قلما تجد عمل فني مصري يجرؤ على اختراق القضايا الدينية، خاصة الشائكة منها، ومن تلك القضايا، الصراع الأبدي بين الشيطان والإنسان، ومن قلائل الفنانين المصريين النجم الراحل نور الشريف، الذي أدى عددا من الأدوار الفنية على مدار تاريخه محفورة في ذاكرة الدرامة والسينما المصرية بشكل خاص وعلى المستوى العربي عامة، استطاع أن يجسد المنافسة الأزلية بين الإنسان والشيطان. وفي ذكرى وفاة الفنان الراحل نور الشريف، الموافق اليوم 11 أغسطس، ترصد «فيتو»، خلال التقرير التالي، أهم 3 أعمال فنية في تاريخ الفنان نور الشريف، الذي أدى ببراعة دور الإنسان الضعيف ليتمكن الشيطان من غوايته، لتحقيق أهدافه. الرقص مع الشيطان وتدور أحداث الفيلم، الذي أنتج عام 1991، حول عودة الدكتور واصل (الذي أدى دوره الفنان نور الشريف)، إلى بلده مصر بعد حصوله على الدكتوراه من الاتحاد السوفيتي ويتم تعيينه أستاذا بالجامعة؛ حيث يلتقي بحبيبته السابقة هند التي اضطرت للزواج من آخر وطلقت منه لإدمانه وسرعان ما يعود إلى حبه القديم ويتزوجها بعد موافقة والدته. في جولة علمية يحصل الدكتور واصل على زهرتين غريبتين ويضعهما في معمله ببدروم الفيلا ويكتشف سرعة نموها بشكل مذهل فيقرر إجراء تجارب عليها ويستخلص عقارا يحقن به أرنب فيختفى ثم يعود فيقرر إجراء التجربة على نفسه ليجد نفسه قد عاد لعام 1948 ويفشل في تسجيل التجربة بالفيديو ويعيد التجربة ليلتقي بجده في عام 1952 والذي يخبره أنه قرر بيع ممتلكاته وتحويلها إلى ذهب وإخفائها في مكان أمين بالفيلا خشية تأميم ثورة 23 يوليو لها، ثم يحقن واصل نفسه مرة ثالثة بالعقار السحري لينتقل إلى عام 2030؛ حيث يلتقي بفتاة صغيرة تدعى سالي يعرف أنها حفيدته من ابنته هدى وتخبره بأنهم عثروا على الذهب في البدروم ثم يحقن نفسه بالعقار مرة أخرى ليصل إلى نفس عام 2030 ليلتقى بزوجته هند التي صارت عجوزا وتخبره أنه سيموت بعد أن تنجب له بنتا اسمها هدى. يعود واصل إلى عام 1991 ويحطم البدروم بحثا عن ذهب جده، بعد أن يتجسد له الشيطان في صورة كلب أسود يظهر له بين حين وآخر، ويأمر زوجته بالإجهاض لأنه لا يريد أن يموت وتسوء حالته النفسية لدرجة الانهيار ليتم نقله إلى مصحة عقلية، تحلل زوجته العقار فيتضح أنه أحد عقاقير الهلوسة، يبدأ واصل في استرداد صحته وتخبره والدته خلال زيارته بالمصحة أن زوجته أنجبت طفلا ذكرا فيعود واصل إلى إيمانه ويطلق على وليده اسم محمد ويستغرق في شئون الدين. أصدقاء الشيطان فيلم مصري تم إنتاجه عام 1998، تدور قصته حول أبو خطوة الذي مات وترك وقفا كبيرًا لأبنائه وأحفاده حرافيش الحسنية والدراسة ولكن الأغنياء منهم باعتبارهم أشرافا استولوا على ريع الوقف الذي يديره الناظر عزيز أفندي (أبو بكر عزت) واستغلوا جهل الحرافيش وادعوا أن الوقف عليه ديون. المعلم عبده (فريد شوقي) صاحب المصبغة، كان متزوجًا من المرأة اللعوب زهيرة وأنجبت ابنه جلال (الذي أدى دوره