محمد حسان إعلامى عاش فى قطاع الأخبار بالتليفزيون .. تعلم على أيدى قيادات العصر الذهبى لماسبيرو ..كان يطمح فى العمل بقناة الجزيرة .. وحينما سنحت له فرصة الالتحاق بها كان فى غاية السعادة .. ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .. فبعد أسبوعين فقط من عمله ترك حلم عمره وقرر العودة إلى بيته قطاع الأخبار. "فيتو" تكشف النقاب عن أسرار وكواليس 15 يومًا قضاها حسان تحت مظلة القناة القطرية . منذ متى وأنت تمارس عملك فى قطاع الأخبار؟ منذ نعومة أظافرى وأنا لا أحلم بالعمل خلف كاميرات التليفزيون.. كنت دائمًا أقف أمام المرأة وأقلد دور المذيع.. وعندما حصلت على شهادة الثانوية العامة قررت دخول كلية الآداب قسم لغة عربية حتى أثقل نفسى بخبرات تؤهلنى لقراءة نشرات الأخبار . وفى عام 2000 تقدمت لمسابقة اختيار مقدمى البرامج بقطاع الأخبار وبالفعل نجحت.. ولكن النتيجة تغيرت بسبب المحسوبية والوساطة التى استشرت فى عهد صفوت الشريف.. ثم تكرر السيناريو فى اختبارات الإذاعة إلا أن تم تعيينى بإذاعة صوت العرب .. ثم انتقلت بعدها لإذاعة الشرق الأوسط وقدمت 73 برنامجا وتعلمت منها أشياء كثيرة ما أسهم فى انتقالى للعمل بالتليفزيون بعد ذلك . عملت فى أكثر من 26 قناة .. البداية كانت قنوات (ART) ثم عملت بكل القنوات الفضائية تقريباً تقلدت خلالها مهنة مقدم برامج ثم رئيس تحرير ومدير تحرير ومعد وتعلمت على أيدى متخصصين فى الإعلام مثل بى بى سى _المركز الصحفى الأمريكى وغيرهما . حدثنا عن حكايتك مع الجزيرة مباشر وهل بالفعل تم طردك منها بعد تهكمك على الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان؟ شبكة قنوات الجزيرة معروفة جدًا وكل من يعمل بالإعلام يحلم بالعمل بها وعندما عرض على العمل بقناة الجزيرة مباشر كنت سعيدا جدا وتم الاتفاق معى على نقاط محددة وبدأت أول يوم عمل بالسفر لمحافظة الأقصر لتنفيذ الأسلوب الذى تعلمته كونه لم يطبق فى مصر.. ولكنى فوجئت أن المصور ليس لديه القدرة على تنفيذ ما يتطلبه العمل .. واكتشفت أن العاملين كمصورين بالقناة هم 13 فردا منهم ثلاثة محترفين فقط أما مصورو الخارجى فهم لا يفقهون شيئا فى المديا وهذه كانت أول صدمة ولكن الصدام الأكبر كان مع السياسة التحريرية. هل هناك وقائع محددة تسببت فى هذا الصدام؟ هناك واقعتان ..الأولى فى ذكرى تنحى مبارك وذهبت حينها إلى التحرير فى وقت كان المتظاهرون خلاله يحطمون كاميرات الجزيرة بدون تفاهم وذلك للمطالبة بتنحى مرسى فى ذكرى تنحى مبارك وبالفعل التزمت المهنية ونقلت الأحداث للمشاهدين وذكرت أن هناك 18 حركة تطالب بتنحى الرئيس محمد مرسى ثم فوجئت باتصال تليفونى من أيمن جاب الله يبدى خلاله دهشته واستياءه مما نقلت .. وأخبرته أن هذا ما حدث وسألنى وهل هذا ما يقوله صباحى والبرادعى أخبرته لا وعندما شكك فى دقة ما أخبرته استشهدت بما نشر على المواقع الإلكترونية. أما الواقعة الثانية فكانت فى الشرقية أثناء تغطية إضراب العاملين بمصانع الأسمدة وعندما وصلت اكتشفت عدم وجود إضراب بالمصانع ولكن الإضراب كان للعاملين بمديرية التربية والتعليم وخلال تغطيتى للحدث كان لدى وجهة نظر واحدة وهو خطأ مهنى طبعًا ولكن السبب أن المعد حينما طلبت منه الاتفاق مع شخصية تمثل الرأى الآخر امتنع وقال نصًا :" هذا يكفى وبعد عرض الحدث فوجئت باتصال آخر من أيمن جاب الله ينتقدنى خلاله بشدة فأخبرته أن المعد هو من أخطأ .. بعدها