نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقرير مسربًا يوضح الأسئلة التي وضعها روبرت مولر المحقق الخاص في عملية التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضحت الصحيفة أن مولر ركز في الأسئلة التي اعدها للرئيس الأمريكي على ملفات تتعلق بمستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، وطرد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، والانتقادات التي وجهها إلى وزير العدل جيف سيشنز، بالإضافة إلى لقاء برج ترامب الشهير، مما يوحي أن المحقق الخاص يركز على قضيتين، عرقلة العدالة بالدرجة الأولى، والتدخل الروسي. ملف فلين ووجه مولر أسئلة تتعلق بالمعلومات التي قد يمتلكها ترامب بخصوص الاتصال الهاتفي الذي جرى بين مستشار الأمن القومي السابق بمايكل فلين، والسفير الروسي سيرجي كيسلياك، وما تم التداول به حول موضوع العقوبات على روسيا، وهل كان فلين يتكلم بالنيابة عن ترامب، كما يريد المحقق الخاص معرفة رد فعل الرئيس على تقارير إخبارية نشرها ديفيد اجناتيوس بين يناير وفبراير من العام 2016، وهل كان الرئيس يخشى أن يكون مستشاره السابق قد خرق القانون فعمل على حمايته. ولا تقف أسئلة مولر في موضوع فلين عند محادثاته مع كيسلياك، بل تشمل أيضا المعلومات التي بحوزة ترامب عن اجتماعه من المدعي العام بالوكالة سالي ياتيس، وظروف اتخاذ قرار طرده من البيت الأبيض في 13 فبراير، والجهود التي بذلت للتواصل معه بعد خروجه لعرض حصانة أو عفو عنه. التركيز على طرد جيمس كومي تعد قضية عرقلة العدالة القاسم المشترك بين مايكل فلين وجيمس كومي من أهم الأسئلة المتعلقة بمدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق لمعرفة ما إذا كان قرار الطرد جاء على خلفية عدم تلبية طلبات ترامب (غض النظر عن التحقيق مع فلين) أم بسبب التقصير في واجبات بموضوع بريد هيلاري كلينتون. وتركزت أسئلة مولر في هذا السياق على نظرة الرئيس إلى كومي خلال فترة الانتقالية، ورأيه في الإحاطة الإعلامية التي قدمها في السادس من يناير 2016 حول التدخل الروسي ومسائل استخباراتية أخرى، وكذلك الهدف من وراء العشاء الخاص في السابع والعشرين من الشهر نفسه والأمور التي تم التداول بها، واللقاء الثنائي في الرابع عشر من فبراير بعد يوم من طرد فلين. كما ركز ايضًا في اسئلته على شهادة كومي في مارس حول التدخل الروسي والتحقيقات التي أجراها مكتبه، وردة فعل ترامب عليها وأيضا الاتصالات الهاتفية بينه وبين مدير (آلاف بي أي في) في نهاية مارس، وقرار طرده والأشخاص الذين لعبوا دورًا في إخراجه من منصبه، وكذلك ماذا قصد الرئيس من خلال اخباره دبلوماسيين روس أن طرد كومي أزال الضغط عنه، كما استعاد مولر موضوع التسجيلات التي هدده بها ترامب، وشهادة كومي أمام الكونجرس في يونيو الماضي، والهجمات المتعددة التي يتعرض لها ونائبه اندرو ما كابي من قبل الرئيس. سيشنز وإبعاده عن التحقيقات كان لجيف سيشنز وزير العدل الأمريكي حضورًا في قائمة أسئلة مولر، فهو يريد معرفة رأي الرئيس بموضوع إبعاد وزير العدل نفسه عن التحقيقات الروسية، والجهود التي بذلها كي يعود عن هذا القرار، وردة فعله على تعيين رود روزنستاين نائب سيشنز محققًا خاصًا للإشراف على التحقيقات الروسية، والمعلومات حول استقالة الوزير من منصبه، والهجمات التي تعرض لها من ترامب نفسه. روسيا وبرج ترامب اجتماع برج ترامب الشهير في التاسع من يونيو 2016 والذي ضم دونالد ترمب جونيور، وبول مانافورت، وجاريد كوشنر والمحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا، اخذ حيزًا كبيرًا من أسئلة مولر، فهو يريد معرفة ما إذا كان ترامب على علم بهذا الاجتماع ولهذه الغاية وجه اليه سؤالا صريحا، متى علمت بهذا الاجتماع؟. إضافة إلى رحلته إلى روسيا عام 2013 ولقاءاته هناك، والمناقشات التي حدثت خلال الحملة بما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وموضوع العقوبات الأمريكية المفروضة على موسكو، وملف تسليح أوكرانيا، والمعلومات المتعلقة بقرصنة الروس لوسائل التواصل الاجتماعي، والجهود المبذولة للحصول على مساعدة روسيا لحملة الرئيس الانتخابية، وأيضا التواصل بين صديقه روجر ستون وجوليان اسانج، بالإضافة إلى الكلام الذي اثير حول إنشاء قناة اتصال سرية بين الفريق الانتقالي والكرملين.