وبعد افتتاح أول فندق على الطريقة الإسلامية، وبعد أن أراق مالكه الشيخ الموقر ما كان به من زجاجات خمر سمهرية، ثم أعلنه بإذن الله أرضا مباركة، مطهرة من كافة أنواع الرجس.. طاهرة نقية، أخذ نادل الفندق الشيخ أبو الحمد إجازته الأسبوعية، وذهب ليقضيها في قريته بكفر المحمدية، التي كان يُعرف فيها سابقا بميدو إثر اشتغاله نادلا بالفنادق السياحية، وقد مر في الطريق إلى منزله بغرزة أم فتحية، التي استوقفه مرتادوها لما رأوا لحيته وتغير شكله وعلامة الصلاة على جبينه مثل نسر الجمهورية، ودارت الحوارات التالية: الفلاح نوييرة مناديا بأعلى صوته: ميدو.. ميدو، إيه يا جدع إنت مش سامعني ولا إيه؟!.. ميدو وهو يؤخر رجلا ويقدم أخرى: لا تقل ميدو ولكن قل الشيخ أبو الحمد بإذن الله . يا أخي في الله نوييرة بارك الله فيك. نوييرة غير منتبه لمغزى كلامه: يوووه . هو أنا أول مرة هاعرف اسمك يا ميدو.. ولا أنت عشان ربيت دقنك مش هاعرفك يعني !.. ميدو محتدا: ميدو دا كان زمان أيام الفسق والضلال، ربنا تاب علي والحمد لله، وأعمل الآن في فندق إسلامي بالغردقة لصاحبه الشيخ الدكتور المؤمن ياسر كمال، بارك الله فيه، ولعلمك دقنه أكبر من دقني بيجي شبرين ووشه كله إيمان وصلاح، وهو أول فندق إسلامي بكل معنى الكلمة، لا تقدم فيه الخمور ولا يدعى فيه إلى الفجور ولا تؤتى فيه أفعال الجاهلية. المعلم أبو شوال: اللهم صل على كامل النور، بس إزاي مافيهوش خمرة ولا نسوان لابسة براحتها ولا حاجات من دي.. دا مش هايخشوا ولا زبون.. بالذات من السياح، لأنه بالنسبة لهم هيبقى عامل زي السجن.. تأديب وتهذيب وإصلاح. ميدو شارحا: لا يا أخي في الله أبو شوال..نحن لا نقدم مثل هذه المحرمات ولا نسمح بها، ولكن إذا أتى السائح الكافر الفاجر بزجاجة خمر معه أو اشترها بعيدا عنا فيمكن له تناولها في الفندق والإثم يبقى كاملا عليه، كذلك لو حجز هو وصديقته وأقام بها علاقة غير شرعية في غرفته دون أن يطلع عليه أحد فنحن لا نمانع، لأننا لم نعرفه عليها أو نقدمها له، وبذلك لا يصيبنا من وزره شيء والله أعلم. أبو شوال مبهوتا: يا حلاوة يا ولاد.. دا الإسلام ده جميل جدا وراكب ع المصلحة تمام، بقى كده يا شيخ أبو الحمد مش تبقوا عملتوا زي اليهود اللي ربنا نهاههم يصطادوا يوم السبت، فاحتالوا على كلام ربنا ونصبوا الشباك يوم السبت ولموا السمك اللي وقع فيها بقية الأسبوع.. آه يا ضلالية يا ولاد اللذينا. ميدو: أستغفر الله.. هذا قياس مع الفارق يا شيخ، دوكهم يهود كفرة والعياذ بالله.. وإحنا مسلمين موحدين..ما تقولش كده يا شيخ.. أنت عايز تحارب السياحة الإسلامية ولا إيه؟!.. الحاج بعضشي: اسكت يا عم أبو الشوال، كلام الشيخ أبو الحمد ومعلمينه المشايخ ما يتّاقلش بالمال، وبكرة أفكرك. في نهاية الأسبوع يفاجأ ميدو وهو عائد إلى فندقه ببعض المنشآت الجديدة بالقرية تحمل اللافتات التالية: خمارة الحاج بعضشي: نحن لا نقدم الخمور الحرام..هات خمرتك واشربها عندنا هنيئا مريئا. كباريه الحاجة لواحظ: لا توجد لدينا راقصات، هات رقاصتك ومزيكتك وتمتع لدينا وعليك اللعنة. حظيرة الحاج أبو شوال لتربية الخنازير المحرمة شرعا: لا توجد خنازير..هات خنزيرك وياكل من زبالة الكفر وخذه ليلا يبات عندك .. هداك الله إلى الطريق المستقيم.