فى حوار خاص مع الإعلامى باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج؟" ومسجل بقناة "العربية" مع الإعلامية راندة أبو العزم، فجّر يوسف العديد من المفاجآت حول وقف برنامجه لفترة، وكشف أسرار جديدة عن إنتاج برنامجه، متمنيًا استضافة الرئيس محمد مرسى فى إحدى حلقات "البرنامج؟"، مشيرًا إلى أن النظام يدَّعى أن لديه مشروع نهضة، ويعيش على الهِبَات، ولوّح بإذاعة برنامجه من الخارج حال وقفه فى مصر، مؤكدًا أن منتج برنامجه إخوانى. أكد يوسف أن التهم الموجهة ضده لا توجد إلا فى الأنظمة الشمولية، متسائلًا: إذا كان النظام يعتبره أراجوزًا، فلماذا يخافون من الأراجوز.. هل يريدون منى أن أطبل للنظام؟ وأضاف أنه إذا أسقط برنامجه النظام، فهذا معناه أن النظام هش لا يستحق أن يستمر أساسًا، متعجبًا: "أنا لم أسمع عن برنامج أسقط أى نظام فى العالم". ودعا "يوسف" وزير الإعلام المصرى لكتابة نص "البرنامج؟"، ردًّا على تصريحات الأخير بأنه مستعد للوقوف بجانبه، ولكنه لا يؤيده فى أخطائه، ووصفه البرنامج بالمناقض لقيم الشعب المصرى. وحول الاتهامات التى تم التحقيق فيها معه مؤخرًا ذكر يوسف أن التحقيق جرى فى 3 تهم، هى: إهانة الرئيس، وازدراء الإسلام، ونشر شائعات مغرضة، وأن هناك بلاغات أخرى لا يعرف إذا كانت ستحال للتحقيق أم لا، منها نشر الشذوذ والإلحاد، وإهانة باكستان، وازدراء الإسلام، وإهانة الرئيس مرة أخرى. وأعلن يوسف توقف برنامجه لمدة أسبوعين لتمتعه بإجازة، موضحًا أن القرار ليست له أى علاقة بالضغوط التى تقع عليه، معللًا ذلك بأنهم يعملون منذ 9 أشهر دون توقف، ولأن أعياد سيناء وشم النسيم قادمة فهى فرصة للحصول على إجازة، كما أنه سيسافر إلى الولاياتالمتحدة لحدث سيعلن عنه لاحقًا . وأوضح أنه لا يفهم لماذا الهجوم على توقيت الإجازة، فالجميع يأخذ إجازة، والبرنامج سيتوقف فى رمضان أيضًا؛ لأن هذا شىء مهم لتجديد نشاط العاملين بالبرنامج والمحافظة على جودة المحتوى. وأشار إلى أنه لا يعلم إذا كان الرئيس المصرى، محمد مرسى، يشاهد برنامجه، ولكنه يتمنى أن يستضيفه، وهو ما حاول عمله فى حلقته الأولى من "البرنامج" لكن الظروف لم تسمح، مؤكدًا أنها ستكون رسالة أن انتقاده للرئيس بطريقة ساخرة ليس معناه العداء بينهما. وقال يوسف: إن الرئاسة لم تكن طرفًا فى أى بلاغ مقدم ضده، وإن قرار الرئيس بسحب البلاغات ضد الإعلاميين قرار صائب، قائلا: "لم نقم بثورة على نظام كان يقمع بعض الحريات حتى نستبدله بنظام يمن علينا بإعطائنا هذه الحريات". وأكد أنه "من غير المقبول على الإطلاق بعد الثورة أن يتم الإبقاء على قوانين مكتوبة من القرن ال 18 وال 19 مثل إهانة الرئيس والحسبة، وهذه كلها سمات الأنظمة الفاشية فى كل مكان" . وشدد على أنه لا يهاجم دولة قطر على الإطلاق، وأنه فى نهاية الحلقة التى اتهم فيها بذلك قال: "لا أحد يتهم قطر، ناسها عرفوا كيف ينمون بها، وأن العيب ليس على المشتري؛ مشيرًا إلى