وسط تقدم قوات النظام السوري واشتداد القصف، الغوطة الغربية تشهد موجة نزوح كثيفة. مساعدات الصليب الأحمر التي انتظرها السوريون لا يمكنها الدخول إلى المناطق المحاصرة، وفصيل معارض ينفي سيطرة النظام على نصف الغوطة الشرقية. مرة أخرى، يتم إرجاء دخول قافلة المساعدات التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي إلى منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا، إذ أعلنت اليوم الخميس يولاندا جاكمت المتحدثة باسم اللجنة لرويترز أن "قافلة اليوم تأجلت". وكانت قافلة مساعدات وصلت للمنطقة القريبة من دمشق يوم الإثنين لكن لم يتسن تفريغها بالكامل كما استبعد مسئولون عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد الإمدادات الطبية منها. ويأتي ذلك وسط مطالبات متواصلة من قبل المتحدة النظام السوري بالالتزام بوقف إطلاق النار للسماح بدخول مزيد من المساعدات، إثر عدم الالتزام وعلى ما يبدو بالهدنة التي دعت لها روسيا. وناقش مجلس الأمن الأربعاء ملف الغوطة الشرقية لكن دون التوصل إلى أي قرار. فيما طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان روسيا وإيران مجددًا اليوم الخميس باستخدام نفوذهما على سوريا لضمان احترامها قرار الأممالمتحدة الداعي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا. وكرر الوزير موقف فرنسا بعزمها "الرد" إذا ثبت استخدام أسلحة كيماوية أدت لسقوط قتلى. وتشنّ قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها منذ 18 فبراير الماضي حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، يتخللها قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف، ما تسبب بمقتل أكثر من 860 مدنيًا بينهم أكثر من 180 طفلًا، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن. النظام يعلن السيطرة على نصف الغوطة الشرقية وبعد أسبوع، بدأت قوات النظام اشتباكات ضد الفصائل على خطوط التماس قبل أن تصعد هجومها الأسبوع الماضي وتتمكن من التقدم والسيطرة على أكثر من نصف مساحة المنطقة المحاصرة، وفق ما أعلنت عنه يوم أمس الأربعاء قوات نظام بشار الأسد، متحدثة عن تقدم وشيك نحو الشرق للانضمام بالقوات المتمركزة عند الطرف الغربي للجيب. ويبلغ عرض هذا الجيب كيلومترًا واحدًا فقط ويقع تحت نيران قصف مكثف. في المقابل، نفى وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية هذا الأمر. ويقيم علوان في إسطنبول. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، دفع تقدم قوات النظام أكثر من عشرة آلاف شخص إلى النزوح من مناطق عدة كجسرين وبيت سوى وحمورية باتجاه دوما وغرب الغوطة الشرقية. وفي شوارع دوما، شاهد مراسل فرانس برس رجالًا وشبانًا يجرون عربات أو على متن سيارات ودراجات محملة بالفرش والسجاد أو الأخشاب والخزانات البلاستيكية فيما يمكن رؤية سحب الدخان المنبعثة من مناطق مجاورة. وتعتزم الأممالمتحدة الخميس استكمال توزيع مساعدات في مدينة دوما. وشهدت شوارع المدينة حركة سيارات مسرعة ونازحين أتوا من البلدات المجاورة التي تعرضت لقصف كثيف. وقال مراسل فرانس برس إن بعض النازحين كانوا يقودون سياراتهم داخل دوما بطريقة جنونية من شدة الذعر والخوف. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل