تحولت مستشفى سوهاج العام، إلى مأوى للحيوانات الضالة، ومكان للحشرات، ومصدر للعدوى وضرب الإهمال المستشفى من كل النواحي، ومن المعروف جيدا إن الأخطاء الطبية موجودة بالعالم كله ولكن بصفة عامة تمتلك مصر نصيب الأسد من تلك الكارثة الطبية الكبرى وحصلت سوهاج على الجزء الأكبر من هذا النصيب دون عن باقي محافظات الجمهورية. وتلاحظ بالمستشفى العام بغرفة التعقيم المركزي عدم وجود مكان خاص لغسيل الآلات الجراحية وعدم عزل المرضى عن بعضهم مما يترتب على ذلك احتمالية نقل العدوى، ونقص الكفاءة الخدمات الطبية بغرف الغسيل الكلوي. هذا بجانب الإهمال في قسم الطوارئ الذي يعاني من نقص أبسط الأدوات الطبية مثل ترمومتر الحرارة والخيط والإبر والشاش والأدوية فيطلب من أهالي المواطنين المصابين في حادث سير شراء ما يحتاجه الطبيب لإنقاذ حياته، إلى جانب إهمال الأطباء بترك الطبيب النوبتجي أو النائب صغير السن إلى متابعة الحالات الخطرة، وفي الاقسام الداخلية لا يوجد متابعة طبية منتظمة سواء من الأطباء أو أعضاء التمريض فيصاب المريض بمضاعفات. وتبين أيضا أن حالة النظافة بالمستشفى سيئة من حيث وجود أتربة على الأجهزة والأسرة والحوائط والأسقف ومنها العيادات الخارجية وكذلك دورات المياه ومطبخ المستشفى إضافة إلى أسرَّة المرضى الملطخة بالدماء. حالة مبنى المستشفى أدى إلى إهماله من قبل مديرية الصحة، فلا خدمة مقدمة للأهالي ولا أدوية بالمستشفى ويلجأ المرضى إلى شراء كل المستلزمات الخاصة بعلاجه من الخارج. وعبر المواطن أحمد عبد السلام عزازي 35 عامًا عن استيائه وغضبه الشديد من الحالة التي وصل إليها المستشفى، قائلا: "هذه الحالة لاترضي أي شخص منا لقد جئت إلى المسشفى بسبب مرض والدتي ولكن لاقيت إهمال وسوء معاملة من كل فريق الطاقم الطبي، فلا يوجد خدمات ولا يوجد دورات مياه نظيفة، الحيوانات الضالة موجودة في كل مكان الحشرات تنتشر بكثرة على أرضيات المستشفى، إضافة إلى عدم وجود محاليل طبية ولا سرنجات وأقوم بشرائها على نفقتي الخاصة من الصيدليات الموجودة خارج المستشفى". كما طالب عزت السيد 49 عامًا، عامل، من قرية أولاد عزاز بسرعة تدخل الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، والدكتورة روفيدة سلطان وكيل وزارة الصحة في سوهاج، ووقف هذه المهزلة التي وصلت اليها جميع مستشفيات سوهاج، قائلا: « نحن لانملك إلا قوت يومنا، فكيف لنا أن ذهب إلى المستشفيات الخاصة؟ من حقنا كمواطنين مصريين بوجه عام وسوهاجيين بوجه خاص توفير الرعاية الصحية لنا ولأولادنا وعبر عن غضبه وقال: « والله العظيم الكلام ده ما يرضي ربنا، وحسبي الله ونعم الوكيل». وتلاحظ في الفترة الأخيرة عدم اتباع الاشتراطات الطبية بشأن حفظ أكياس الدم، داخل مستشفيات سوهاج، إضافة إلى وجود محاليل منتهية الصلاحية، وعدم تعقيم الآلات الجراحية، وسوء حالة النظافة، والإهمال من الطاقم الطبي، فإلى متى تستمر هذه المعاناة على الرغم من أن المستشفيات الحكومية هي مقصد وملاذ الفقراء والمساكين الذين لا حول لهم ولا قوة.