"رايحة فين يا حاجة يا أم شال قطيفة.. رايحة أزور النبي والكعبة الشريفة".. كلمات أغنية للمطربة الشعبية، فاطمة عيد ضمن أغاني عدة نُظِمت خصيصًا للحجاج، للاحتفال بذهابهم وإيابهم من الرحلة المقدسة، التي يتمناها كل قلب مؤمنٍ، ولا يذهب إليها إلا ذو حظٍ عظيم، ومن يستطيع إليها سبيلا. تظل هذه الأيام التي ينتظرها الملايين من المسلمين في بقاع الأرض شرقًا وغربًا، هي درة السنة وقلبها النابض، يتهيأ لها من فاز ب"طلعة" هذا العام، ويباركها من تمنوها ولم يحن وقتها بعد، وكذلك الجهات المعنية بالأمر من وزارة الطيران مرورًا بالجهات الأمنية ووزارة الصحة. "حاسس قلبي طاير، حاسس إني مش ماشي على الأرض، بقيت أجري هنا وهنا، وأقولهم أخيرًا نلتها"، كلمات تلقائية تختلط بضحكات عجوز طالت به سنوات انتظارا لهذا اليوم، وأخيرًا يرى نفسه في إحدى صالات المطار تفصله عن رحاب الأراضي المقدسة ساعات قليلة. هنا في صالات مطار القاهرة الدولي لا صوت يعلو على الأغاني والأحضان والقبلات، وتوزيع الحلوى من الحجاج وذويهم، ويغني الحجاج من التراث «في طريق النبي جنينة رشوها.. بنوها الحبايب والله دى فاطمة وأبوها.. في طريق النبي يمينك وشمالك.. عند حرم النبي يا ولدى اقعد رَيَّح جمالك.. وفى طريق النبي شمالك ويمينك.. عند حرم النبي يا ولدى ريح هجينك». أكثر من 204 مسعف و94 سيارة إسعاف انتشروا في الصباح الباكر داخل وخارج صالات المطار، استعدادا لرحيل أول فوج للحج السياحي هذا العام، بحضور وزير الطيران شريف فتحي، لتوديع الحجاج في المطار، فضلًا عن رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة مصر للطيران. جسر الجوي سيرته الشركة الوطنية لخدمة ضيوف الرحمن بدأ اليوم بتسيير 5 رحلات جوية من الصالة الموسمية بمطار القاهرة الدولى إلى مطار المدينةالمنورة لنقل 1900 حاج من حجاج قرعة محافظاتالدقهلية والمنيا، وفقا لما أكده صفوت مسلم، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة مصر للطيران. أفراد من قوات الشرطة، ضباط وضابطات تواجدوا بمحيط المطار تزامنًا مع توافد الحجاج على صالات المطار، لتأمين عملية التوافد وما ينتج عنها من الازدحام الشديد الذي لا يعهده مطار القاهرة إلا في مثل هذه الأيام من كل عام، فعمليات التفتيش في الداخل تتم بشكل مستمر وعلى مدار اليوم. لفيف من قيادات وزارة الطيران المدني، على رأسهم الوزير كانوا في انتظار الحجاج بالصالة الموسمية، المخصصة لنقل الفوج الأول، لطمأنة الحجاج وتعريفهم بالخدمات التي ستقدم لهم أثناء الرحلة المقدسة سواء في المدينةالمنورة ومكة أو في منى وعرفات. واستقبل المسئولون الحجاج الذين ينتمي أغلبهم لفئات كبار السن، بالفرحة والترحاب، بعد إعلامهم بالخطة التي وضعتها وزارة التضامن الاجتماعي المعنية بالأمر بالتعاون مع وزارة الطيران؛ حيث أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن المناطق التي سيقيم بها ضيوف الرحمن ستكون بالمناطق المركزية المحيطة بمنطقة الحرم. وتوفر الوزارة خدمات متميزة من أجل راحتهم، مشيرة إلى أن السلطات المصرية والسعودية تعملان معا على إزالة أي مشكلات تعترض الحجاج، مع التنسيق الجيد بين كل البعثات النوعية المصرية.