رفعت محافظة الوادى الجديد حالة الطوارئ استعدادا لحرائق النخيل التي زادت معدلاتها بشكل كبير خلال الشهر الجارى، وتسببت في تفحم المئات من أشجار النخيل والفاكهة، بالتزامن مع العواصف الترابية والارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تخطت 45 درجة مئوية. وأكد الدكتور مجد المرسي مدير عام القطاع الزراعى بالوادى الجديد، أن السبب الرئيسى في نشوب الحرائق هو قيام المزارعين بالتخلص من المخلفات الزراعية عن طريق حرقها داخل الحقول، مما يؤدى لنشوب الحرائق بالتزامن مع الرياح، التي تتسبب في نقل النيران من مكان لآخر بسرعة كبيرة. وقال المرسي: إن الوادى الجديد تمتلك نحو مليونى نخلة مزروعة على مساحة 19 ألف فدان، لافتا إلى أن حرائق مزارع النخيل من أصعب الحرائق التي تواجهها قوات الإطفاء ولا يمكن السيطرة عليها في وقت قصير، بسبب أنها تكون على ارتفاع كبير ومساحات شاسعة، فضلا عن أن عملية إدخال المعدات وسيارات الإطفاء داخل المزارع صعبة للغاية وقد تكون مستحيلة، مشيرا إلى أنه خلال العيد نشب حريقان بمركزى الداخلة والخارجة قضيا على أكثر من 40 فدانا دفعة واحدة مزروعة بأشجار نخيل تتخطى ألف نخلة، كما أن النيران طالت عددا من منازل المواطنين، وتسببت في خسائر كبيرة. وأضاف مرسي: إن المحافظة اتخذت عدة إجراءات رادعة للحد من من هذه الحرائق، عن طريق تشكيل لجان من المهندسين الزراعيين والمرشدين والفنيين للمرور الدائم على مزارع النخيل، والتأكد من خلوها من المخلفات الزراعية، كما يتم التنسيق مع الوحدات المحلية بالقرى لتوفير سيارات لمساعدة المزارعين في نقل المخلفات، كما يتم أيضا شق طرق داخل المزارع لتسهيل عملية دخول سيارات الإطفاء في حال نشوب الحرائق، مشيرا إلى أن من يمتنع عن ذلك يتم تحرير محضر ضده في الحال. كما تم التنسيق مع مديرية الإسكان لتنفيذ حنفيات حريق بالمزارع التي تقع بجوار المناطق السكنية لحماية السكان، والسيطرة على النيران فور نشوبها، ويتم تنفيذ ندوات إرشادية بصفة مستمرة، بالتنسيق مع مراكز النيل للإعلام، بهدف توعية المزارعين بالطرق الآمنة للتخلص من مخلفات النخيل. وأوضح المرسي أن المحافظة طرحت مصنع الكومبوست (السماد العضوي) أمام الاستثمار، ومن المنتظر أن يساهم بشكل كبير في التخلص من المخلفات الزراعية، وتشجيع المزارعين على الاستفادة من المخلفات، بدلا من حرقها عن طريق تحقيق عائد مادى كبير.
