ما كان فى مصر من سابع المستحيلات قبل الثورة أصبح جائزا.. فبعد سقوط مبارك ونظامه المستبد حصل الإخوان والجماعات الجهادية بما فيها المعروفة بالعنف المسلح على الشرعية السياسية . وحصل المصريون فى الخارج بما فيهم المصريون فى إسرائيل على حق التصويت فى الانتخابات. وقد دفع هذا التحول الدراماتيكى الذى قلب الموازين رأسا على عقب الكثيرين لتوقع اتجاه المصريين فى إسرائيل والذين يصل عددهم لنحو 52 ألف مواطن إلى تشكيل حزب سياسى لهم فى مصر أو على الأقل جماعة سياسية ضاغطة لتحقيق مصالحهم مستغلين هوجة تأسيس الأحزاب التى سيطرت على المشهد السياسى عقب نجاح الثورة وتنحى الرئيس السابق. «فيتو» استعرضت آراء الخبراء فى مدى إمكانية حدوث ذلك ورد الفعل المتوقع حال حدوثه. فى البداية أكد نبيه الوحش المحامى بالنقض أنه لن يسمح بوجود أى نشاط للمصريين الموجودين فى إسرائيل على أرض مصر، مشددا على أنه سيقف بالمرصاد أمام أى محاولة من جانبهم لتأسيس حزب سياسى، أو الانخراط فى الحياة السياسية المصرية. وأشار إلى أن عدد المصريين المتواجدين فى إسرائيل يصل ل03 ألفا منهم 41 ألفا ونصف الألف حاصلون على الجنسية الإسرائيلية بعد زواجهم من إسرائيليات و4 آلاف ونصف الألف متزوجون من عرب 84 مؤكدا حصوله على حكم من محكمة القضاء الإدارى بإسقاط الجنسية المصرية عنهم أيدته المحكمة الإدارية العليا بإجماع الآراء بعد الطعن عليه من وزارة الداخلية بعد أن أصدرته محكمة القضاء الإدارى فى مايو 9002. وأوضح «الوحش» أن الإدارية العليا فى تأييدها للحكم أسقطت الجنسية المصرية عن المتزوجين من إسرائيليات فورا ، أما المتزوجون من عرب 84 فأمرت ببحث حالتهم لتبيان ما إذا كان حصولهم على الجنسية الإسرائيلية يضر بالأمن القومى المصرى أم لا خاصة وأن هؤلاء حصلوا على الجنسية الإسرائيلية تحت وطأة الاحتلال.. ولكن للأسف كما يؤكد لم يتحرك أى مسئول لتنفيذ حكم القضاء. الكارثة -كما يقول نبيه الوحش- تكمن فى وجود قرابة 71 ألفا ونصف الألف من المصريين الموجودين فى إسرائيل مجندين فى الجيش هناك، وهو ما يدل على مدى خطورتهم على مصر وأمنها.. وقد سعوا من قبل لتكوين رابطة هناك منذ عام تقريبا ، كما فكروا من قبل فى إنشاء حزب هناك أيضا... واصفا تفكيرهم فى تأسيس حزب لهم فى مصر بأنه سيكون كارثة الكوارث التى لا يجب السماح بها أبدا.. مشيرا إلى أنه سيتقدم بالحكم الذى بحوزته للجنة شئون الأحزاب التى بالطبع سترفض تأسيس حزبهم كونهم ليسوا مصريين. اللواء طلعت مسلم الخبير الأمنى يؤكد أن إنشاء حزب للعاملين والمتواجدين بإسرائيل هنا فى مصر فكرة مرفوضة ويجب عدم السماح بها من الأساس, معتبرا هذا الحزب فى حال قيامه ثغرة فى غاية الخطورة تفتح الباب أمام التدخل الإسرائيلى فى الشأن المصرى.. وطالب مسلم بضرورة التدقيق فيمن يتقدم لتأسيس أحزاب جديدة تحسبا لتقدم مثل هؤلاء بأوراقهم للجنة شئون الأحزاب وسط الجو العام الذى تمر به مصر حاليا.. خاصة وأنهم من الطبيعى لن يذكروا أى شىء عن إسرائيل، ولا عن عملهم هناك فى أوراق الحزب. ويرى د.يسرى الغرباوى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن إنشاء حزب إسرائيلى فى مصر غير ممكن على الإطلاق فإسرائيل فى العقيدة المصرية هى العدو الأول.. والمصريون الموجودون هناك تنازلوا عن حقهم فى مصر بمجرد الحياة والزواج هناك ، وقال: ليس من المقبول السماح لهم بممارسة أى نشاط سياسى فى مصر، فلا يمكن بأى شكل من الأشكال ضمان مدى ولائهم لمصر وما يضمرونه فى داخلهم فقد يتجسسون على مصر ويعملون ضد مصالحها ويضرون بأمنها واستقرارها، ولا يجب فتح الباب أمامهم لتحقيق ذلك, وافترض الغرباوى موافقة المسئولين فى مصر على إنشاء هذا الحزب لكنه أكد أن المواطنين العاديين وقتها سيرفضونه بشدة وسيقفون أمام إتمامه.. وقد يصل الأمر لحدوث عنف مادى ومعنوى تجاه أعضائه سواء العائدين من إسرائيل أو أسرهم.. كأن تتعرض منازلهم للحرق وقد يتم قتلهم.. ولكن. وعلى عكس الآراء السابقة أشار د. نبيل حلمى أستاذ القانون الدولى وعميد كلية الحقوق الأسبق بجامعة الزقازيق وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى أن معظم المصريين المقيمين فى إسرائيل متزوجون من فلسطينيات 84 وبالتالى فقد حصلوا على الجنسية الإسرائيلية جبرا، وهذا لا يمنعهم من التمتع بجميع المزايا التى يتمتع بها المصريون فى أى دولة أخرى، وإلا فهذا يعتبر تمييزا قانونيا يضر بمصر .. مشيرا إلى أنه لا يعارض قيام المصريين الموجودين فى إسرائيل بتأسيس حزب لهم هنا فى مصر لأن هذا سيعطى لهم فرصة العمل والتواجد فى النور.. ويرى أن مثل هذا الحزب فى حالة تأسيسه لن يضر على الإطلاق، إلا إذا حمل فى طياته مخالفات قانونية ، وهو ما سيتضح بالطبع من برنامجه الذى سيتم تقديمه للجنة شئون الأحزاب.