لا ينكر أحد في الوطن العربي حجم موهبة شيرين وصوتها، الذي يصل للقلوب، وأغنياتها التي يعشقها جمهورها، ولكن يبدو أن شيرين دأبت على وضع نفسها في مواقف محرجة، وأحيانا مؤلمة، ليس لها وحدها، ولكن لجمهورها ولزملائها في الوسط الفني. يبدو أن إثارة الجدل هي ما تحرص عليه شيرين بين الحين والآخر، ولكنها لا تدرك جيدا أن ما تفعله ليس فقط إثارة جدل، بل إعلان حرب على نفسها، وبالرغم من مغفرة الجمهور المتكررة لأخطاء شيرين، إلا أنها لا تستحق هذه المغفرة؛ لأنها تزايد عليها بمزيد من الأخطاء. خطوات شيرين في إعلان الحرب على نفسها خطوات ثابتة، بدأت برفعها الحذاء في برنامج the voice أثناء اختيار أحد المتسابقين، مما أثار موجة من الغضب، تم تداركها سريعا، بالتأكيد على أن الكثير من النجوم يقومون بنفس التصرف في نسخ البرنامج الأجنبية، وحرصت شيرين على الاعتذار وقتها، وانتهى الأمر. إعلان الاعتزال كان أحد الضربات القاسمة في مشوار شيرين، وكان بسبب أزمات بينها وبين شقيقها، ووقتها وقفت كتائب من كل الوطن العربي تدعوها للعودة للغناء، وأنها لا تملك قرار الاعتزال؛ لأنها ملك جمهورها، وليست ملك نفسها، وبالفعل عادت شيرين، ولكن غضب الصحافة المصرية منها لم ينته؛ بسبب إعلانها قرار الاعتزال والعودة من خلال الصحفية نضال الأحمدية، وتجاهل شيرين للصحافة المصرية. زفاف كندة علوش وعمرو يوسف كان كارثة بعد سخرية شيرين من عمرو دياب، مما كان سببا في إعلان الحرب عليها من جمهور عمرو وعشاقه، ومن الصحافة أيضا، التي رفضت أسلوب شيرين، وقال البعض: إن شيرين في حالة "سكر"، ولكنها نفت ذلك، وهدأ الأمر، وانتهت أزمة عمرو دياب. ولكن يبدو أن نار شيرين من عمرو دياب كانت أكبر من أن تنطفئ، فأثناء تواجدها أمس في مهرجان قرطاج، قالت إن إساءتها لعمرو دياب متعمدة، وأنها لن تتراجع في كلامها؛ بسبب إساءته لها، التي لم يرها أحد. والمفترض أن شيرين ما كان عليها أن تصرح بهذا التصريح، الذي أشعل موجة من الغضب عليها من داخل وخارج الوسط الفني، الذي أعلن رفضه الكامل لتصريحاتها، التي تحارب بها نفسها، وتصرفاتها التي لا تتناسب على الإطلاق مع حجم نجوميتها وشهرتها، التي يجب عليها أن تدعمها وتحافظ عليها، لا أن تدمرها بتصريحات هوجاء وانفعالات لن تضيف لها شيئا، إلا مزيدا من الهجوم والمعارك الفرعية التي ليست في حاجة لها. ما زاد الطين بلة، ما قالت شيرين على مسرح قرطاج، من أن ابنتها لا تعرف الفرق بين تونس والبقدونس، سوى أن الإثنين لونهما أخضر، وهو تصريح لا يمكن أن يصنف كدعابة مع جمهور لا يقبل على الإطلاق أي مزحة على بلاده. كل ما تقوم به شيرين هو تدمير ذاتي لمشوار فني مليء بالنجاحات وحب جمهور من المشرق للمغرب، لن يتمكن من الدفاع عنها كثيرا، وهي تسيء لهم بتلك التصرفات الهوجاء، وهي أكبر بكثير من ذلك، ويجب أن تدرك في ذاتها أن قيمتها أهم من تصريحات نارية أو تصرفات عشوائية، خاصة أن الخطأ من شيرين أكبر بكثير من غيرها؛ لأن نجوميتها أكبر بكثير من غيرها، ويجب عليها أن تفهم ذلك.