انتابت حالة من الدهشة، عددًا كبيرا من المثقفين، عقب تردد أنباء عن وجود اتصالات مع المهندس محمد الصاوى وزير الثقافة الأسبق ورئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب السابق، لتولى حقيبة الثقافة مجددا فى التعديل الوزارى المنتظر الإعلان عنه اليوم السبت أو غدًا الأحد. ولعل ما يفسر هذه الدهشة، هو فشل الصاوى فى إدارة الوزارة خلال المرة الأولى، عندما رحل عن "الثقافة" بعد عدة بيانات ووقفات احتجاجية رفضت استمراره فى منصبه، بعدما تبين أن لا علاقة له بالجماعة الثقافية المصرية وانحصرت كل علاقته بالثقافة فى إدارته ل"ساقية الصاوى". وفى سياق ما سبق، قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد، إنه لا ينتمى لوزارة الثقافة بصفته مواطنا مصريا وأديبا ومبدعا، مضيفا أنه من دعاة إلغاء وزارة الثقافة وترك مهمة النهوض بالعملية الثقافية للمجتمع المدنى والأهلى، بعد اقتصار مهام الوزارة فى مجلس أعلى يهتم بأمور النشر والمهرجانات وجوائز الدولة. وأضاف عبد المجيد، أنه لا يهتم أيضًا بمن سيغادر وزارة الثقافة أو بمن يأتى بديلا، مؤكدًا أن الوزراء يعملون طبقا للأنظمة الحاكمة الموجودة فى الدولة. فيما أكد الفنان التشكيلى الدكتور محمد عبلة، أن وزارة الثقافة لاوزن لها الآن، بعدما ترك المثقفون دورهم فى النهوض بالثقافة الشعبية من خلال الفعل الثقافى الميدانى، مضيفا أن وزير الثقافة الحالى الدكتور صابر عرب، لم يفعل شيئًا جديدا لتغيير الثقافة الذى انحصر داخل مؤسسات الوزارة وقطاعاتها فقط. وبلهجة ساخرة تشوبها نبرة حزن، تابع عبلة، قائلا: "خلينا نجرب .. فمشكلة وزارة الثقافة لا تتمثل فى شخص الوزير سواء الحالى أو المرشح بقوة فى التعديل الوزارى الجديد المهندس محمد الصاوى، ولكن فى المثقفين أنفسهم، وهل لهم نية للعمل على المشروع الشعبى للنهوض بالعملية الثقافية من خلال الجمعيات الأهلية والمدنية أم لا؟". من جانبه قال "ع.ع" أدمن صفحة "ألتراس وزارة الثقافة"، بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، إن هناك أنباء ترددت بقوة عن تولى الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، حقيبة الوزارة، فى التعديل الوزارى القادم، مؤكدا أن هذه الأنباء لاقت ترحيبا لدى العاملين فى قطاعات الوزارة إضافة إلى ترحيب مماثل لدى شريحة كبيرة من المثقفين. وأضاف، أن ما يدور حول إسناد الوزارة إلى الدكتور أسامة أبوطالب الأستاذ بأكاديمية الفنون مجرد تكهنات، موضحًا أن "أبو طالب" غير معروف لدى قطاعات واسعة من العاملين فى وزارة الثقافة، وهناك انقسام حول قبوله أو رفضه لدى المثقفين الذين وصفوه بأنه لا يصلح لهذه المرحلة. وأشار إلى أن أعضاء ألتراس وزارة الثقافة تتمنى وصول المهندس محمد عبدالمنعم الصاوى وزير الثقافة الأسبق لتولى حقيبة الوزارة فى التعديل الوزارى المرتقب. فى الوقت ذاته، أوضح الأديب سيد الوكيل، إن المهندس محمد الصاوى، وزير الثقافة الأسبق، ارتضى لنفسه أن يكون بالون اختبار، مشيرا إلى أنه "كارت محروق" تم استخدامه سابقًا فى حكومة المرحلة الانتقالية. واستبعد الوكيل إسناد حقيبة وزارة الثقافة للصاوى فى التعديل الوزارى الجديد، بعد أن تم رفضه وعرف مدى مقاومة المثقفين له، وقال فى ذلك: "لا أتصور المغامرة بالصاوى.. لما يبقى يحصل هيكون فى ردود أفعال قوية". وأشار الشاعر حسن طلب، أنه فى حالة مجىء المهندس محمد الصاوى لتولى حقيبة وزارة الثقافة، عليه أولا أن ينهى عداء المثقفين له وكسب ثقتهم بأن يعمل للثقافة المصرية وليس لجماعة الإخوان المسلمين. وأضاف طلب، أن الصاوى لم يختبر وكانت مدة وجوده فى الوزارة قليلة، حيث لم يسمح ذلك برؤية خطته أو برامجه للنهوض بالعملية الثقافية، مؤكدًا أن الحياة الثقافية ستنبذه مجددًا فى حالة العمل على أخونة الوزارة وعدم الفصل بين الدين والثقافة.