اتهامات متبادلة تدير مفاوضات النظام السوري والمعارضة تواجه مفاوضات الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية، الفشل، خاصة بعدما أعلن وفد النظام أن الجولة الحالية انتهت بالنسبة له، فيما أعلنت روسيا تأييدها تمديد تلك الجولة حتى 15 ديسمبر، ولكن هناك عدة عوامل أدت إلى وصول الطرفين إلى تلك المرحلة. رفض النظام المشاركة ويأتي في مقدمة الأسباب التي أدت إلى فشل المفاوضات في تلك المرحلة، ما أعلنه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، دي ميستورا، عندما أبلغ وفد المعارضة السورية، برفض النظام السوري للتفاوض، لافتا إلى أن المعارضة لم تعد تمتلك أي دعم دولي وأن تغير النظام لابد أن يكون عبر الدستور أو الانتخابات. مصير الأسد كما يعتبر مصير الأسد، إشكالية كبرى ظلت تؤدي إلى فشل المفاوضات على مدار الأشهر الماضية في ظل تمسك النظام ببقاء الأسد واتخاذ المسار الدستوري لنقل السلطة، بينما دأبت المعارضة السورية على رفض أي حل يتضمن بقاء الأسد في السلطة، بما جعل كافة المفاوضات تصل إلى طريق مسدود. مفاوضات سوتشي كما شهدت الأيام الماضية محاولات للدفع نحو تجنب اتخاذ أي قرارات بين الطرفين، قبل انطلاق مباحثات "سوتشي" المقررة في روسيا، الأمر الذي ألمح إليه دي ميستورا نفسه، على أن تنعقد الجولة القادمة من مفاوضات أستانة يومي 21 و22 ديسمبر الجاري للتحضير للقمة الروسية. أزمة الثقة ومع انطلاق المفاوضات، برزت أزمة ثقة بشكل واضح، والتي تجلت عندما هاجم رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري، خطاب وفد المعارضة الموحد الذي انبثق عن اجتماع موسع في الرياض، وقال إن "طرح شروط مسبقة غير واقعي، هذه لغة قديمة لم تعد تتناسب مع المعطيات الجديدة"، مضيفا أن "بيان الرياض 2 مرفوض جملة وتفصيلًا، وما دام هذا البيان الاستفزازي موجودا فذلك يعني أننا لا يمكن أن ندخل في أي حوار مباشر". وتابع "هناك واقع سياسي على الأرض، نحن طرف قوي وجيشنا ينتصر على الإرهاب"، مطالبًا المعارضة بأن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، "وإلا نكون ندور في حلقة مفرغة".