صحفياً هو مدير تحرير مجلة روز اليوسف .. لكن إعلامياً له صفة أخرى وهى أنه " خبير " فى إعداد البرامج التليفزيونية الناجحة وخاصة " البيت بيتك " والذى كان رئيس تحريره منذ 2004 وحتى توقفه فى فبراير 2010 .. ووسط مشغولياته حالياً بقناة " البيت بيتك " والتى مقرراً لها أن تنطلق مع بداية 2011 .. التقينا مع الصحفى محمد هانى . فى البداية .. نريد أن نتعرف عليك أكثر ؟ اسمى محمد هانى إبراهيم أنس ، محمد هانى هو اسم مركب , التحقت بكلية الهندسة جامعة الزقازيق لمدة عام ثم انتقلت لكلية الهندسة جامعة القاهرة لمدة عام آخر .. لكنى كنت أحضر معظم محاضرات كلية الاعلام مع اصدقائى ولذلك قمت بالتحويل الى كلية الاعلام فى قسم الصحافة والتى تخرجت فيها عام 1985 بتقديرجيد جدا وكنت من الخمسة الاوائل على الدفعة ، وتوجهت بعد التخرج إلى مجلة الكوكب بدار الهلال لمقابلة الكاتبة حُسن شاه وأخبرتها عن رغبتى فى العمل بالكواكب فرحبت على الفور ونشرت العديد من الموضوعات الصحفية والتحقت بعد ذلك ب4 اشهر بالجيش لأداء الخدمة العسكرية ، وخلالها اتيحت لى فرصة ان اكون محررا فى مجلة النصر العسكرية وكان رئيس تحريرها آنذاك العقيد شوقى حامد والذى أصبح حالياً من اشهر النقاد الرياضيين ، وبعد ذلك شاركت فى تجربة مجلة عربية وكنا نطبعها فى روز اليوسف والتى كان يتدرب فيها صديقى عمرو أديب وتركها قبل التعيين ، وشاءت الظروف أن أعمل فى روزاليوسف وخلال 3سنوات أصبحت رئيساً لقسم الفن والثقافة حتى قبل تعيينى بالمجلة ، ومن جيلى عبد الله كمال ووائل الإبراشى وإبراهيم عيسى وعمرو خفاجى ، وتدرجت حتى اصبحت حالياً مدير تحرير . كيف أصبحت من أشهر معدى التليفزيون ؟ أعتبر نفسى من الموفقين فى مسارهم التليفزيونى لأننى شاركت فى تجارب كانت نقط انتقال فى الاعلام المرئى بداية من برنامج اسمه " عالم الشهرة " فى القناة الثالثة فى اوائل التسعينيات ثم تركته ، وفى عام 1994 جاءت لى فرصة ذهبية حينما عملت مع هالة سرحان كمدير تحرير لمجلة " سيداتى سادتى " وتعلمت الكثير عن صناعة المجلات ، بعد ذلك عملت معها لسنوات وكنت المعد الخاص لجميع برامجها فى art .. كما شاركت معها فى تأسيس قنوات دريم بعد ذلك .. ثم جاءت المرحلة الثالثة للعمل مع هالة سرحان من خلال قناة روتانا سينما ، وفى 2004 جاءت فكرة برنامج " البيت بيتك " حينما كان د. ممدوح البلتاجى وزير للإعلام آنذاك وكانت لديه مجموعة من الافكار منها تقديم برنامج جماهيرى على الهواء بعدما أعجبه ديكور برنامج القاهرة اليوم ، وطلب مقابلة المهندس محمود بركة منفذ الديكور لتطوير ديكورات التليفزيون فاقترح عليه الاخير تطوير المحتوى أيضا ، ومن هنا جاءت فكرة " البيت بيتك " وهو اسم اقترحه د. ممدوح .. وانطلقت فى ذهنى عشرات الافكار وبدأت تنفيذها من خلال 5 أشخاص .. هل تتذكر ساعات العمل الأخيرة قبل الظهور الأول لبرنامج البيت بيتك ؟! سلمونا ستوديو 1 وانطلق البرنامج فى رمضان 2004 ..وكان لا يشغلنى ألا يرتبط البرنامج باسم مذيع واحد بل يستوعب الكثير وان يكون المذيعون من جيل الشباب ولا يقتصر عملهم على الشكل التقليدى ، فكان يقدمه 14 شاباً وفتاة بمشاركة هالة سرحان ووائل الابراشى ومفيد فوزى ومعتز الدمرداش وكل نجوم مصر فى كل المجالات كانوا موجودين فى هذا الشهر ، وعملت تصور لاول حلقة فيه حيث كانت تقدمها المذيعة القديرة ليلى رستم ..فى البداية رفضت ثم اقتنعت وجلست مع د. زينب سويدان رئيس التليفزيون وفتحت لنا قاعة الاجتماعات الملحقة بمكتبها واتفقنا على شكل الحلقة الاولى ، ولم يكن مقرراً للبرنامج أن يستمر لما بعد رمضان لكن فى ظل النجاح الذى حققه تقرر استمراره ففكرنا أن يكون توك شو يومى 5 أيام فى الاسبوع وظهر كما شاهدناه منذ 2004 حتى توقفه فى فبراير 2010 . البيت بيتك .. ماذا يمثل لك ؟ منحنى أنا وزملائى على المستوى الشخصى شهادة ميلاد عظيمة ..فقد حقق أهدافه بنسبة 100% ومن ضمن الاسباب التى حولت البرنامج لظاهرة انه كان مفتوحاً له المجال على الشاشة ..وكان يقوم على معايير مهنية ، فحين توقف البرنامج كان يقدمه 4 مذيعين هم محمود سعد وخيرى رمضان وتامر أمين ومنى الشرقاوى . من الذى قام باختيار المذيعين ؟ لم يتم اختيار المذيعين وفقا لأهواء كل شخص أو اختيار وظيفى سواء من داخل التليفزيون أو خارجه بدليل ان محمود سعد وخيري رمضان من خارج التليفزيون , لقد تم اختيارهم وفقا لمعايير مهنية .. بجانب أننا ادخلنا العديد من الفقرات بداخله مثل هو وهى والتى كان يقدمها عباس ابو الحسن ورزان مغربى ومعتز الدمرداش ثم طارق حبيب و أسامة منير وغيرهم . ماهو تقييمك لتجربة التوك شو وما وصلت إليه حالياً ؟ برامج التوك شو هى انفجار اعلامى له سلبياته وايجابياته .. من ايجابياته انه جعل التليفزيون يتكلم ويناقش وتعلم الجميع ثقافة المواجهة والاعتراض والتفاعل مع الشاشة ، لكنه ملئ بالاخطاء المهنية العنيفة فى كثير من البرامج وليست هناك معايير إعلامية مثل مدى امكانية ان يكون هذا الشخص مذيع ام لا و ماهى أهداف البرنامج التى يسعى لتحقيقها وهل يدخل مناطق مدمرة وخاطئة أم لا ؟ .. كلها أمور كانت قائمة على الاجتهادات الشخصية وأرى انها وضع طبيعى ، لكنى أرى أن هذه المرحلة يجب أن تنتهى سواء على شكل " الفورمات " او الأداء أو الأهداف لننتقل إلى مرحلة اخرى أعلى , لكن رب ضارة نافعة ..فتوقف البرنامج أتاح لنا فرصة أن نعمل محطة تليفزيونية نضخ فيها أفكارنا وخبراتنا . متى تقرر تحويل البيت بيتك من برنامج الى قناة ؟ الحقيقة فكرنا فى تأسيسها منذ 3 سنوات .. وهي ليست وليدة توقف البرنامج ، وفى كل مرة نتخذ فيها القرار نتراجع " أدبيا " لان البيت بيتك له فضل كبير علينا كيف استقبلت خبر توقف البرنامج؟ أكبر حزن مهنى فى حياتى .. وكيف ترى برنامج مصر النهاردة ؟ عيب أتكلم لانى لا استطيع تقييم زملائى واذا فعلت غير ذلك فلن أكون محترفاً ولا نزيهاً ..هم فى النهاية زملائى ومحترفون ، فمرحلة البيت بيتك أنتهت تماما . وما هي آخر أخبار قناة البيت بيتك ؟ نعمل حاليا ليل ونهار لاننا بصدد اطلاقها على الهواء مباشرة مع أوائل العام الجديد والشركاء الرئيسيين فيها هم المهندس أحمد عز والمهندس محمود بركة منتج البيت بيتك ومجموعة منصور - المغربى ، وهي لا تهدف للربح بل نهدف إلى تغيير كل ما نراه سلبيا من أفكار وممارسات خاطئة سواء من أحزاب أو حكومة أو سلوك شعب ، فنحن نركز على الشخصية المصرية بايجابياتها وسلبياتها ، ونتمنى بخبراتنا فى المحطة ان نحول الطرح النظرى إلى منتج على الشاشة من خلال افكار حقيقية وشخصيات ذات قيمة ، علية ان القناة تتكون من 5 محطات تليفزيونية الاولى ge اختصارا لكلمة general entertainment عامة وقناة رياضية وسينطلقان معاً فى نفس الوقت ، وبعد ذلك ستنطلق ال3 قنوات الباقية ، ومثل أى عمل إحترافى لن نستطيع الخوض فى التفاصيل لان ذلك سيعود بالضرر على أصحاب الأفكار خاصة وأن التنافس عالى جداً .. ما هو سقف الحرية فى القناة ؟ موضوع سقف الحرية وهم كبير من إختراع الاعلاميين انفسهم .. من واقع تجربتى لا توجد أسقف عليا وسفلى فى الاعلام ، ولم ارى سقفاً أعلى من سقف ، لكن هناك اختلاف نوعى يكمن فى فهمك للسياسة العامة للمكان ومحاذير مناقشة بعض الامور بعينها وفقا للتمويل وسياسة المحطة ، فمثلا الناس تتوهم ان الاعلام الامريكى مفتوح لكنه يعبر عن توجهات كل محطة ومصالح من ورائها .