الفنان نور الشريف)، ولكن قتلها أحد أزواجها السابقين، وعاش عبده بعارها، لا يبرح (البوظة) التي يمتلكها سنقر(عبد السلام محمد) وابنته الراقصة وهيبة (فريده سيف النصر)، بينما كبر جلال، وتولى أمر المصبغة وعرف طريقه للمسجد، وأحب قمر (صابرين) ابنة عزيز أفندي، وبذل جهدا لإقناع والدها بالموافقة على زواجها، واضطر لخيانة الحرافيش وبيع ضميره، بالشهادة زورا أن حسابات عزيز أفندي صحيحة، وذلك ليتزوج من قمر، وتتوالى الأحداث إلى أن تلقى قمر مصرعها يوم زفافها بسبب طلقة طائشة فيقرر زوجها جلال الانتقام، وبالفعل يتمكن من هزيمة قاتلها (الزنديق) الذي جسد دوره (الفنان سيد زيان) ويصيبه بالعمى، ليصبح الفتوة، ولكن المعلم جلال يقرر أن يقيم العدل بأقصى درجاته ويأخذ من الأغنياء ليعطي الفقراء. ولكن تخوفه من الموت وأن يضيع ما بناه في حارته، من بعده، جعله يلجأ لأحد المشعوذين ويدعى شاور (جسد دوره الفنان فؤاد أحمد)، الذي يخبره بأنه إذا أراد الخلود عليه أن يخاوي الجن شريطة أن يكون جنا كافرا مجوسيا، وبالفعل ينصاع المعلم جلال لأوامر شاور، ويعود بعد فترة عزلة بداخله قوة خارقة، تمكنه من هزيمة منافسيه، بأيدٍ خاوية. وبعد أن عاد جلال ليقضى على نجل (الزنديق) حسان (مصطفى متولي)، ويستعيد الوقف، ويطمئن لتغلبه على الموت وبدأ جلال حياته الجديدة بقتل شاور الذي يعلم سره مع الجان، وانغمس في الشهوات مع زينات (مديحة كامل)، وقررا القضاء على جلال، فوضعوا الراقصة مي (نجوى سلطان)، في طريقه وأبلغوا زينات بخيانته لها، وأمدها عبد الخالق العطار (نعيم عيسى) بالسم الذي تنتقم به من جلال، والذي تمكنت زينات من دسه له في الخمر وقتلته، وقال عبده إن الجسد يموت ولكن تبقى الأفعال الطيبة خالدة، ثم قتل العطار وتولى الحرافيش قتل بقية الإشراف. اختفاء جعفر المصري تدور أحداث الفيلم الذي أنتج عام 2002، حول منافسة بين اثنين من رجال الأعمال هما جعفر المصري (نور الشريف) وداوود (يسري العشماوي)، والتي تصل إلى حد قتل كل منهما الآخر، يظهر الشيطان (حسين فهمى) لداوود في صورة رجل ويطلب منه الموافقة على تخليصه من جعفر منافسه اللدود فيوافقه داوود ثم يتراجع بعد فترة فيقتل الشيطان داوود. وبعد فترة قصيرة يفقد جعفر كل أمواله في البورصة فيذهب إليه الشيطان ويعرض عليه أن يعيد إليه كل ما فقده من أمواله مقابل موافقته على قتل أحد الصيادين فيوافق جعفر ويقتل همام الصياد الفقير الذي كان يعول أسرته الصغيرة، يعاني جعفر من عذاب الضمير فيذهب لقرية الصيادين؛ حيث يقابل حليمة (رغدة) زوجة همام وعندما يقرر أن يعترف لها بأنه هو قاتل زوجها تخبره بأن سالم (حسين فهمى أيضا) شقيق زوجها هو الذي قتله، يحاول الشيطان إغراء جعفر مرة أخرى ولكنه يتغلب عليه ويعود إلى رشده ويعيش قصة حب مع حليمة ويتزوجها في النهاية وينجب منها ومن خلال الأحداث نرى كيف أن الإنسان الضعيف يمكن أن يبيع نفسه للشيطان مقابل هدف مادي أو مصلحة شخصية.