قال سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي ان بلاده تلعب دورا رائدا في تدبير النزاعات ودرء مخاطر الانفصال التي تهدد القارة الافريقية خاصة في منطقة الساحل. وأوضح العثماني، الذي كان يتحدث اليوم الثلاثاء امام لجان برلمانية في الرباط حول موضوعي واقع الدبلوماسية المغربية بإفريقيا وتداعيات الحرب في مالي على الوضع في المنطقة" أن المغرب "دافع عن الوحدة الترابية لمالي واستقرارها السياسي حيث ناب عن الدول الإفريقية في مجلس الأمن وترجم هذا الدعم، بالمصادقة على القرار 2085 الخاص بمالي تحت الرئاسة المغربية لمجلس الأمن". وذكر في هذا الصدد بأن المغرب كان له موقف واضح منذ بداية الأزمة في هذا البلد حيث عبر عن رفضه المس بالسيادة والوحدة الترابية لمالي وحذر من تأثيرات هذه الأزمة على بلدان المنطقة في ظل الانتشار الكبير للأسلحة بعد تفكك نظام القذافي ووصولها إلى الجماعات المسلحة. وأوضح العثماني في معرض حديثه عن دور المغرب في دعم السلم بالقارة الافريقية مشاركة المملكة في جميع عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بإفريقيا منذ البعثة الأممية الأولى للكونغو الديموقراطية الزايير سابقا بداية ستينيات القرن الماضي وانتهاء بالكوت ديفوار التي بدأت من 2004 إلى الآن مرورا بأنجولا وجمهورية الكونغو إلى جانب قيامه بدور الوساطة في حل عدة أزمات إفريقية كالمبادرة الناجحة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس بتنظيم قمة لرؤساء الدول الأعضاء في اتحاد حوض نهر مانو؟ تمخض عنها وضع معايير لبناء الثقة بين هذه الدول وإطلاق دينامية، جديدة لإحلال السلم بالمنطقة فضلا عن مشاركة المملكة في عمليات إعادة البناء بعد النزاعات في السيراليون. وأشار إلى أن الدبلوماسية المغربية تؤكد على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية ليست رهينة فقط باستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة بل كذلك بالانخراط في إجراءات ذات طبيعة شمولية.