اهتمت صحيفة الجارديان البريطانية بالاتهامات الموجهة للرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، بتمويل حملته الانتخابية من الخارج فى عام 2007، ويقدر المبلغ ب 50 مليون يورو. وأشارت الصحيفة اليوم السبت إلى أن رجل الأعمال الفرنسى من أصل لبنانى زياد تقى الدين، قال أثناء التحقيق معه رسميًا فى ديسمبر الماضى: إن لدية أدلة على أن حملة ساركوزى للانتخابات الرئاسية كانت ممولة من النظام الليبى فى الفترة بين 2006 و2007، مضيفة: أن تقى الدين يجرى معه التحقيق فى قضية منفصلة تتعلق بمبيعات أسلحة إلى باكستان فى التسعينيات. وأوضحت الصحيفة أن اتهامات تقى الدين لم تركز بالاسم على ساركوزى أو أى شخص مشتبه فيه، وركزت الاتهامات على الفساد وغسيل الأموال والتزوير واستغلال النفوذ وإساءة استعمال المال العام، وأن زيارة القذافى المثيرة للجدل إلى فرنسا بعد انتخاب ساركوزى عام 2007 ونصبه لخيمته البدوية فى مقر الرئاسة الفرنسية قرب قصر الإليزيه تدعم اتهامات تقى الدين لهم بالفساد، فضلًا عن تصريحات نجل القذافى سيف الإسلام، بعد أن لعبت فرنسا دورًا أساسيًا فى التحالف الدولى للإطاحة بوالده، عن أن النظام الليبى قد مول حملة ساركوزى الانتخابية. وقال سيف الإسلام حينها لشبكة يورونيوز: "يجب على ساركوزى أولًا أن يعيد المال الذى أخذه من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية، لقد مولناها ولدينا جميع التفاصيل ونحن جاهزون للكشف عن كل شىء". وأضافت الصحيفة: أن الاتهامات لحقت كلود جيون الذى أصبح كبير موظفى قصر الإليزيه ومن ثم وزيرًا للداخلية لاحقًا، بأنه قد أعطى الجزء الكبير من التمويل عبر حساب مصرفى تابع للنظام الليبى، وهو ما ينفيه جيون واصفًا هذه الاتهامات بأنها سخيفة تمامًا، كما رفع جيون دعوى قضائية ضد تقى الدين متهمًا إياه بالقذف وتشويه سمعته. وذكرت الصحيفة أن موقع ميديابارت نشر فى أبريل 2012، أى قبل فشل ساركوزى فى تحقيق إعادة انتخابه لدورة رئاسية جديدة، وثيقة قال: إنها موقعة من مسئول ليبى رفيع تشير إلى موافقة القيادة الليبية على دفع مبلغ 50 مليون يورو. وحينها قال ساركوزى لقناة بلوس التليفزيونية الفرنسية: "إن الوثيقة كانت مزورة ومخزية"، مشيرًا إلى أنه من قادة التحالف التحالف الدولى الذى أطاح بالقذافى عام 2011 ومن غير المنطق أنى أحاول الإطاحة به وهو يمسك أى شىء علىّ.