نتفق جميعا أن العادات والتقاليد لاستقبال شهر رمضان الكريم لا تختلف كثيرًا من محافظة لأخرى، بصفة عامة ولكن اختلفت طقوس شهر رمضان الكريم في وقتنا الحالي عن الماضي بصفة خاصة، نظرا لارتفاع الأسعار، وعدم وجود الترابط الأسري على عكس الحقبة الزمنية الماضية، ولكن تبقي روحانيات شهر رمضان الكريم في كل عام في بعض قرى ومراكز سوهاج كما هي. وقال المواطن خلف السيد مهران 65 عامًا، بالمعاش، من قرية بني هلال بمحافظة سوهاج: "من 44 سنة وزيادة كنا في البلد نحتفل برمضان إحتفالية بسيطة على قدنا، كان كل بيت يحط فانوس جاز قدام بيته ينور الشارع كله، لأن معظم الأماكن مكنش فيها كهرباء، وكانت احتفالية رمضان الأساسية في الدوار «المضيفة» بتاعة كل عائلة، وماكنش فيه مدفع في القرية لكن كان الطبال يطبل عند الإفطار والسحور وكانت الفوانيس بتاعتنا صفيح ونحاس وخشب وكلها ألوان في ناس كانت تحط شمعة وناس تاني تحط سهارة الجاز". وأضاف: "اليوم في الصيام كان بيبتدي إن كل واحد يروح على شغله، واللي معاه أرض يروحها ونفضل نشتغل لحد أذان العصر، نروح نرتاح شوية ونصلي ونقرأ قرآن وساعة الفطار كل أسرة بتطلع صنية للإفطار في الدوار وكنا نقعد كلنا في جو مليء بالحب والحنان في وسط العيلة ونتعازم بشدة على الضيف أو أي عابر سبيل، أيام زمان مش هتيجي تاني رمضان الأيام دي ملهوش طعم". وأضاف: "بعد الفطار الكل يطلع على المسجد نصلي المغرب ونرجع نشرب الشاي ونتسامر أو نقعد في المسجد إلى أن يؤذن لصلاة العشاء ونصلي العشاء والتراويح ونرجع على الدوار نلاقي صواني الكنافة والحلويات أشكال وألوان نأكل ونشرب ونتسامر وبعد انتهاء السهرة كلنا نرجع لبيوتنا لحد السحور نتسحر وننزل نصلي الفجر، ما أحلاها من أيام". وقال المواطن عنتر عبد العال رفاعي، 52 عامًا، من أولاد نصير في سوهاج: "كانت العادات والتقاليد في القرية بسيطة ومفرحة حيث نقوم بالاحتفال بحلول شهر رمضان بفتح المضايف، ونقوم زيارة بعضنا البعض، وسط فرحة عارمة من الشباب، وكنت أمارس يومي من خلال بدءه بالعمل، وأقوم بصلاة الفروض على وقتها، ونقرأ قرآن، ومن وجهة نظري رمضان اختلف كثيرًا عن السابق، قليل أن يوجد مضايف تستقبل الناس، لا يملك الكثير المال لكي يقوم بعمل حفلات رمضانية ويقوم بتجميع الناس فيها، والغلاء هو السبب الرئيسي لتغير عادات وتقاليد شهر رمضان عن الماضي". وقالت وداد خلف منصور، من مدينة أخميم: "إن أيام رمضان كانت الناس تقوم بعزيمة بعض الأيام الحالية اختلفت كثيرا عن الماضي، فكل شخص يقوم بتوفير ما يلزمه ويلزم أسرته أكثر فالحالة المادية التي وصل لها بعض جعلتهم يتنازلون عن كثير من العادات والتقاليد التي كنا نلتزم بها في الماضي". بينما قال المواطن ناجح نورالدين، 64 عامًا، من بندار الكرمانية في سوهاج: "أيام زمان كانت أفضل من الوقت الحالي، واختلفت عن الآن، كان رمضان يمر بسلام وسط فرحة، اليوم من أوله نقوم بالعمل في الأرض، زمان كان أفضل الفلوس ب كانت قليلة ولكن تقوم بقضاء المصلحة أما الغالبية الآن يمتلكون المال ولكن لا تقضي لهم أي مصلحة". وقالت الحاجة صفية عبد العال متعال، 67 عامًا، من جزيرة الشوراينة: "أجمل ما كان في البلد واللي اتربينا فيها البساطة وإن الكل يد واحدة، ومفيش بيت يطبخ طبخة إلا يروح منها لجيرانه والمحتاجين، في غير رمضان فما بالكم برمضان، بيحلى في شهر رمضان السهر والحواديت واللعب". وأضافت: "كنا بنحب بساطة الحياة، وحب الأهل لبعضهم والخوف والرحمة والتواد مع بعض، اتربينا بقلوب بيضة صافية ما تعرفش الكره ولا الخداع ولا النفاق، اللي موجودة اليومين دول قلوب فارغة لا تعرف إلا أنت تحب نفسها فقط إلا من رحم ربي، أيام زمان كنا نحب بعضنا حب لله في الله نحب عبادته وطاعته وصلة الرحم عكس الأيام دي، الناس كلها الدنيا، كانت أيام زمان خير وبركة ومحبة وإخلاص ما أجملها من أيام، خاصة شهر رمضان الكريم".