"الحاجة أُمّ الاختراع".. مثل شعبى يفسر كيف توصل العقل المصرى إلى ابتكارات غريبة أسهمت في حلول لكثير من المشكلات والأزمات التي كانت تواجه المصريين، في حياتهم اليومية. فبعد تطبيق برنامج "فرز البامية" لن تحتاج مصانع الأغذية المغلفة إلى جلب عمالة زائدة لفرز البامية يدويا، وبتطبيقه على النطاق الضيق سيوفر العديد من الجهد الذي يبذل في فرز البامية، حيث تكون البامية المصابة قد تعرضت لدخول الدود، تاركا دائرة سوداء يصعب تمييزها من قبل الماكينات الموجودة بمصانع الأغذية التي يبلغ ثمنها نحو 170 ألف يورو. يعتمد برنامج فرز البامية الذي صممه كل من المهندس محمد الدمرداش والمهندس أحمد شاهين على الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تعريف الماكينة بالبامية السليمة والمصابة، مما يجعلها قادرة على اكتشاف وتمييز كل منهما، وقد وصلت درجة الدقة به إلى 98.5%، ثم تطور الأمر، وتم تطوير البرنامج لتعريف الماكينة بمكان البامية المصابة حتى تستطيع الماكينة رفضها وفرزها عن البامية السليمة من خلال إخراجها عن السير، ووصلت درجة الدقة إلى 97%، كما تم تطبيقه بمصنع بالعاشر من رمضان للأغذية، كما دعمت أكاديمية البحث العلمى البرنامج بجائزة بلغت 70 ألف جنيه. أيضًا كان للمرضى غير القادرين على الحركة، نصيب من الابتكارات غير التقليدية والمهمة في الوقت ذاته، وذلك من خلال السرير الطبى الذي يمنع تكون قرحة الفراش. يقوم السرير الذي ابتكره المهندس طه عبدالهادى بتعريض جسم المريض غير القادر على الحركة للهواء المباشر دون الحاجة لقيام المريض بتحريك جسمه، حيث يزود السرير بأجزاء معدنية يوضع عليها المرتبة ذات الأجزاء المنفصلة، ويتحرك كل جزء بتوقيت معين أوتوماتيكيا أو يدويا لتتحرك المرتبة بعيدا عن جسم المريض وتعرضه للهواء المحيط، وذلك لمنع تكون القرحة. وقد حاز عبدالهادى عقب هذا الابتكار، على الميدالية الفضية في معرض جنيف الدولى للابتكار، كما حاز على دعم أكاديمية البحث العلمى لتفعيل تطبيق الابتكار. أما المخترع عبدالله أحمد فقد استهدف محو الظلام بابتكاره الرخام المضيء، حيث يعتمد على إضافة مادة مضيئة للرخام قبل تشكيله ليصبح له عدد غير محدود من الاستخدامات كعمل أرضيات من الرخام المضيء، أو التحف المضيئة التي تضفى على المكان طابعا جماليا مميزا. وطبق المخترع ابتكاره في العديد من الأماكن التي باتت لا تتأثر إضاءتها بانقطاع الكهرباء، كما أنه غير مكلف ماديا في عمله أو مجهد بدنيا حيث يحتاج ليوم واحد فقط ليجف الرخام ويصبح جاهزا. ومن جهة أخرى، كان للطالبة شروق أحمد دور في حل الأزمات الناجمة عن الفيضانات وسقوط الأمطار الغزيرة، وذلك عن طريق ابتكارها الأسفلت المائى الذي يحوى الحصى ومادة "الجيوتكستيل"، حيث يتمكن من امتصاص مياه الفيضانات الموجودة في الشوارع في فترة زمنية قصيرة، الأمر الذي يمنع وقوع كوارث كما حدث في الإسكندرية ورأس غارب. ويمكن الاستفادة من المياه التي تم تخزينها من خلال عمليات الشفط وإعادة استخدامها، كما أن الأسفلت المائى مزود بمادة تمنع التعفن والتحلل، وتعمل على مقاومة الحرارة؛ مما يجعل كفاءتها تعادل، وقد تفوق، الأسفلت التقليدي.