هكذا الحياة لا تبتسم لأحد دومًا، ولا تستقر على حال، فعلى سبيل صدفة محضة بلا مقدمات وُجد ملقيًا على الأرض تسيل الدماء من جبهته، بالقرب من جامعة القاهرة، فأشفق أحد المارة على حاله، لما رآه في حالة يرثى لها وهو مغشي عليه، فحمله وذهب به إلى إحدى الصيدليات لإجراء إسعافات أولية له، ليفاجأ في نهاية الأمر أن من عثر عليه ويحاول إفاقته من غيبوبته، هو واحد من أقدم وأكبر مهندسي مصر، المهندس عمر الحكيم، ونجل المهندس محمود الحكيم، الذي صمم "متحف النوبة" بمدينة أسوان، والذي يعتبر من أجمل المتاحف بمصر والعالم، وحصل على جائزة أجمل مبنى معماري في العالم عام 2001. وعندما انتقل محرر "فيتو" إلى محل إقامة عمر عبد الحكيم، عثر عليه مغلقا ولا يوجد أحدا به، ومن جانبه قال بواب العمارة رقم 5 بالمعادى: "أعمل هنا منذ عام 2003 كان يقطن العمارة حينها رجل يدعى شريف الحكيم، إلا أنه لم يستقر به الحال وسافر إلى فرنسا وترك المنزل، أما عن عمر الحكيم لم يقطن هذه العمارة بل عمل له أخيه محل إقامة فقط على حد ما ذكرت صاحبة العقار". وتابع: "لم يأت إلى هنا طيلة الأعوام التي عملت بها، إلا أمس حيث اصطحبه مجموعة شباب وجاءوا به وحينما سألناه عن أولاده قال إنهم سيئون ومقيمون حاليا في اليونان وأنه تركهم وجاء إلى هنا". وأضاف أحد العاملين بالعقار المجاور "أعمل هنا منذ قرابة 12 عاما، ولم أسمع ولو لمرة عن المهندس عمر الحكيم، وكل ما أعلمه أن شخصًا يدعى شريف الحكيم كان يسكن هنا وترك المنطقة منذ زمن طويل". أما عن فتحي محمود، مدير الدار التي انتقل اليها "الحكيم"، فيقول": فوجئنا أمس بمجموعة من الشباب يصطحبون رجلا عجوزا إلى هنا، قالوا أنهم ذهبوا لأكثر من دار، إلا أنهم رفضوا استقباله في بداية الأمر، كان وجوده في الدار بدون ضامن من أسرته امرًا صعبًا، ولكن بعدما تواصل معنا المهندس هشام أبو سنة نقيب مهندسي القاهرة، وأبلغنا اهتمامه بالأمر وأنه الضامن للمهندس عمر الحكيم؛ وكان هذا هو السبب في إستقبالنا له، وتم وضعه تحت الرعاية الصحية بجانب عمل الإجراءات الطبية اللازمة". وأكد محمود، أن حالته الصحية جيدة بالنسبة للحالات المتواجدة في الدار، ومن المقرر أن يصطحبه المهندس هشام أبوسنة رئيس نقابة المهندسين الفرعية بالقاهرة، غدًا لإجراء التحاليل والإشاعات اللازمة له.