على هذه الأرض، هناك دائمًا ما يستحق الحياة، وكذلك تستحق الحياة أن نبحث عنها ونذهب إليها، إذا ما شاءت الظروف أن تتلاشى سبل الاستمتاع بعطاياها التي لا تنتهي. ففي سن الطفولة لا قيد يكبل حلمًا، ولا لكلمة مستحيل وجودًا في قاموسهم، خاصة إذا تعلق الأمر باللهو واللعب، تجدهم يستخدمون حيلًا لم تخطر على بال أحد، فقط لأنهم أرادوا أن يمارسوا طقوسهم الطفولية، كما يفعل الجميع، متحررين من قيود الفقر وقصر اليد. شاءت الأقدار أن يولدوا في أسر منها ما هو متوسط الحال، ومنها ما دون ذلك، ففكرة أن يلتحقوا بأحد الأندية لممارسة رياضة ما تبدو مستحيلة، فما يأتي من أموال بالكاد يكفي احتياجات اليوم الأساسية؛ ليصبح هذا الأمر هو دافعهم الأقوى لجلب رياضة النادي حتى أبواب منازلهم البسيطة. اقتطعوا قطعة من الشارع متوسط الاتساع، ووضعوا منضدة خشبية صغيرة تعلوها بعض الرسوم تتوسطها شبكة لتبدو في صورة مطابقة لتلك المختصة للعب "البينج بونج"، فضلًا عن ورق ال"كرتون"، جميعها أشياء بسيطة لكنها في خيالهم الذي لا يعوقه شيء ساحة بينج بونج حقيقية. لتتسع الحلقة تدريجيًا لاستقبال المزيد من الأصدقاء والجيران. في خفة يد ونظرات استعداد لتلقي الكرة من أي اتجاه، يلتفون حول "ساحة بينج بونج البسطاء"، يتصرفون كأنهم محترفون، ينعزلون كليًا عن البيئة المحيطة منغمسون في غمار اللعب الذي يبدو أنه سيستمر لآخر النهار!.