شهد نادي أدب أسيوط مساء أمس السبت حفل توقيع المجموعة القصصية "امرأة من ظلال" للأديب شعبان المنفلوطي، بحضور نخبة من مبدعي المحافظة ومثقفيها، وذلك بقاعة المؤتمرات في قصر ثقافة أسيوط. وشهد الاحتفال أيضا مناقشة مجموعة قصصية للأديب الكبير أيمن رجب طاهر الحائز على جائزة الدولة التشجيعية والأديب الكبير أشرف عكاشة رئيس نادي أدب أسيوط، وأدار اللقاء الأديب الدكتور سيد عبد الرازق، وقدم طاهر قراءة نقدية للمجموعة تحت عنوان "صورة الأنثى في قصص المنفلوطي". وقال طاهر إن المنفلوطي استباح صورة المرأة من عدة اتجاهات وزوايا، حيث حاول القاص في جُل قصصه التقاط اللحظة القصصية في إبراز صورة ظل الأنثى، حيث تتداخل ظلال الأنثى في كثير من القصص، فقد تظهر خائفة ومرتبكة، وحاكمة ومحكوم عليها، وفرحة وحزينة ورامزة ومقهورة، وكارهة ومكروهه، ومحبة ومحبوبة. وأضاف طاهر أن القاص مزج ذلك في خليط يصعب الفصل بينه، كما أضاف أن الصورة الأبرز التي صاغها القاص في لغة بديعة وموحيه هي الاتكاء على زوايا عديدة ولكن مغايرة للمعتاد عليه، فيدفع القارئ دفعًا لمحاولة استجلاء كينونة الأنثى المحيطة به والمتجذرة في صلات حياته منذ صغره ومختلف مراحل حياته أمًا وأختًا وابنة. وقدم الأديب أشرف عكاشة دراسة نقدية لمجموعة "امرأة من ظلال.. واقعية المنفلوطي بين شغف الأسئلة وجدلية التشكيل"، حيث يرى عكاشة أن الواقعية عند المنفلوطي هي واقعية فنية لا تركن إلى التسجيلية بل تصيب الدهشة عبر تفجير الأسئلة والكشف في مسالب الواقع ولكن دون جلدًا للذات أو التباكي على ما مضى وفات. فيما أضاف عكاشة أن المنفلوطي كاتب ذو نزعة إنسانية مهموم بغيره، وقضايا وطنه. وأوضح أن القراءة النقدية ترصد ظاهرتين هما، شغف المنفلوطي بالأسئلة، وجدلية التشكيل في سرد المنفلوطي. حيث تزخر المجموعة بالتساؤلات ويظهر ذلك جليًا في عناوين الكثير من القصص مثل قصص "لماذا لا يدخل ابي المدرسة، وقصة "لماذا" كذلك هناك الكثير من القصص التي تنتهى نهاياتها بطرح أسئلة وترك الإجابة إلى القارئ. واستطرد أن مجمل القصص تفجر التساؤلات لدى القارئ في تأويلات مختلفة وهذا يحسب للعمل. أما عن الظاهرة الأخرى في المجموعة هي جدلية التشكيل حيث لجأ المنفلوطي إلى التجديد في شكل البناء القصصي فتارة يكتب بتكنيك الفضاء السردي وتارة بتكنيك كتابة السيناريو وتارة أخرى على أساس المقاطع الزمنية، كما أشار إلى أن المجموعة القصصية تزخز بالرمزية وكذلك بالمعادلة الموضوعية، كما أستخدم ايضًا المرافقة في الأحداث ليحدث دهشة لدى المتلقي في أسلوب بديع ولغة راقية. يذكر أن المجموعة القصصية "امرأة من ظلال" هي الفائزة بجائزة النشر الإقليمي عن إقليم وسط الصعيد الثقافي، وهى ثاني أعمال المنفلوطي القصصية بعد مجموعة "ومحاها المطر".