رمضان في حياة فاتن حمامة بين الفشل والإحراج

أحاطت بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة هالة من الرقي سواء في أعمالها أو حياتها الشخصية مما جعلها تخطف الأنظار وتظل مقيمة في قلوب عشاقها حتى بعد رحيلها، ومن بين طقوسها العديدة للحياة اليومية كانت هناك عاداتها الرمضانية التي اشتهرت بها.
رفضت فاتن حمامة العمل برمضان لأنه كان يؤثر بالسلب على صحتها فكانت تبتعد عن أعين الكاميرات ولكن مع ارتباط المخرجين بأماكن ومواعيد تصوير كانت تضطر للإفطار بسبب تعليمات الطبيب ثم تطعم 60 مسكينا كفارة كما كان ينصحها والدها.
وبعد فشل جميع أعمالها التي صورتها برمضان حسب تصريحاتها لمجلة الكواكب قررت عدم العمل في الشهر الفضيل والتفرغ للعبادة والصيام.
ومن مواقفها التي لن تنساها في رمضان ما قالته بمجلة الرأى الكويتية عام 2000 فروت موقفا لها وهى صغيرة قائلة "في مدرسة الأميرة فوقية الثانوية، كنت عضوا بفرقة التمثيل بالمدرسة، فقدمت في العام الدراسى سنة 1945 أوبريت (الأسرة العلوية) من تأليف بيرم التونسى، ويدور الأوبريت حول حياة الوالى محمد على، وقمت فيه بدور المخرج، واخترت النص ووزعت الأدوار، ويوم الحفل حضر أولياء الأمور والمدرسون والمدرسات وناظرة المدرسة، ومن بين الضيوف كانت أسرتى تشعر بالسعادة وهى ترى صغيرتها محل إعجاب الآخرين.
وفى ليلة من ليالى رمضان أقامت ناظرة المدرسة حفلا مدرسيا احتفالا بالشهر الكريم، وكانت قد أوكلت إلى ممثل مغمور كان يعمل مدربا لفريق التمثيل بالمدرسة إخراج الحفل، وفتح باب الاشتراك للطالبات، فأسرعت إلى تسجيل اسمى، وكان المدرب يعلم جيدا أننى مثلت من قبل في فيلم "يوم سعيد" مع الفنان الكبير محمد عبد الوهاب، وكان فيلم رصاصة في القلب لم يعرض بعد.
وأثناء الاختبارات عاملنى المدرب بفظاظة وسألنى حافظة إيه ياشاطرة ؟ فقلت له أبيات من مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقى، فقال لى: شوقى حتة واحدة، فتلعثمت ولخبطت في القراءة، وكانت النتيجة رسوبي في الاختبار، وكنت صائمة.
تقول: عدت إلى منزلى حزينة باكية، فطيب والدى خاطرى، وقال لى: معلش الصيام جعلك مش مركزة، وبعد الإفطار أعدت على والدى الأبيات سليمة، وفى اليوم التالى ذهب معى إلى المدرسة راجيا إعادة الاختبار، فقدمت أبيات مصر تتحدث عن نفسها لحافظ إبراهيم بنجاح.
وتجاوزت الفشل، وأثناء تصوير فيلم "اليتيمتين" فوجئت بالمدرب يمثل معى في الفيلم دور مدير فرقة يحطم المواهب، وأثناء حفل لإفطار الممثلين في الاستوديو قلت له إنك تمثل دورك الطبيعى.. فصمت ولم يتناول الإفطار قائلا: لقد تناولت الغداء متأخرا، فضحكت وقلت: وكمان فاطر في رمضان، فضحك الجميع عليه.