شاء حظ بورسعيد العاثر أن تكون مسرحا لكارثة مباراة الأهلى والمصرى التى جرت يوم 1 فبراير والتى راح ضحيتها قرابة ال 47 مواطنا ومن وجهة نظرى أنها كان من الممكن أن تحدث فى أى موقع آخر.. فى الإسماعيلية.. فى المحلة.. فى الفيوم.. حتى فى القاهرة ولكن قدر هذه المدينة التى كانت ولا نزال رمز الصمود والتحدى أن تراق دماء الشهداء على أرضها وأن يحاول البعض إلصاق التهمة بمواطنيها..ولكن هيهات.. هيهات أن نربط ما حدث بأبناء بورسعيد الشرفاء الذين هم جزء من نسيج هذا الوطن ولديهم غيرة حقيقية على البلد ولابد هنا أن نفرق بين بعض مجانين ومها وويس الكرة والمواطنين الشرفاء الذين يلهثون وراء لقمة العيش فى الشارع أو فى العمل. زرت بورسعيد مرات قليلة ومنذ سنوات بعيدة عندما كنا فى الجامعة وكانت إدارة كلية الإعلام حريصة على إقامة يوم رياضى هناك فى هذه المدينة الباسلة التى تصدت لعدوان 65 وتحملت الكثير من أجل حماية هذا الوطن.. والحقيقة أننى وجدت نوعية من البشر همها وشغلها الشاغل هو لقمة العيش رغم همومهم بالكورة وذهابهم مع فريقهم إلى أبعد مكان لمؤازرته والوقوف بجواره رغم أن فريقهم لم يحقق سوى بطولة واحدة فقط وهى بطولة كأس مصر فى عهد عبدالوهاب قوطة مع كل الإمكانات التى وفرها الراحل سيد متولى وكامل أبو على. أعود وأكرر أنه لابد من التفريق بين مواطن بورسعيد الشريف ومجانين الكورة الذين لابد أن يأخذوا العقاب المناسب والرادع حتى يرتاح الشهداء فى قبورهم.. لن تأخذنا رحمة أو شفقة بالبلطجية الذين كانوا سببا فى أحزان 47 أسرة.. وأعتقد أن القصاص من هؤلاء لن يغضب أهالى بورسعيد لأن هذا هو طلبهم الأول فى هذه القضية التى يسعى البعض لتلطيخ ثوبهم الأبيض بدماء الشهداء. إن بورسعيد ستعانى فترة من الزمن لأن هناك من يبحث عن الفتنة ويريد أن يسكب البنزين على النار ويحاول الخلط بين البورسعيدية الرجالة ومجانين الكورة الآخرين الذين تأخرت الوقفة معهم منذ فترة طويلة. وأعود بالذاكرة للوراء تماما عندما كان اتحاد الكورة يسند لبورسعيد تنظيم مباريات الفريق الوطنى الحاسمة لضمان تشجيع ومؤازرة جماهيره الغفيرة التى تحرك الصخر وتشعل حماس اللاعبين ولم يكن ذلك من فراغ إنما قناعة تامة. وأجدنى أقول: كفى ظلما لأبناء المدينة الباسلة التى عانت كثيرا من إهمال المسئولين فى عهد المخلوع حسنى مبارك عندما قتل أبو العربى وهو يقترب من موكبه حاملا معه شوى ظنها الحراس أنها سلاح وعاشت المدينة الحرة بين عبس رجال السياسة الذين يرددون كل يوم عن نية الحكومة فى إلغاء المدينة الحرة تم منحها مهلة زمنية أخرى وكل هذا يجعل مواطن بورسعيد لا يشعر بالاستقرار مثل باقى خلق الله.. وعانت كثيرا من أنها مدينة حرة حيث استفاد الكبار وتركوا المواطن البسيط يعانى شظف الحياة ويخرج فى الأسواق واقفا على عربة لبيع المضروب والمستورد بحثا عن جنيهات قليلة تسد رمق أسرته فى البيت .. علموه أن يضرب السعر فى 01 أمثال حتى يصل إلى السعر الحقيقى وغيرها ومن هنا جاءت نظرة المواطن البورسعيدى رغم أن النظرة ظالمة. فليس كل البورسعيدية يقفون فى الأسواق بل منهم العامل والموظف وغيره وقد عاشوا أيام مجدهم فى عصر الانفتاح مع السادات وعاشوا سنوات سوداء فى عهد المخلوع بعد أن تم التضييق عليهم فى لقمة العيش وجعل البعض منهم يهرب من المدينة بحثا عن لقمة العيش فى مكان آخر. ومن هنا أقول: رفقا بالبورسعيدية لأننا لن نصمت إزاء مخطط لفصل جزء عزيز على الوطن من البلاد وهو المخطط الذى يعمل ليلا ونهارا لتقسيم مصر وتمزيقها إربا حتى لا تقوم لها قائمة مرة أخرى.. اليوم بورسعيد وغد الإسماعيلية ومن سنوات فى الصعيد وتارة فى موضوع الفتنة الطائفية.. إن المخططات ضد مصر والمصريين لن تتوقف ولكن للأسف الشديد تجد في القنوات الفضائية من يدعم ذلك ويجرى وراءه.. أبدا لن تقاطع بورسعيد مهما كان كل العزاء لأسر الضحايا ولن نسكت أيضا حتى القصاص من الجناه القتلة والذين ينتمون لبورسعيد ولن نرضى أن نسأل مواطناً عن محافظته ويقول للأسف بورسعيد!!.. لا وألف لا.