رغم أن البعض بات يطلق على شهر رمضان"مولد الدراما" الذي لا يعرف له على صاحب، لكثرة المسلسلات والأعمال التي تعرضها القنوات في هذا الشهر من كل عام، فإن الشاشات لا تخلو في الوقت ذاته من قائمة طويلة من البرامج الدينية، والتي باتت هي الأخرى علامة من علامات الشهر الكريم. هذه النوعية من البرامج ربما يعود تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي، حينما قرر "أهل ماسبيرو" على طريقتهم الخاصة –آنذاك- أن يضعوا اللبنة الأولى لهذا الأمر ضمن أول خريطة رمضانية عرفتها شاشة التليفزيون المصرى عام 1961. اليوم وقد تبدلت الأرض غير الأرض، والجمهور غير الجمهور، أصبحت البرامج الدينية وجبة لا غنى عنها للفضائيات في رمضان، فبلغت الأرقام ذروتها، وباتت نجومية الداعية أو الشيخ تناطح نجومية مذيعى ال "توك شو" وتكاد تقترب في سعرها من نجوم الدراما والفن أنفسهم. تحت شعار "كفى نفسك" يجرى العمل داخل إدارة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، ورغم اقتراب حلول شهر رمضان المبارك وأهمية تلك الإدارة الحيوية به، إلا أن مسئولى الهيئة الوطنية للإعلام رفعوا شعار "طنش تعيش" فلم يتم تخصيص ميزانية منفردة لإنتاج البرامج التي تحظى بمتابعة كبيرة خلال الشهر الفضيل. رئيسة الإدارة مها مدحت لم تجد سبيلا أمامها سوى الاعتماد على علاقاتها الشخصية والتعامل بنظرية النفس الطويل في إجراء مفاوضات مع شيوخ ومسئولين دينيين لجلبهم للشاشة في رمضان، وتعاقدت بالفعل مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب لتقديم برنامج يومى خلال الشهر الكريم على القناة الأولى، وضمت القائمة أيضا برامج "وصايا الرسول" للشيخ على جمعة و"مأدبة القرآن" لأحمد عمر هاشم، وجميعهم يقدمون خدمة للتليفزيون المصرى دون مقابل مادى. وفى محاولة من "مها" لتجديد شكل الشاشة قررت – ولأول مرة- الاستفادة من نجاح برنامج "دقيقة فقهية" للشيخ مجدى عاشور على إذاعة القرآن الكريم، وسجلت حلقات صوتا وصورة لحسن سليمان رئيس الشبكة بصحبة "عاشور" في البرنامج، وذلك بهدف عرضها خلال رمضان على شاشة الأولى، والتي تضم أيضا مجموعة برامج لمذيعين يعملون بماسبيرو داخل البرامج الدينية منها "اسألوا أهل الذكر"، و"البيان"، واستمرار حلقات برنامج مع الشباب لنائب رئيس التليفزيون علاء بسيونى بالتنسيق مع وزارتى الشباب والأوقاف والتي كانت الأعوام الماضية تقدم تحت عنوان "الملتقي". ولأنه لم يعد أمام مسئولى البرامج الدينية مفر من "الغزل بأى شيء" في حوزتهم لتقديم برامج متميزة خلال رمضان، فقد سعت رئيسة الإدارة لتقديم أعمال أخرى على شاشتى الفضائية المصرية والثانية، واستقر الأمر على مجموعة برامج هي "مجلس الصائمين" لسعد الدين الهلالى الذي يتقاضى أجرا بسيطا لا يتعدى بضعة آلاف جنيه، وبرنامج "فتاوى الإمام" للشيخ على جمعة و"الإسلام دين السلام" ويقدمه نخبة من علماء الأزهر والأوقاف، إلى جانب حلقات لملتقى الفكر الإسلامى عن نشاطات مقامة بساحة مسجد الحسين. كما قررت الإدارة أن يكون لها دور في طرح أفكار لتجديد الخطاب الدينى من خلال برنامج "وقولو للناس حسني" الذي يتناول تقديم أسلوب جديد للخطاب بالتركيز على السلوكيات والأخلاق الحميدة في التعامل بين البشر. وتضم الخطة كذلك برنامج "من المؤمنين رجال صدقوا" ولأول مرة ينتج التليفزيون المصرى من خلال إدارة البرامج الدينية برنامجا بعنوان "صغار الصالحين" وهو موجه للأطفال لتعريفهم بقواعد الدين الحنيف وزرع الوسطية والاعتدال فيهم.