى السياسية التابعة لتيار الإسلام السياسى المطالبة بالكشف عن ميزانية الجيش؟ * فى خلال الفترة الأخيرة خاصة بعد ثورة 25 يناير وبعد شهرين من نجاح الثورة بدأت تلك الدعوات المطالبة بسقوط القوات المسلحة تحت مسمى "يسقط يسقط حكم العسكر"، وأرى أن هذه المحاولات جميعها صدرت من مجموعة من الناس ينقسمون إلى شقين؛ قلة تدرك جيدًا ماذا تفعل ولديها أغراض غير طيبة، ونوايا خبيثة ومدفوعة بأيادٍ خفية، والجزء الآخر لديهم نقص شديد فى الإدراك؛ لأن من يهاجم القوات المسلحة كمن يهاجم والده أو أهله، أما بالنسبة لدعوات المطالبة بمناقشة ميزانية القوات المسلحة والكشف عنها، أقول: إن من يطالب بذلك لا يدرك مخاطر هذه الأشياء، حيث لا توجد دولة فى العالم ديمقراطية أو غير ديمقراطية تتعامل بهذه الشفافية بالنسبة لميزانية الجيش، وأنا شخصيّا عندما تحدثت مع البعض من متصدرى المشهد السياسى ممن ينتمون لتيار الإسلام السياسى حاولت أن أوضح لهم مخاطر مناقشة ميزانية القوات المسلحة، فبرروا طلبهم بأنهم يريدون أن يناقشوا الخطوط العريضة فقط، ورددت على هؤلاء أن الذى يناقش شيئًا لا بد أن يكون لديه القدرة على تعديله، وعلى سبيل المثال لماذا نناقش الموازنة فى مجلس الشعب؟ عمومًا الغرض من مناقشة الميزانية هو توزيع الإيرادات على المصروفات، لكن إذا جئنا إلى القوات المسلحة من يستطيع تغيير رقم ميزانية القوات المسلحة لا بد أن يكون لديه الخبرة والعلم اللازمان، لذلك إجمالى رقم الموازنة العامة للقوات المسلحة معروف، ولكن تفصيلاته يجب أن تكون سرية. - بماذا تفسر تصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى التى أشاد فيها بدور الجيش فى الثورة المصرية فى الوقت الذى انتقد سياسات جماعة الإخوان المسلمين؟ * الحقيقة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ سقوط نظام الشاه فى إيران تعلمت من درس مقاطعتها الحوار مع الثورة الإسلامية، وحدث بينهما عداء شديد، وبالتالى لم يكن هناك أى جسور للتواصل، واستمرت الأزمة إلى ما نشاهده الآن، ولم يستطيعوا التغلغل فى الداخل الإيرانى، بعكس ما لو كانوا حافظوا على أواصر العلاقة، تعلموا من هذا وبدأوا فى أى دولة من الدول تتأثر مصالحهم بها يمدون جسور التواصل إلى كافة فصائل المعارضة أو غير المعارضة، ومن هنا كان لديهم جسور مع جماعة الإخوان المسلمين من قبل ثورة 25 يناير، ومع جماعات معارضة كثيرة، وعندما جاءت الثورة استشعروا - وكان استشعارا صحيحًا- أن جماعة الإخوان المسلمين هى التيار السائد الذى سيحوز على الأغلبية، وعلى هذا كان التواصل بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وجماعة الإخوان، ولكن مؤخرًا ظهرت سقطات كثيرة جدّا للإخوان، فقد فشلوا فى الإدارة وفشلوا فى السيطرة على أمور كثيرة فى البلاد، وفى نفس الوقت الذى فشلت فيه الجماعة هناك دعوات تجريح القوات المسلحة، واليوم معظم الناس تطالب بتدخل القوات المسلحة، فالولاياتالمتحدة وجدت أنها لا تستطيع أن تحيد عن جبهة الثورة، فكان لا بد أن تعترف بفضل القوات المسلحة فى الحفاظ على الثورة وفشل جماعة الإخوان المسلمين فى إدارة البلاد، والهدف من هذه التصريحات هو الحفاظ على مصداقيتها لدى الشارع المصرى أيضًا، ومن ثم تحافظ على صورتها، ولكن معروف لدينا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحافظ على مصالحها. - هل تصريحات جون كيرى وانتقاده لسياسة جماعة الإخوان المسلمين تعنى أن أمريكا تبحث عن بديل للإخوان لتولى سدة الحكم فى مصر؟ * الحقيقة أرى أن ذلك إهانة لمصر، فعندما نقول: إن أمريكا تبحث عن بديل للإخوان للدفع به إلى سدة الحكم فمعنى ذلك أننا نقول من وراء الستار إن أمريكا تستطيع أن تدفع بمن تريد، وهذا كلام يرجعنا إلى تصريحات مصطفى الفقى؛ سكرتير الرئيس المخلوع السابق للمعلومات، التى قال فيها: إن أى رئيس جمهورية فى مصر لا بد أن يأتى بمباركة أمريكية، لكن الصحيح أن الولاياتالمتحدة تبحث عن بديل قوى للإخوان لتدعمه. - كيف تفسر تدخل قيادات الإخوان المسلمين فى شئون الجيش؟ *هم لم يتدخلوا بعد، ولكنهم يحاولون التدخل، قيادات الإخوان حاولت التدخل فى كثير من مؤسسات الدولة ومنها القوات المسلحة، ولكن حتى الآن هم فاشلون والحمد لله بفضل القيادات الواعية بالقوات المسلحة والروح المعنوية الجيدة والعقيدة القوية الراسخة لدى قادة القوات المسلحة. - هل يحق للرئيس إقالة وزير الدفاع؟ * نعم يحق للرئيس إقالة وزير الدفاع وفقًا للدستور السابق والحالى، ولكن فى الظروف الحالية هذا الموضوع قد يضع البلاد فى محاذير. - هل يستطيع الرئيس أن يقيل وزير الدفاع فى الفترة الحالية إذا واجه ضغطًا من قيادات الإخوان؟ * أنا أعتقد أن الرئيس أذكى من أن يرتكب هذه السقطة. - كيف ترى تصريحات بعض قيادات تيار الإسلام السياسى، خاصة ما قاله الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من أن الإسلاميين سيقدمون شهداء حال نزول الجيش رغم أنفهم؟ * الحقيقة أنا أرى أنه أحد أسباب فشل الرئيس هم قيادات التيار الإسلامى - عفوًا قيادات التيار المتأسلم - فالإسلاميون هم من يحكمون بما أمر الله، ولدينا شيوخ فى مصر محترمون، ولكن هناك بعض من يدّعون أنهم شيوخ، حيث نرى منهم تطاولًا على الآخرين مثل دعواتهم لإراقة الدماء، ودعوات سب الآخرين، وهذه دعوات تتنافى مع الدين الإسلامى الحنيف، ومواقف هؤلاء الشيوخ متناقضة دائمًا، مثال لذلك الشيخ جمال صابر؛ المتحدث الرسمى لحركة حازمون، ففى أيام حصار وزارة الدفاع فى شهر مايو الفائت كان ينادى بسحل قادة القوات المسلحة واقتحام وزارة الدفاع واعتقال أعضاء المجلس العسكرى، ومن حوالى أربعة شهور تقريبًا استمعت إلى هذا الرجل خلال لقاء تليفزيونى يدين العنف، أنا شخصيّا لو لم أعلم دعوته السابقة لكنت قلت إن هذا الشيخ ملاك، فكيف مثلا أقول إن الشيخ حازم أبو إسماعيل داعية إسلامى، ومعظم شيوخ المسلمين يرون أنه كان السبب فى أحداث محمد محمود. - كيف ترى محاولات التشكيك فى قادة القوات المسلحة من قبل بعض التابعين لتيار الإسلام السياسى؟ * بالتأكيد القوات المسلحة تحوز على رصيد عالٍ جدًّا من ثقة الشعب المصرى، والشعب المصرى يعلم أن القوات المسلحة هى الدرع الحامى له، فى وقت الأزمات كان هناك البعض يستهدف زعزعة هذه الثقة ما بين الشعب وقواته المسلحة؛ لأن هذه الثقة إذا ما تزعزعت تكون الإرادة قد سُلِبت من الشعب فى محاولة التغيير، والهدف من محاولات التشكيك فى القوات المسلحة أن تنزل القوات المسلحة الشارع، ومن ثم سوف تسلب الإرادة من الشعب.