سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الشاطر".. إخطبوط الاستثمارات المصرية.. فقد أمواله مرتين واستطاع استعادتها.. اتبع الجناح المحافظ فى الجماعة.. وأطاح بالإصلاحيين.. وأعلن عن إنشاء أسطول طيران مصرى
تبدو أموال امبراطورية خيرت الشاطر، وكأنها كجبل الجليد لا يظهر منه إلا قمته، فخلال العقد الأخير بدا الشاطر داخل جماعة الإخوان المسلمين كأحد أبرز السياسيين فيها، وأهم المتخذين لقراراتها والموجهين لمسار الجماعة، نظرا لأنه صاحب ثروة ضخمة وصاحب نفوذ اقتصادي قوي. فهو المسئول بالشراكة مع حسن مالك عن اللجنة المالية، التى تتولى مهمة الإشراف على كل الشئون المالية للجماعة ومواردها ومسارت إنفاقها. كما أنه المسئول عن الإشراف على الاستثمارات الضخمة التي تملكها الجماعة فى الخارج والتي قدرت عام 2005 بما قيمته عشرة مليارات دولار، وفقا لإحدى الصحف الأمريكية. وأتاح له النفوذ الاقتصادى الكبير داخل جماعته، قيادة جناح يوصف بالمحافظ وهو الجناح الذى نجح فى إقصاء جناح آخر كان أبرز الفاعلين فيه عبدالمنعم أبوالفتوح، ومحمد حبيب، بعد أن صعد نجم هذا التيار الإصلاحى منذ عام 2005 وهو بروز جاء متوازيا مع اتجاه النظام نحو إجراء إصلاحات سياسية شكلية فى نفس العام، غير أن استعادة النظام قبضته الأمنية ونكوصه عما وعد به من إصلاح جعل الشاطر يستعيد زمام السيطرة مجددا ومكننه من إقصاء خصومه من المواقع القيادية داخل الجماعة. وأدى ذلك إلى تصعيد رموز جناحه مثل الكتاتنى وسعد الحسينى ومحمد مرسى وغيرهم، وهو أيضا ما وضعهم في قلب المشهد السياسى، بل إن الرجل كان هو صاحب القرار فى أسماء الشخصيات التى تتولى المواقع القيادية فى مؤسسات الدولة المصرية عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ليبقى المتحكم فى قرارات الجماعة بل وربما مصير الوطن بأكمله الذي ترشح لرئاسته ورفض التصريح عن الحجم الحقيقى لثروته، قبل أن يتولى مهام المنصب. ويعتبر الشاطر اليوم واحدا من أغنياء مصر، وأبرز المتحكمين فى التوجهات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها بحكم نفوذه وسيطرته الاقتصادية والمالية على الجماعة وشبكة علاقته الواسعة فى منطقة الخليج التى نجح فى توطيدها من خلال أعماله هناك التى ازدهرت بشكل كبير خلال فترة وجوده خارج مصر. ويمتلك الشاطر العديد من الشركات التى صارت احتمالية تضاعفها فى وقت قياسى عالية، بعد أن أقدم الشاطر على الاستثمار فى سوق المال من خلال شركة أسسها بعد الثورة مباشرة تسمى رواج كابيتال وضمت فى هيكل مساهميها المبدئى عددا من أبناء الشاطر، ويبلغ الحد الأدنى لرأسمال نشاط إدارة المحافظ والصناديق 5 ملايين جنيه وفقا للائحة التنفيذية لقانون سوق المال. من أبرز الشركات التي يمتلكها الشاطر في مصر شركة رواج التي تبلغ حصته فيها 75% وتعمل علي استيراد وتصدير وتوكيلات تجارية يشاركه فيها حسن مالك، والشركة الدولية لنظم الحاسبات الدولية "المستقبل" ونصيبه فيها 39% ومسجلة باسم شقيق الشاطر بهاء وتعمل في شراء وبيع أجهزة الحاسب الآلي. وهناك أيضا شركة حسن عزالدين مالك وشركاه حصته فيها 45% وتعمل في مجال تجارة الملابس، وشركة الأنوار للتجارة والتوكيلات حصته فيها 35% وتعمل في مجال الاستيراد والتصدير والتوكيلات التجارية، وشركة "نقاء" وحصته