قطر، العيب على البائع"، وأكد أن تلك الحلقة كانت انتقادًا لمصر، والحالة التى وصلت إليها، واصفًا الحلقة بأنها ليست ساخرة بل بكائية. وأضاف: "الموضوع ليس قطر، المشكلة أننا تحوّلنا لنظام متسول، أهلا بالاستثمارات القطرية والإماراتية، والنظام المصرى يدعى أن لديه مشروع نهضة، ثم يعيش على الهبات"، موضحًا أن الأزمة التى تعيشها مصر ترجع إلى سياسات النظام، فالأخير نجح فى تنفير جميع القوى السياسية، ونجح فى إبعاد المصريين عنه فى الداخل والخارج. وعن الاتهامات الموجهة للبرنامج باحتوائه على ألفاظ تخدش الذوق العام، قال يوسف: إنه لا يحب التعميم؛ لأن الشعب المصرى 90 مليون مواطن، ولا يمكن وصفهم جميعًا بالمحافظين، وإن هذه الإيحاءات كانت فى بعض الحلقات فقط، وما فرضها هى مقاطع الفيديو المستخدمة، وكان أغلبها من قنوات دينية. وأكد أن هناك العديد من البرامج التى كانت شهيرة، وحققت نجاحًا جماهيريًّا ثم اختفت، لكنه يتمنى أن يغير البرنامج طريقة التسلية فى الإعلام المصرى، فالبرنامج يقدم رسالة لكن بطريقة مسلية. وعن الحديث حول احتمالات منع عرض البرنامج، قال: إنه سيتم إذاعة البرنامج على "يوتيوب" أولًا، وإذا تم وقفه نهائيًّا فسيضطر لإذاعته من الخارج، متمنيًا ألا يحدث ذلك؛ لأن فى هذه الحالة سيُتهم بمهاجمة مصر من الخارج. ووصف يوسف نفسه بالسوداوى، قائلا: إن السخرية تنبع من السواد، وإنه يتوقع الأسوأ دائمًا، وحول الإجراءات الأمنية للمسرح الذى يقدم عليه "البرنامج؟"، موضحًا أنها ليست لأمنه الشخصى، ولكن لقرب المسرح من ميدان التحرير الذى تقع به كل الأحداث، فهذا التأمين للجمهور الذى يأتى للمسرح كل أربعاء لمشاهدة البرنامج. وأضاف: "هذه ليست تجهيزات غير طبيعية، بل تجهيزات تجدها فى أى فندق، وأنا لا أحب التحدث عن التهديدات التى تأتى لشخصى؛ لأن الله وحده الحارس". وعن حقيقة أن منتج البرنامج ينتمى لأسرة إخوانية أكد يوسف هذه المعلومة، قائلا: إن المنتج تجمعه به علاقة شراكة وصداقة منذ 13 عامًا، وهو لا يتدخل فى المحتوى، كما لا يتدخل هو فى عمل المنتج. وحول كونه جراح قلب وإعلاميًّا فى نفس الوقت، قال يوسف إنه أمضى عشرين عامًا فى ممارسة الطب، مما كوّن شخصيته، وأنها فترة يعتز بها، ولكنه فى مرحلة مختلفة الآن، ووقته لا يسمح له بالجمع بين المهنتين، فهو الآن مستمتع بعمله الإعلامى، وبعد انتهاء هذه المرحلة من الممكن أن يمضى وقته بالاستمتاع بصيد الأسماك. وأوضح أن خط "البرنامج؟" لم يتغير منذ بدايته على الإنترنت، وهو برنامج ساخر، والسخرية فى العالم كله تتجه نحو السلطة وتقف أمامها كالصوت المعارض. وذكر أن الاتجاه اليمينى فى أى دولة هو مصدر رائع للسخرية والكوميديا، مثل ما حدث مع الرئيس الأمريكى السابق جورج دابليو بوش، فقد عاشت كل البرامج الكوميدية فى أمريكا أزهى عصورها فى وقته. والجدير بالذكر أن اللقاء سيعرض غدًا فى تمام الساعة الثانية بتوقيت القاهرة على شاشة قناة "العربية".