حصحص الحق يا صحصاح... قد يطول الظلم، وقد ينتشر ويستوحش، لكنه أبدًا لن يدوم، ومصيبتنا كمجتمع في صمتنا، فالكل يعلم من الظالم ومن المظلوم، لكن الكل يصمت أمام قولة الحق، وسبب الصمت مجهول. الغريب أنه وفي الوقت الذي يتوارى فيه الصامتون خجلًا، نجد من يخرج دون حمرة خجل ويقف في صف الظالم ويهادنه، ويصل من البجاحة حد من يقتل القتيل ويمشي في جنازته. دافعت هنا عن الأستاذ محمد حمدي صحصاح، مدير إدارة أشمون التعليمية، كتبت ودافعت عن يقين في براءته، وثقة في نزاهته.. والآن حصحص الحق، وظهرت براءته. براءة تدحض الباطل وأهله.. من دبر وتآمر ونفذ وآزر وهلل، براءة تعري الظالم وعصابته.. وتشف صدور قوم مؤمنين.. وتذهب غيظ قلوبهم. لكن بعد البراءة.. من يعيد لصحصاح اعتباره.. ومن يأخذ له حقه ممن ظلمه، فمن ذبحه بسكين الخيانة والفساد، وشهَّر به، وملأ صفحات التواصل الاجتماعي شماتة وحقدًا، سوف ينتهي الأمر به إلى لا شيء. من يعوض صحصاح عن الألم النفسي الذي ألم به وبأسرته، ومحبيه، من يعوضه دموعًا ذرفها وهو في خلوته كل ليلة يحاسب نفسه: أأخطأت حينما تمسكت بالقيم والمبادئ، أم أن الأمر امتحان وابتلاء؟ أأصبر حتى يظهر الله الحقيقة، أم أن الحقيقة لن تظهر في زمن عز فيه الحق واستوحش الباطل؟. أيام وليال مرت على صحصاح يتمنى كل يوم أن يأتى قضاء الله فيستريح.. لكن يفيق على وعد الله لعباده" إنه لا يُفلح الظالمون". صحصاح.. ارفع رأسك.. فالله الذي نصرك.. وسمع دعاءك من فوق سبع سماوات، وأقسم بعزته وجلاله لينصرنك ولو بعد حين.. ورد الله الذين ظلموك بغيظهم لم ينالوا خيرًا.. واعلم أن الأزمة ورغم شدتها فقد خرجت منها غانمًا غير خاسر، فازداد حب الناس لك، وظهر كلٌ على حقيقته. وإلى محبي صحصاح.. افرحوا وكبروا وهللوا وانشروا براءته وأعلنوها للجميع.. وشاركوه فرحته دون خجل.. صحصاح بريء.