توقفت عن العمل فى إجازة لمدة ثلاثة أيام لظروف خاصة إلا أننى فوجئت باتصال من أيمن جاب الله يطلب منى الاستمرار فى العمل .. ولكنى اعترضت على الطريقة التى أظهر بها على الشاشة لأنى لم أتعاقد معهم لأكون مراسلا بل مقدم برامج وقارئ نشرة والأكثر سوءًا من ذلك أنى تقدمت بفكرة اكتشفت أن هناك من يحاول تنفيذها من وراء ظهرى أثناء غيابى وعندها قررت ترك العمل والعودة لقطاع الأخبار بالتليفزيون. وبعد تجربتك هل ترى قناة الجزيرة مباشر قناة حيادية؟ هى قناة تحاول العمل بشكل مهنى ولكن هذا لا يحدث بصورة كاملة فأغلب العاملين بالجزيرة ينتمون للتيار الإسلامى والقناة تحرص على تقديم وجهة النظر من خلال ضيفين يمثلا الرأى والرأى الآخر بشرط أن يكون الضيف الأقوى هو من يعبر عن وجهة نظر القناة ولأنى فى النهاية أحترم مهنتى تركت العمل واتجهت للتدريس بكلية الإعلام . وبعد عودتك للعمل بماسبيرو هل هناك أخونة بالفعل؟ اعترض على هذا التصنيف وأن كنت ألمس سياسات الأخونة بالفعل فى وزارات أخرى فقبل قدوم عبد المقصود المبنى كان يحوى 45 ألف موظف، الإخوان منهم لن يتعدوا المئات وفكرة الأخونة هى أن تستعين بخبرات من الخارج وبالفعل تم تعين موظفين فى عهد صلاح عبد المقصود ولكن الإخوان فيها ضئيل جدًا وتم تعيينهم فى أماكن غير حيوية وليست قيادية باستثناء ( ياسر الدكانى ) رئيس قناة النيل للأخبار فهو القيادة الإخوانية الوحيدة بالمبنى . ما رأيك فى المحتوى الإعلامى الذى يقدم للمشاهد؟ ماسبيرو فى عهد مبارك ومن بعده المجلس العسكرى والآن الإخوان المسلمين وهو يطبق المقولة الشهيرة (عاش الملك مات الملك ) .. والمشكلة هنا أن الإعلام لم يتم أخونته من قبل عبد المقصود ولكن العاملين يطبقون سياسة إرضاء الحاكم لأسباب تتعلق بالتدرج فى المناصب وغير ذلك. هل تعرضت خلال عملك لتعليقات من وزير الإعلام كما حدث فى الجزيرة ؟ تلقيت اتصالا هاتفيا فى عهد أسامة هيكل وأحمد أنيس وحتى هذه اللحظة لم أتلق تعليمات أو تليفونات من صلاح عبد المقصود بل أقوم بأداء عملى بمهنية وحيادية وأحيانا أكون صريحا جدا فكنت أقدم قريبا حلقة من برنامج صباح الخير يا مصر من محافظة أسيوط وتوجهت لمحافظ أسيوط لإجراء لقاء وسألته بكل صراحة هل تقلدت المنصب لأنك إخوانى ولما أتلق مكالمات توبيخ كما يدعى البعض إحقاقا للحق أنا لا أرى فى ماسبيرو خطة ممنهجة للأخونة سمعنا أن الاتحاد الأوروبى دفع للمسئولين مبلغا ماليا كبيرا لتفكيك اتحاد الإذاعة والتليفزيون كونه من أقوى الجهات الإعلامية المؤثرة على الوجدان العربى؟ هذا الكلام يقع على مسامعى لأول مرة .. ولكنى لا أراها فكرة منطقية لسببين أولهما لو ان التليفزيون المصرى يؤثر على الوجدان العربى فلماذا لم ينجح أثناء أحداث الثورة وثانيا التليفزيون المصرى هو الأسد العجوز فبرنامج صباح الخير يا مصر هو الأشهر لكنه ليس الأكثر مشاهدة فأنا لا أرى التليفزيون يؤثر على الوجدان العربى نتيجة للمشاكل الضخمة التى تلقى على كاهله وافتقاد المهنية والتعامل معه كجهة حكومية . وهل تتفق مع هيكلة التليفزيون وإلغاء وزارة الإعلام؟ اتفق تمامًا مع هيكلة التليفزيون بالمنطق ولكن ليس بالتسريح والأخونة .. فكرة وجود وزارة إعلام فكرة غير موجودة بالعالم وتليفزيون الدولة غير موجود ولكن يوجد تليفزيون شعب وما يقدم لابد وأن يرضى الشعب أما بالنسبة للهيكلة ففى ظل وجود 45 ألف موظف بالتليفزيون لا يعمل منهم سوى 10 آلاف تقريبا.