تزايدت أعمال العنف ضد عرب إسرائيل في السنوات الماضية، وهو ما يعيد للأذهان فترات مظلمة في أماكن أخرى من العالم، مثل الولاياتالمتحدة في الستينيات وجنوب أفريقيا في عهد التفرقة العنصرية. والراجح أن تزايد وتيرة العنف ضد العرب في إسرائيل، يتوازى مع المطالبة بالاعتراف بإسرائيل باعتبارها دولة يهودية وتراجع دور القيادة العربية داخل إسرائيل. أدى التوقيع على اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، إلى إخراج عرب إسرائيل من الإجماع الفلسطيني، كما أن المطالبة بالاعتراف بيهودية إسرائيل أخرجت عرب 48 من الإجماع الإسرائيلي. وهكذا أصبح عرب إسرائيل مثل الأعراف الذين لا يعرفون إلى أي الفريقين ينتمون. لابد أن يبحث عرب إسرائيل عن طريقة جديدة للكفاح بعد أن طلب أوباما من أبو مازن أن يعترف بإسرائيل كدولة يهودية. يستطيع أولئك العرب أن يتوجهوا إلى المحاكم الدولية لوقف الاعتراف بالدولة اليهودية، ويستطيعون المطالبة بضمهم إلى اتفاقيات أوسلو، أو حتى المطالبة بمقعد في جامعة الدول العربية. إن العنف ضد عرب إسرائيل ليس سوى نتاج للعنصرية والتفرقة، اللذين أصبحا تيارا رئيسيا يسيطر على المجتمع الإسرائيلي. وتزايد هذه الظاهرة خلال العقد الأخير وبشكل خاص بعد أحداث أكتوبر 2000 ، حين قام شارون بزيارته الاستفزازية للمسجد الأقصى، مما أدى إلى سقوط ضحايا من العرب، ونتيجة لذلك ارتفعت أحزاب اليمين المتطرف التي تعتبر عرب إسرائيل "طابور خامس" وترغب في جعل حصولهم على الجنسية بحلف يمين الولاء. ولا أبالغ إذا قلت إن زيادة وتيرة العنف تنبع في المقام الأول من محاولة فرض صبغة عرقية على دولة إسرائيل، يتضح هذا الأمر من أبحاث الأستاذ الدكتور سامي سموحه من جامعة حيفا، التي تثبت أن 80% من اليهود يؤمنون أن من ليس يهوديا لابد أن يحلف يمين الولاء للشكل اليهودي والديمقراطي لدولة إسرائيل كشرط للحصول على الجنسية، وأن 63% من اليهود يعتبرون تزايد عدد المواليد العرب خطرا ديموجرافيا يهدد محاولة إسرائيل الاحتفاظ بأغلبية يهودية. لقد حصل عرب إسرائيل على الجنسية رغما عنهم من جانب الحكم العسكري التعسفي، ورغم توقف منح الجنسية إجباريا في الستينيات فإن هذا لا يعد سببا وجيها لإجبارهم على النزوح من بيوتهم وأراضيهم. نقلا عن جريدة هاآرتس