"العيد فرحة.. وأجمل فرحة".. هكذا يتغنى الصغار الذين ينتظرون قدوم العيد على أحر من الجمر.. فهو يأتى محملًا بالخيرات و"اللمة" و"العيديات" وهذا يعنى مزيدا من "الفسح" و"الانبساط" والانطلاق في الحدائق والمتنزهات.. وبعض الأطفال من سكان مصر القديمة لا يكون العيد عيدًا في نظرهم إلا إذا كانت لهم زيارة وموعد مع "المراجيح".. فمعها تنطلق أرواحهم وتشع سعادة.. وضحكاتهم تتردد صداها في الأرجاء فتملأ المكان مرحا.. ويكون العيد حينها حقًا "فرحة". "المراجيح" في مصر القديمة "على قد الإيد".. فأسعار الألعاب في متناول أيدي الصغار.. وفرحة العيد هناك فقط بجنيه.. وهو ثمن اللعبة الواحدة. "الفلوس" هناك ذات قيمة حقًا.. والعيدية في حرم هذه المراجيح لا تزال ب"بركتها".. وكأنها في معزل عن موجة الغلاء الفاحش التي عصفت بجيوب البسطاء. البساطة هي العنوان الرئيسي للمكان وكذلك للصغار أنفسهم.. وأيضًا هي الوصف الأمثل للألعاب نفسها وللمكان برمته. يراقب الأهالي صغارهم من بعيد في صمت.. يلحظونهم وهم يلهثون من فرط الضحك والركض والسعادة.. ويسعدون فقط بسعادتهم.. فتلك الضحكة التي تنير وجوه الأبناء كفيلة أن تقذف في قلوب الآباء رضا وسعادة لا وصف لها. وأصحاب "المراجيح" أنفسهم.. يجدون في إسعاد الأطفال متعة إلى جانب كونها مصدرًا للرزق.. فهم لا يذوقون طعم إجازة العيد ويتركون الأهل والأبناء فقط بحثًا عن "لقمة العيش" ولإدخال البهجة على قلوب الصغار.