نفى عدد من خبراء السياحة وجود ما يسمى بالسياحة الإسلامية على مستوى العالم، مؤكدين أن منظمة السياحة العالمية ترفض إنشاء هذا الشكل السياحى بمصر، لتجنب حدوث نكسة قوية للسياحة المصرية الموسم القادم، يأتى ذلك فى الوقت الذى تؤكد فيه أحزاب الإسلام السياسى بمصر أن السياحة الإسلامية على مستوى العالم، حققت أرباحا بلغت 126 مليار دولار خلال عام 2011، بينما تفتقد مصر للمنشآت المخصصة لهذا النمط. قال "إلهامى الزيات" - رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام المصرى للغرف السياحية: إن السياحة الدينية لن تفلح فى مصر، مؤكدا أن ما يثار من دعوات لتحويل السياحة المصرية إلى دينية مجرد دعوات شفهية لن تتحقق على أرض الواقع. وأضاف الزيات أن هناك تدخل ملحوظ من جانب رجال أعمال جماعة الإخوان فى قطاع السياحة ومشاركتهم للعديد من أصحاب الشركات السياحية، مشيرا إلى أن هذا التدخل لا يصحبه تغيير فى نشاط الشركة لأن الهدف الأساسى منه هو الربح، مؤكدا أن أحدا لا يفكر فى مصلحة الوطن حتى الإخوان أنفسهم. وأوضح أن قدرات مصر السياحية وموارد الدخل التى تضيفها للاقتصاد المصرى بحجم استثمارات يقدر بما يزيد على 200 مليار جنيه، تمثل 11.6% من الناتج القومى و49% من الصادرات غير المباشرة لمصر التى تدر عليها عائدا ماديا كبيرا يقدر بما يزيد على 12.5 مليار دولار سنويا. وأشار إلى أن هناك محاولات لتغيير القطاع السياحى، وفق أهواء تيار بعينه دون النظر للصالح العام والاستثمارات السياحية فى مصر، ومستقبل ملايين العاملين بها منوها إلى أن هذا يعد نوعا من الديكتاتورية والرجوع للنظام السابق. وأكد أن السائح أمامه دول كثيرة، ومقاصد أخرى سيلجأ إليها إذا لم يرغب فى القدوم لمصر، فهناك تركيا والأردن وتونس الذين فى مقدورهم جذب ملايين السائحين، لافتا إلى أن السائح غير مجبر على القدوم لمصر، وأنه إذا لم يجد الشكل الذى اعتاد عليه فلن يأتى إليها، وخاصة أن السياحة المصريه تعتمد على الدول الأوربية بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن أكثر من 200 مليار جنيه أُنفقت على سياحة الشواطئ ولا يمكن الاستغناء عنها. ويرى "ناصر ترك" - نائب رئيس غرفة شركات السياحة - أن معظم الأحزاب الإسلامية لا تمتلك رؤية واضحة عن السياحة، مؤكدا أن السياحة الدينية لن تنجح فى مصر إلا إذا تم إنشاؤها بجانب السياحة العادية التى اعتاد السائح عليها. وأوضح ترك أن إنشاء قطاعات للسياحة الدينيه سيكلف الدولة ملايين الجنيهات فى الوقت الذى تحتاج إليه البلد لكل جنيه للنهوض بالاقتصاد الذى أصابه الانهيار بعد الثورة، مشيرا إلى أن السياحة الدينية لن تحقق الانتعاش المطلوب لقطاع السياحة والاقتصاد المصرى وخاصة بعد اتجاه تركيا إليها مؤخرا لجذب السائحات العرب المنتقبات، لافتا إلى أن الوضع يختلف كثيرا فى مصر لعدم وجود إمكانيات مادية مثل تركيا. من جانبة قال عادل عبد الرازق عضو الاتحاد المصرى لغرف السياحية أنه لا يوجد ما يسمى بالسياحة الدينية فى العالم، مشيرا إلى أن منظمة السياحة العالمية رفضت بشدة هذا النوع من السياحة واعتبرته نوعا من العنصرية بين المواطنين والشعوب، مؤكدا أنه لا مانع من إنشاء أقسام مخصصة للسياحة الدينية بالفنادق والمنتجعات بجانب السياحة العادية واستمرار نشاطها لتوفير جميع الخيارات أمام السائحين، ورفض مبدأ تعميم السياحة الدينية وأجبار السائحين على هذا النوع من السياحة فقط. وأشار إلى أن التفكير فى تطبيق هذا النمط من السياحة سيكون ضربة قاسمة للسياحة المصرية وبمثابة الحكم بالإعدام عليها، لافتا إلى أن السياحة تقوم فى الأساس على التعارف وتعتبر نوع من أنواع الود بين الشعوب. وطالب "عبد الرازق" الرئيس محمد مرسى بضرورة حضور المؤتمر السياحى الذى سيعقد فى شرم الشيخ الأحد القادم كوسيلة من وسائل تنشيط السياحة وطمأنة العاملين فى هذا القطاع على الاهتمام بالاستثمار السياحى مؤكدا أن حضوره سيكون فرصة لطرح رؤيتة لتنشيط السياحة الموسم القادم لزياده الدخل القومى . من ناحيته قال "سيف العمارى" - الخبير السياحى: إن إطلاق الإسلاميين لمقترحات غير مدروسة تكون بمثابة ضربة فى مقتل للسياحة المصريه، مؤكدا أن دعوات بعض المشايخ لهدم الآثار أثرت على سوق السياحة فى مصر.