احتفل الزمن الثقافي المصري برواية "فتاة هايدلبرج الأمريكية" ومؤلفها "المثقف الرسالي" الدكتور أحمد جمال الدين في أمسية مبهجة وسط حشد من الأسماء اللامعة في الحياة الثقافية المصرية والشخصيات العامة. ومن بين الحضور في احتفالية توقيع ومناقشة رواية "فتاة هايدلبيرج" في الليلة الماضية الأديب والناقد أبو المعاطي أبو النجا والروائي صاحب الملحمة الروائية "السراسوة" جنبا إلى جنب مع الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى الأسبق ومحسن النعماني وزير التنمية المحلية الأسبق والدكتور حسين العطفي وزير الموارد المائية الأسبق والكاتب والمفكر الدكتور مصطفى الفقي والكاتب والمحامي أحمد عبد الحفيظ. وتوالت الكلمات أثناء الاحتفالية التي أقيمت الليلة الماضية ببرج "نهضة مصر" في منطقة المهندسين، قال مؤلف الرواية وزير التربية والتعليم السابق الدكتور أحمد جمال الدين إنه ليس بمقدوره أن يجيب على سؤال :"لماذا كتب روايته" وكشف عن أن دافعا أو نداء مجهولا كان وراء هذا العمل الإبداعي الذي كتب فصوله الثلاثة الأولى قبل ثورة يناير وكان يتعجل الخروج من منصبه الوزاري بعد الثورة لاستكمال روايته. وأوضح الدكتور أحمد جمال الدين موسى أنه عمد لاختيار أسم "أسامة" كبطل لروايته ليقدم "اسامة المضاد لأسامة بن لادن" أو أسامة الذي يتبنى القيم المصرية والعربية والإسلامية والانسانية في رحابة ودون انغلاق أو تعصب ودموية. ولأن المؤلف احمد جمال الدين ينتمي لطراز المثقف الرسالي، فهو لم يقع في فخ التعصب المضاد أو الكراهية كرد فعل على كراهية الآخر وإنما مضى بروح المبدع ورحابة الابداع يقرأ "منظور الغرب عن ذاته وللآخر" وأطياف هذا المنظور وتحولاته ورؤية الذات الغربية من خلال الرؤية التي يخترعها البعض في الغرب "للشرق اللاعقلاني وغير المتحضر". وبين نفحات احتفالية الزمن الثقافي المصري بتوقيع رواية "فتاة هايدلبرج" تتبدى حقيقة المشروع الثقافي لمؤلف الرواية أحمد جمال الدين والذي يعيد إحياء الدور الرسالي للمثقف المصري في سياقات العولمة والثورة الرقمية وإعادة رسم الخرائط النفسية للبشر قبل الأرض والعالم بحواجز عالية من الكراهية والتعصب. ونوه الدكتور مصطفى الفقي بالتكامل المثير للإعجاب في شخصية أحمد جمال الدين موسى. فهي شخصية توميء للتأثير المزدوج أو المتعدد الأبعاد للمثقف في مجتمعه ووطنه وعلى مستوى الإنسانية عبر الفكر والإبداع معا، وهكذا فإن الحياة الأكاديمية التي عاشها الدكتور أحمد جمال الدين لم تتحول لأسوار عالية تحجب القراءة الإبداعية للإنسان والوجود أو تسجن الفكر في قاعات بحث باردة وإنما جاءت في سياق ثقافي أشمل يعلي من أهمية الفن تماما كما يعلي من أهمية الفكر والبحث. الرواية التى تبدأ برحلة على طائرة لنيويورك لتنثال الذكريات مكونة جسد الحكى تحلق أحيانا فى سماء الرومانسية لكنها تضطر للنزول لخشونة الواقع وعبر صفحاتها ال 158 يتصاعد الخط الدرامى مع الحدث الجلل يوم 11 سبتمبر 2001 ويعلو منسوب التشويق ويتسارع الايقاع. وواقع الحال أن الأدب المصرى والعربى على وجه العموم بحاجة بالفعل لعمل مثل "فتاة هايدلبيرج" لأن الأعمال الإبداعية التى تناولت هجمات 11 سبتمبر وتداعياتها مازالت دون المستوى المأمول كما وكيفا مع أن هذا الحدث الجلل كانت له الكثير من النتائج الفاعلة فى واقع الحياة المصرية والعربية. هاهى "فتاة هايدلبرج الأمريكية" تظهر بقلم مبدع مصري ورجل قانون ومثقف وطني فى لحظة متوترة مرتبكة فى الحياة الثقافية المصرية وغيوم تحجب الرؤية الصافية للمستقبل وضبابية تلف الوطن وعنف ممجوج مع مشهد عالمي لايقل ضبابية وعنفا.