إن العامل الحاسم في القضاء على الإرهاب هو قطع أوصال الدول الممولة له سواء كانت قطر أو تركيا أو دولا غربية لها مصالح في تفتيت مصر وعدم نموها ومنعها من أن تكون دولة ذات سيادة في المنطقة. والحوادث الإرهابية في سيناء رغم بشاعتها وسقوط الشهداء ضحايا لأغراض دول لا ترحم ينفذها مرتزقة من خوارج الجيوش سواء في المنطقة العربية أو من أوروبا بمعنى أن هناك عسكريين متقاعدين أو تم تسريحهم من جيوش في أوروبا أو سوريا أو ليبيا أو العراق لا يعرفون إلا مهنة القتال تقوم المنظمات الإرهابية مثل داعش وأنصار بيت المقدس بإغرائهم بالمال والسلاح في مقابل القتال لصالحها في الدول المستهدفة ومنها مصر. والمؤكد أن الإرهاب لن ينتهى قريبا ولكنه تضاءل بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة؛ بسبب العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة على الحدود سواء الشرقية أو الغربية وقطع طرق الإمداد بالسلاح والمقاتلين بالتزامن مع الجولات التي يقوم بها الرئيس السيسي في مختلف أنحاء العالم وإصراره في كل لقاء على التعاون الدولى للقضاء على الإرهاب، وهذا ما يجعل مصر هدفا للدول الداعمة للإرهاب. وبالطبع فإن الإرهابيين في سيناء مرتزقة محترفون يقومون بتدريب العناصر والشباب المغيب تحت ستار الدين في مصر والدول المجاورة ويستخدمونهم كوقود للمعركة بمعنى أنهم يقنعون هؤلاء الشباب بتفجير أنفسهم من أجل دخول الجنة والفوز بالحور العين، أما الشهداء الذين يسقطون ضحايا للعمليات الإرهابية فهم لا يحاربون عدوا وجها لوجه ولكنهم يواجهون خفافيش ظلام يعيشون في سيناء تحت الأرض وبين بعض أهالي سيناء الأبرياء ويتخذون من أبناء البدو ونسائهم دروعا بشرية ويهددونهم حتى يستطيعوا العيش معهم وعدم كشفهم من قوات الجيش والشرطة. إن الأمر جد خطير وأكبر من مجرد حرب داخل سيناء أو على الحدود ونحن نجحنا كثيرًا فيما فشلت فيه دول عظمى مثل أمريكا في العراق وأفغانستان ولكن يؤلمنا سقوط الضحايا يوميا من أبنائنا سواء رجال الجيش أو الشرطة أو أفراد الشعب الأبرياء، والمؤسسة العسكرية تعرف جيدا أنها تواجه حربا ضروسا وتتحمل عقباها دفاعا عن الأرض والشرف، ولن تسمح أبدا أن تتحول مصر إلى دولة جريحة في المنطقة لا تستطيع تضميد جراحةا أو وضع نهاية للحرب فيها ويتنازع عليها دول كبيرة كل واحدة لا تراعى الشعب ولا الأرض بقدر ما ترعى مصالحها الاقتصادية والسياسية. أما دويلة قطر التي تدعم الإرهاب فمصيرها سيكون سيئا جدا فقد نصحو يوما ما ونجدها قد أصبحت محافظة في السعودية أو أي دولة مجاروة، وشعبها شعب بريء تحكمه شرذمة من الجواسيس والعملاء كل همهم البقاء في الحكم واستمرار النفوذ الذي توفره لهم الدول الغربية وهم يدركون أن هذا الأمر لن يستمر إلا بدعمهم الإرهاب ماديا واحتضان الرءوس الكبرى للجماعات المتطرفة وبإيوائها داخل قطر حتى لا يتم محاكمتهم في دولهم. وليكن معلوما أن السلاح الذي يستخدمه الإرهابيون في سيناء وفى أماكن أخرى هو أحدث سلاح في العالم سواء المدفع 4 ونصف بوصة المحمول على العربات 4x4 أو الآر بى جى أو المواد المتفجرة ولأن الموجودين في سيناء مرتزقة لهم صلة بالجيوش ومصانع السلاح في مختلف أنحاء العالم فمن السهل أن يشتروا ما يريدون من أسلحة وتهريبها عن طريق الحدود الغربية أو البحر الأحمر من خلال المراكب الصغيرة للصيادين أو عن طريق مدقات كانت تستخدمها العصابات في تهريب المخدرات سابقا ولديهم رصيد مفتوح من الدول الداعمة للإرهاب التي ترصد لهم ملايين الدولارات من أجل هذه العمليات القذرة. والمشكلة الرئيسية التي تواجه مصر في حربها على الإرهاب في سيناء هي ضلوع قيادات حركة حماس على الحدود الشرقية في إيواء وتدريب وتهريب العناصر الإرهابية المسلحة إلى داخل مصر وبرغم التحذيرات التي تقدمها مصر فإنها تصر على ذلك والمطلوب الآن اتخاذ موقف حاسم مع حماس لإيقاف بناء الأنفاق، فكل فترة يكتشف المهندسون العسكريون نفقا للتهريب وأصبحت الحركة تتفنن في حفر وبناء أنفاق متشعبة تتحمل تهريب سيارات ومعدات ثقيلة بداخلها وتمتد هذه الأنفاق لمسافات كبيرة تبلغ عشرات الأمتار وتخرج من المزارع والأماكن الحدودية المحيطة بالشريط الحدودى مع غزة. إن مصر لا تريد القيام بعمل عدائى ضد غزة لأن شعبها محاصر ومغلوب على أمره ولكن لابد من وقفة مع قيادات حماس الذين يرعون علانية الإرهاب سواء بدعمهم لجماعة الإخوان الإرهابية أو بإيوائهم المرتزقة من المقاتلين من شتى بقاع الأرض. يجب أن تكون الخطوة القادمة بعد فضح قطر وتمويلها وإيوائها للإرهاب هي محاسبة قيادات حماس، فالجيش والشعب المصرى تحمل كثيرا ودفع الكثير من دماء الشهداء ولن يغفر لأحد ثانية، فالأمور أصبحت واضحة والحرب علنية ومصر لن تخسر شبابها وأرضها من أجل أحد ولن تتستر عليهم مرة أخرى، ففى الشهور القليلة الماضية حاولت مصر الصلح بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف لكى يستطيعوا مواجهة خطرهم ولكن تركوا حربهم مع إسرائيل واتجهوا لمصر اليد الوحيدة التي تساعدهم منذ احتلال أرضهم عام 48 ودفعت المئات والآلاف من الشهداء من أجل القضية الفلسطينية.