حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من أن اعتقال أحمد ماهر أحد قيادات حركة 6 إبريل -الذي كان في طليعة ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك- قد تشعل موجة من الاحتجاجات في الشارع المصري، مشيرة إلى أن الاعتقال الذي جاء عقب عودته من الخارج يظهر انقلاب الرئيس مرسي على حلفائه القدماء. وقالت الصحيفة: إن النيابة العامة في مصر أمرت باعتقال أحمد ماهر أحد قيادات حركة 6 إبريل لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق في اتهامات بأنه يحرض على العنف المناهض للحكومة، في أحدث الاتهامات التي توجهها الحكومة للنشطاء الساسيين. وأضافت أن الاعتقال أثار موجة من الغضب بين النشطاء وحركة 6 إبريل التى دعت لاحتجاجات في كافة أرجاء البلاد بما في ذلك أمام منزل الرئيس محمد مرسي. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمني -رفض الكشف عن هويته- قوله: "إن أحمد ماهر اعتقل في مطار القاهرة لدى عودته من رحلة إلى الولاياتالمتحدة"، مشيرا إلى أن ماهر اتهم ب"التحريض" في مارس الماضي على التظاهر ضد وزير الداخلية، عندما رفع نشطاء ملابسهم الداخلية في مظاهرة أمام منزل الوزير بسبب حملة الشرطة على الناشطين. وأوضحت الصحيفة، أن ماهر نقل إلى سجن شديد الحراسة في العاصمة المصرية، وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات في وسط القاهرة بين قوات الأمن ومتظاهرين يحاولون إسقاط الجدار الذي يسد مدخل الشارع المؤدي لمبنى وزارة الداخلية. وكان مجموعة ماهر داخل حركة 6 إبريل واحدا من كبار حلفاء الرئيس مرسي خلال حملته الرئاسية العام الماضي ضد منافسه أحمد شفيق الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد مبارك . ولكن منذ تولى مرسي سدة الحكم في يونيو الماضي، أصبحت 6 إبريل مثل بقية المعارضة الليبرالية، مصابة بالإحباط بشكل متزايد من ممارسات الحكومة الجديدة، ومما اعتبروه سعيا من الرئيس مرسي لخدمة جدول أعمال جماعته الإخوان المسلمين لاحتكار السلطة في البلاد. وقبل أيام من اعتقاله، أعرب ماهر عن أسفه لتحالفه السابق جماعته مع مرسي والإخوان. وقال: "كنا مخطئين عندما دافعنا عن جماعة الإخوان، ودعمت مرشحها في مواجهة العسكري ومرشح النظام القديم.. الآن نحن نعامل على أننا خونة..لقد شوهت صورتنا وأرسلنا إلى السجون من قبل حليفنا السابق. وتأتي الحملة في وقت تكافح حكومة الرئيس مرسي من أجل تنفيذ وعودها بالإصلاح وتحسين حياة المصريين، الذي يعاني من غياب الأمن.