يقفون مصطفّين أمام مشرفين لا يملكون شيئا من الرأفة تجاه أطفال ليس لهم ذنب غير كونهم «أيتاما»، يعيشون في مكان عليه لافتة مدون عليها كلمات لن تمحى من ذاكرتهم طوال حياتهم: «دار حضانة الحبيب لاستضافة الأطفال الأيتام بمركز شربين بالدقهلية». أصبح الخوف بداخلهم صباح كل يوم، يتحدثون مع الجدران: «هل نحن هنا من أجل التعذيب أم التعليم؟ ماذا يفعلون بنا هؤلاء؟ أين أبي وأمي؟" أصبحت دموعهم تصاحبهم كل يوم حتى أثناء نومهم، تبلدت مشاعرهم بسبب الضرب المبرّح من المشرفين يوميا. وفي صباح يوم جديد يستعد الأطفال لآلام جديدة ففوجئوا بدخول عدد من الأشخاص، وهي لجنة مشكلة من المهندس محمد الشيوى رئيس مدينة شربين، للمرور على الدار وتتكون من: "الرائد محمد الأرضي رئيس مباحث مركز شربين، وماجد مسعد غيث مدير مكتب رئيس المركز، ومحمد أبو الفتوح مدير الشئون الاجتماعية بشربين، والدكتورة أسماء جودة إخصائية نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، وهدى زيدان رئيس قسم الأسرة والطفولة". وطلبت اللجنة من الأطفال التحدث، ولكن عيون المشرفين كانت لهم بمثابة الرعب، ولكن انفرجت مشاعرهم من كثرة سكوتهم، وجاء تقرير أقوال الأطفال، أولاهم "ملك. أ" 9 سنوات، والتي اتهمت "ماما شيماء"، إحدى مشرفات الدار، بضربها باستمرار بخرطوم كهرباء، على ظهرها وهي عارية، لأتفه الأسباب، حيث كانت تلهو مع بعض صديقاتها بالدار، بقصافة فقامت على الفور بتعذيبها بالجلد بالخرطوم. وقال الطفل "محمد.ع"، 9 سنوات، إنه تم ضربه وتعذيبه بشكل مبرح، حتى أثر الضرب والتعذيب على رقبته، ونتج عنه جرح قطعي في الرقبة، من ذات المشرفة والمسماة "ماما شيماء"، أما الطفل "محمد. م"، 10 سنوات، أصيب في باطن يده بحديدة، بسبب تأخره في عمل الواجب، على يد مشرفة أخرى تدعى "ماما آية". كما كشفت اللجنة، تعرض الطفلة "مروة. ع"، لإصابة في قدمها اليسرى، حيث تم تعرضها لكسر في القدم اليسرى، وعدم علاجها من الكسر، وعدم الوعي الصحي وعدم رعايتها أثناء تركها دون علاج لكسر القدم، مما تسبب ذلك في إصاباتها إصابات بالغة، تستوجب التدخل الجراحي. فيما تبين قيام المشرفة "ماما آية"، من واقع شهادة الأطفال، بعضّ الطفلة "رشا.ع" 8 سنوات، في ظهرها، وأنحاء من جسدها، بعد أن قامت بعضّ أحد إخوانها بالدار، ولم يسلم الطفل إسلام.ع هو الآخر من العض، حيث قامت ذات المشرفة حسب قول الطفل بعضه، ما أحدث إصابة بالغة في يده اليمن، وجروج غائرة، نتيجة غرز أسنان المشرفة في جلده. فيما تم جلد الطفل عمر.ع، 10 سنوات، بخشبة على ظهره، مما أحدث إصابات جسيمة بجسده، وأصابه بحالة نفسية سيئة للغاية، اعتزل بعدها إخوته بالدار، وأصبح متخوفا من جميع أقرانه وجميع الأفراد. وكانت لجنة شكلها المحاسب محمد الشيوي رئيس مجلس مدينة شربين، أكدت تعرض أطفال بالملجأ للجلد، بخراطيم الكهرباء، والعض، والجلد بالخشب، والخربشة بالأظافر، كما تبين ترك طفلة تعاني من كسر بقدمها اليسرى دون علاج، ما أدى إلى تضخم قدمها، من قبل مشرفات الدار، حيث اتهم الأطفال والبالغ عددهم 7 أطفال، من 30 طفلا، عددا من مشرفات الدار، وقاموا بتسميتهم.
