البرلمان يغضب من الإدارة الأمريكية.. مجلس النواب يخطر الكونجرس برفض تحذيرات الرعايا من زيارة مصر.. القائم بأعمال السفير الأمريكي: البيان ليس دقيقا.. والعلاقة بين القاهرة وواشنطن قوية ولا موقف ضدها

أكد القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة توماس جولدبرجر، أن البيان الأخير بشأن تحذير رعايا الولايات المتحدة من زيارة مصر، لم يكن دقيقًا في صياغته، علاوة عن أنه لم يكن هناك تنسيق مع الحكومة المصرية قبل إصدار التحذيرات.
جاء ذلك خلال لقائه بعدد من أعضاء مجلس النواب المصري، بمقر البرلمان، أمس الإثنين، وذلك بناء على طلبه، في ضوء الخطاب الموجه من أعضاء البرلمان المصري إلى الكونجرس الأمريكي احتجاجًا على التحذيرات الأخيرة الصادرة من الولايات المتحدة لرعاياها من زيارة مصر واعتبارها دولة غير آمنة.
غضب برلماني
وتضمن الخطاب المرسل من أعضاء مجلس النواب، منذ أيام قليلة، اعتراضهم على التحذير الأخير الصادر من الولايات المتحدة لرعاياها من زيارة مصر، وفي ضوء ذلك طلب القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى القاهرة، عقد لقاء أعضاء مجلس النواب للاطلاع على أسباب غضبهم من التحذير الأمريكي؛ حيث واجهه النواب بتحفظاتهم.
أضرار التحذير
وحسب بيان صادر عن البرلمان، أكد النواب خلال اللقاء، أن توقيت البيان ترك أثرا في نفوس المصريين خاصة في ظل ما تواجهه مصر في حربها مع الإرهاب، وذلك يحتاج إلى دعم أمريكي وليس إصدار تحذيرات من شأنها التأثير سلبًا على القاهرة، مشددين على أن مثل هذه التحذير يؤدي إلى الإضرار بالعاملين في السياحة المصرية ويؤثر سلبًا على الاستثمار في مصر ويسيء لصورة مصر مع دول أخرى.
المعارضة والإرهاب
واعترض النواب، على ما وصف "المعارضة المسلحة" التي وردت بالبيان، وهو المصطلح الذي تستخدمه بعض الدوائر الأمريكية لوصف ما يحدث في مصر، مؤكدين أن هناك فارقا كبيرا بين المعارضة والإرهاب.
الأفلام المسيئة
كما انتقد النواب، بعض الأفلام الأمريكية التي تسيء إلى مصر وتسير في نفس اتجاه التحذيرات ومنها أحد الأفلام التي عرضت في دور السينما في مصر، ويتضمن إشارات بأن مصر دولة غير آمنة.
ووفقا للبيان، فإن القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى القاهرة، أكد رفضه لمثل هذه الأوصاف، مؤكدًا أنه سينقل إلى الإدارة الأمريكية اعتراضات أعضاء مجلس النواب المصري على ما حدث.
رد السفير
وشدد "جولدبرجر" على أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية قوية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية، علاوة عن تطورها في المجال العسكري؛ حيث ستقام مناورات النجم الساطع الشهر المقبل بين مصر وأمريكا بمشاركة 21 دولة أخرى، وذلك دليل على تحسن العلاقات خاصة بعد توقف المناورات منذ 2009.
وحضر لقاء القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة كل من النواب "أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام، داليا يوسف، آمنة نصير، طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، إنجي فهيم، محمد السلاب، ياسمين أبو طالب".
ومن جانبها قالت داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن عددا من نواب البرلمان المصري، أرسلوا خطابا للكونجرس الأمريكي منذ أيام، اعتراضا على التحذير الذي صدر من الإدارة الأمريكية بشأن تحذير رعاياها من زيارة مصر، ذكروا فيه أن التحذير جاء دون رجوع أو تنسيق مع الحكومة المصرية.
وأضافت في تصريحات للمحررين البرلمانيين عقب انتهاء لقاء عدد من أعضاء من مجلس النواب القائم بأعمال السفير الأمريكي بمقر البرلمان، أن الخطاب المرسل تضمن أيضا تحفظهم على هذا التحذير لاسيما في ظل العلاقة الإستراتيجية التي يتم بناؤها بين مصر وأمريكا الآن، وهو ما كان يستوجب أن تدعم أمريكا حلفائها الاستراتيجيين، وتقف بجوارهم، خصوصا أنه من ضمن موارد مصر الأساسية السياحة والتحذير يضر بهذا القطاع كثيرا.
ونوهت داليا، إلى أن تحذير الولايات المتحدة الأمريكية، جاء بناء على أحداث الكنائس من 5 شهور، والتي راح ضحيتها أقل من 100 مصري، في حين أن هناك الأحداث التي شهدتها كل من ولاية بالتيمور وشيكاغو الأمريكية في 2016 راح ضحيتها 950 مواطنا في كل ولاية.
وأكد أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب، أن الوفد البرلماني الذي اجتمع مع القائم بأعمال السفير الأمريكي، توماس جولدبرجر، بمقر المجلس النواب أبلغه اعتراض مصر الشديد على البيانات التحذيرية التي يتم إصدارها من الولايات المتحدة بشأن زيارة مصر.
وأشار النائب في تصريحات للمحررين البرلمانيين، بعد اللقاء، أن هناك تحسنا في العلاقات بين البلدين مع الإدارة الأمريكية الجديدة، المتمثلة في الرئيس دونالد ترامب، وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، له عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتابع: "مصر كان لديها تحفظ على إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وتوقعنا تحسن الأمور بعد رحيله، ولكننا فوجئنا بعد صدور التحذير الأخير بأننا لسه ماشين على قديمه".
وقال أسامة هيكل: إن القائم بأعمال السفير قال إنه ليس هناك موقف من الإدارة الأمريكية ضد مصر، موضحًا أن هناك نحو 30 دولة يصدر بشأنهم بيانات تحذيرية.
وأضاف، أن "جولدبرجر" أشار إلى الدول التي تُصدر الولايات المتحدة بشأنهم بيانا تحذيريا لرعاياها من السفر إليها، تضم الصومال، وكوريا الشمالية، وفنزويلا، والأردن، والسودان، ومصر، والفلبين، اليمن، مالي، أوكرانيا، الجزائر، العراق، ليبيا، كينيا، إثيوبيا، تشاد، باكستان، السلفادور.
وقال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: إنه تم توجيه رسالة احتجاج البرلمان المصري للقائم بأعمال السفير الأمريكي والتعبير عن امتعاض الشعب المصري من هذه التحذيرات، وتداعياتها على العلاقات المصرية الأمريكية.
وأكد أن جولدبرجر وعد أنه سينقل هذه الرسالة لواشنطن، بالإضافة إلى تأكيده على عمق العلاقات المشتركة بين البلدين وأن هذه العلاقة تتسم بالإستراتيجية، كما أعرب عن تطلعه لتبادل الزيارات بين مجلس النواب المصري والكونجرس الأمريكي خلال الفترة المقبلة.