إنها مصر أيها الناس التي نكبت منذ أزمنة بأفرادٍ وجماعات يشكلون طابورا خامسا سريا ينضم لأعدائنا، فيعبثون وينشرون الشائعات ويؤثرون في الروح المعنوية، ويتجسسون على بلادنا لتكون أوراقنا مكشوفة لأعدائنا، إنها مصر أيها الناس التي يقوم فيها أفراد وجماعات الطابور الخامس بمحاولات خبيثة لتخريب مؤسسات الدولة وتعطيلها عن القيام بأعمالها. إنها مصر أيها الناس التي تحاك ضدها المؤامرات منذ عقود طويلة، وأول ما تستهدفه هو الروح المعنوية للشعب، فأنت إذا استطعتَ إسقاط الروح المعنوية للشعب أسقطتَ الدولة نفسها، ومن حسن حظ الطابور الخامس في العصر الحديث أن أدواته أصبحت أقوى من أي وقتٍ مضى، فتحت يده وسائل التواصل الاجتماعى وجمعيات حقوقية ومراكز بحثية ومحطات تليفزيونية، قديمًا كان تهديد أمن الوطن لمصلحة أعداء الخارج يسمى وقتها خيانة، أما عندنا فقد أصبحت الخيانة لها أسماء أخرى مثل "وجهات النظر" أو "حقوق الإنسان" ولذلك سترى من الطابور الخامس أناسا يبدون في ظاهرهم وطنيين ومحترمين ومثقفين، يتحدثون إلينا بمصطلحات ولكنات، يطيلون سوالفهم وتتسع صلعة رؤوسهم ويطلقون على أنفسهم خبراء إستراتيجيين، جاءوا من معهد كارنيجى أو معهد تافيستوك، أو منظمة هيومان رايتس ووتش، أو منظمة كارتر لمراقبة الانتخابات، أو مفوضية كذا لحقوق الإنسان، أو معهد كذا لضحايا التعذيب، أو جمعية كذا للاختفاء القسرى أو غير ذلك، وكلهم يعملون بكل ما يملكون من قوة وتأثير لهدم دولة مصر، وعملاء تلك الجمعيات ينتسبون للجنسية المصرية، ويمارسون طرق الجاسوسية الحديثة بكل صفاقة، ويقبضون الثمن ملايين الملايين من الدولارات على حسب ما ينجزونه. هل عرفنا الآن معنى مصطلح "الطابور الخامس" الذي يتداوله علماء الاجتماع السياسي؟ نعم عرفنا ورأينا، وعرفناهم وشاهدناهم، وأدركنا أنهم طابور شبه عسكري، يعمل مع أعداء البلاد.