فيها 33% تعمل في مجال تجارة الكيماويات بجميع أنواعها. بالإضافة إلى شركة شركة "سلسبيل" للتنمية والاستثمار وإدارة المشروعات ونسبته فيها 80% تعمل أيضا في إدارة المشروعات والتوكيلات التجارية وشركة مالك إليكتريك ونسبته فيها 40% وتعمل في مجال إنتاج الأدوات الكهربائية وشريكه فيها حسن مالك وشركة آي سي جي ونسبته فيها 80% وتعمل في مجال استيراد أجهزة الحاسب الآلي وشركة محمد خيرت سعد الشاطر وشركاه وحصته فيها 40% وتعمل في مجال المعادن. وكذلك الشركة الدولية للأدوية والعلاج البديل "حياة" ونسبته فيها 50% وتعمل في مجال التجارة والتوزيع واستيراد وتصدير الأدوية والكيماويات وشريكيه فيها محمد محمود حافظ، وأحمد محمد عبدالعاطي، ودار الطباعة والنشر الإسلامية ونسبته فيها 38% وتعمل في مجال نشر الكتب والمؤلفات العلمية . بالإضافة إلى شركة مالك لتجارة الملابس الجاهزة ونسبته فيها 50% وتعمل أيضا في مجال تجارة الملابس الجاهزة وشريكه فيها حسن مالك وشركة الشهاب للسيارات وحصته فيها 50% وتعمل في تجارة هياكل الأتوبيسات وشركة أجياد للخدمات ونسبته فيها 25% لأعمال الصيانة والنظافة. وشركة روافد للتنمية والتطوير وإدارة المشروعات ونسبته فيها 60% وتعمل في مجال تنمية وإدارة المشروعات الاستثمارية والتجارية وشركة سيوة لاستصلاح الأراضي وملكيتها تعود إلي زوجة الشاطر عزة توفيق وشركة الواحة وتعمل في مجال المزارع الضخمة لتربية الأبقار وإنتاج الألبان فى الكيلو 110 طريق "مصر-الإسكندرية" الصحراوى ويشاركه فيها محمود غزلان ومجموعة نماء المالكة لسوبر ماركت زاد وشركتي "ام اي ار" للمقاولات و"مصر للمقاولات" وشريكه فيها هو أسعد شيحة وشركة سنابل للتجارة وشريكه فيها مالك وشركة المزارع السمكية لكل من عبدالرحمن سعودي وحسن مالك وخيرت الشاطر. وفي الفترة الأخيرة اتفق الشاطر مع عدد من المسثمرين العرب علي افتتاح سلسلة محلات تجارية لبيع السلع الاستهلاكية وتضم السلسة 20 فرعا، وتردد أن عائلة الشاطر تفاوضت مع عائلة رجل الأعمال ياسين منصور لشراء سلسلة محلات مترو ولكن انتهت الصفقة بالفشل بين الطرفين. يذكر أن الشاطر بعد اعتقالات سبتمبر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات سافر هاربا من ملاحقة نظام السادات له وظل يتنقل من دولة إلي دولة وفي السعودية التقي المهندس أسامة إسماعيل صاحب شركة الصرافة والمتهم في قضية غسل أموال في عام 2010 وكان يعمل في مجال تجارة العملة وعمل معه الشاطر فيها ولكن انتهت التجارة بخسارة فادحة، وتم اعتقال الشاطر ومالك لمدة عام عقب قضية شركة سلسبيل ليخسر أمواله للمرة الثانية . ولم يكتف الشاطر بالسيطرة علي الشركات فقط ولكن امتدت يده إلي السيطرة علي الفنادق والمطاعم السياحية المملوكة للدولة ومنها فندق السلاملك التاريخي الذي أثار حالة من الجدل في الشارع المصري ولكن كل الدلائل تشير إلي شراء الشاطر للفندق. وتدخل في مجال صناعة الدواء حيث أعلن الشاطر في الفترة الأخيرة عن تأسيس شركته الجديدة باسم أنسبير لصناعة الدواء التي أعلنت عن أول منتج لها وهو عقار جيوبوكس المنشط الجنسى. وأعلن في الآونة الأخيرة عن نيته في إنشاء أسطول طيران، وبذلك لم يعد شيئا في مصر إلا وتحت أمر الشاطر، ويبدو أن الاقتصاد المصري وقع في قبضة جماعة الإخوان المسلمين .