اليوم يكون انتهى شهر إبريل، ولقد لاحظت أنه هذا العام لم ينشغل الكثيرون كما هى العادة بمسألة كذبة إبريل، عادة كان كثيرا من فنانى الكاريكاتير يقدمون لنا ملاحظاتهم الساخرة من مسألة الكذبة الإبريلية هذه التى لا يعرف أحد مصدرها التاريخى، لقد مشت معنا منذ الميلاد ولا نعرف لها أصلا، كما أن أحدا ممن أجلس معهم فى المقهى لم يأت بذكر على هذه الكذبة، ولم يقل شيئا أو يحكى حكاية تثير ضحكنا ويكون أساساها موضوع الكذبة، والأهم أننى لم ألاحظ على الفيس بوك أو تويتر تعليقات على الأمر، مرّ إبريل مثل غيره من الشهور منذ تولى الدكتور محمد مرسى شهرا مليئا بالكذب، لم يختلف الأمر عن مارس وفبراير ويناير ولن يختلف عن مايو ويونيو، وغيرهما من شهور العام، طالما بقى حكم الإخوان المسلمين.. انشغل الناس عن الضحك على إبريل وكدبته إلى الهم بما يحدث أمامنا من حقائق مفزعة ينكرها النظام ورجاله.. كثيرة جدا هى الأكاذيب، لدرجة ملأت الأيام وخرت منها على الليالى فى كل الطرقات !، وكثير منها يثير الضحك والسخرية فيحولها المصريون إلى طاقة ضحك وسخرية من فرط الألم، ويحدث ذلك كل يوم ولا تقلّ طاقة الضحك ولا يتفوق فيها إبريل على غيره من الشهور، وأكبر أكاذيب إبريل هذا العام كانت مسألة تطهير القضاء التى بدا للقاصى والدانى أن المقصود بها هو التخلص من أكبر عدد لتعيين أكبر عدد من المحامين المنتمين لجماعة الإخوان بدلا منهم، لكن هذا ليس مضحكا، المضحك هو تعليق أحد أعضاء مجلس الشورى من الإخوان معاتبا المعارضة أنها حولت الموضوع إلى سياسة، ناكرا أنه فى الأصل سياسة، وأن الذى أشعله ليس الفكرة فقط ،ولكن إخراج أعضاء الجماعة الذين تم حشدهم من كل الأقاليم فى مظاهرة ضد القضاء وأمام دار القضاء العالى، كان هذا حوارا فى قناة فضائية معه وكلما قالت له المذيعة إن الذى سيّس المسألة هى المظاهرة أمام القضاء، يتغافل عما تقول ويصمم أن الموضوع لم يكن سياسيا، وأن المعارضة هى التى جعلته سياسة، لكن هذه الكذبة الكبيرة، تطهير القضاء.. لم تتفوق على سائر الأكاذيب، وعلى رأسها ما نراه كل يوم من أزمة السولار واستمرار الكلام عن حل الأزمة قريبا ثم تعليق أحد الوزراء غاية فى الظرف، الذى قال إن أزمة السولار نفسية، يعنى الناس شايفة السولار مثلا ومش عايزة تشتريه، أما الكذبة الغريبة حقا والمستمرة والتى ستدخل بالبلد فى كارثة فهى أنه لا شروط لقرض البنك الدولى، بينما من قبل حتى الموافقة على القرض ارتفعت الأسعار وتم تحرير سعر الصرف فانخفض سعر الجنيه المصرى إلى أقصى انخفاض وأعلن البنك الدولى نفسه أنه فى حالة الموافقة على القرض ستتوالى الإجراءات الاقتصادية التى ستكون كلها على حسا ب الفقراء.. ثم جاءت الكذبة الأكبر.. وهى الاحتفال بتحرير سيناء، والكل يسأل أين هى سيناء؟، ولماذا حقا لا يتم تحريرها من الإرهابيين؟، وطبعا لن أستمر معكم فى استعراض أكاذيب الشهر، لأنها أقدم منه ولن تنتهى بعده، فقط صعبان عليا إبريل الذى لم يعد منفردا بالكذب الجميل، بل صار ممتلئا بكذب آخر هو الكذب القبيح للأسف الشديد، الكذب الذى يحتشد ضد الثورة والثوار، وضد مصر،هذا الوطن الذى شهد ثورة من أجمل وأعظم الثورات، ولا أعرف حين ينشر هذا المقال الذ ى أكتبه صباح السبت، هل ستكون كذبة التغيير الوزارى قد تمت أم لا؟، وهل ما سيتم سيكون حقيقيا أم استمرارا فى كذبة أن لدينا مجلس وزراء يدير العمل وليس مكتب الإرشاد!.