رغم كل الأزمات الاقتصادية التى تطحن الدول، إلا أن سوق المستحضرات هو الوحيد الذى لم يصب بشيء بسبب أهميته لدى المرأة فى المقام الأول. ووفقا للتقرير الذى أشارت إليه صحيفة الاقتصادية، فإن صناعة مستحضرات التجميل تعد نموذجا اقتصاديا يُحتذى، وتجاوز معدل نموها السنوى 4% سنويا فى السنوات الأربع الماضية. وبلغ حجم المبيعات العالمية فى مستحضرات التجميل 170 مليار دولار، 40 مليارا منها فى الأميركتين، و60 مليارا فى أوربا، و60 مليارا فى أستراليا وآسيا، و10 مليارات فى أفريقيا. كما أكد التقرير الدولى لصناعة مستحضرات التجميل نجاح الصناعة فى توليد 35 مليار دولار فى الاقتصاد العالمى فى عام 2010م، وتوقع استمرار معدل النمو المستقبلى على ما هو عليه الآن حتى عام 2015، حيث ستنجح هذه الصناعة فى توليد 42 مليار دولار. وعن أسباب تواصل النمو المرتفع فى هذه الصناعة، قال ريتشارد بارلى من شركة آفون لمستحضرات التجميل "الرغبة الدائمة لدى النساء والرجال فى الظهور بمظهر حسن، وإبراز الجوانب الإيجابية لمظهرهم الخارجى وإخفاء العيوب الجسدية، ودرء ملامح الشيخوخة، هو الضامن الأساسى لانتعاش صناعة مستحضرات التجميل على مستوى العالم". وأضاف أن الدراسات أثبتت أن شراء مستحضرات التجميل بالنسبة ل95% من المستهلكين جزء أصيل من إنفاقه الشهرى، وقال: "قد قمنا أخيرا بدراسة محلية أثبتت أن المستهلكين وخاصة النساء لا يستطيعون اتخاذ قرار بالتوقف عن شراء مستحضرات التجميل، قد يقومون بتغيير النوعية والكمية، لكنهم لا يتوقفون أبدا عن الشراء". من جهتها، تعتقد الدكتورة سينى ديفيد، أستاذة اقتصاديات السوق فى جامعة مانشيستر، أن مستقبل صناعة مستحضرات التجميل سيشهد تغيرا ملحوظا فى السنوات القليلة المقبلة، وتقول إن الصناعة ستشهد نوعين من التغييرات، يرتبط الأول بمزيد من التحول إلى صناعة كثيفة الاستخدام لرأس المال وليس الأيدى العاملة. وتنقسم صناعة مستحضرات التجميل إلى 5 فروع رئيسية، هى مستحضرات العناية بالبشرة، وتأتى فى مقدمة المبيعات، إذ تحظى ب27% من إجمالى الطلب، ثم كل من الماكياج ومستحضرات العناية بالشعر، ويستحوذ كل واحد منهما على 20% من المبيعات، ثم العطور وتستحوذ على 10%، فى حين تستحوذ باقى المنتجات على 23%. والتحدى الأكبر يكمن فى دمج المواد والأعشاب الطبيعية فى الصناعة بطريقة أكبر مما هى عليه الآن، وتعزو أدرين ذلك إلى الوعى والإدراك المتنامى لدى المستهلك بكل من مخاطر الاستعمال الكثيف للمواد الكيميائية على صحته، وأيضا الوعى البيئى المتزايد خاصة لدى الأجيال الشابة فى أوربا وأميركا الشمالية وأستراليا. وتشير الأرقام المتاحة إلى بلوغ عمليات الشراء لمستحضرات التجميل عبر الإنترنت فى أميركا 7.2 مليار دولار فى عام 2010، ومثلت عمليات الشراء والبيع عبر الشبكة نحو 4 فى المائة من إجمالى المبيعات العالمية. وفى العالم العربى، أشارت دراسة لشركة الأبحاث "يورو مونيتور إنترناشيونال" إلى أن سوق مستحضرات التجميل والعناية بالجمال قد زادت فى العالم العربى إلى 300 فى المائة فى الأعوام الثلاثة الماضية، بعد تزايد اهتمام الرجال والنساء على حد سواء، وشغفهم بمنتجات العناية بالصحة ومستحضرات التجميل. وبلغ إجمالى مبيعات أدوات التجميل ومساحيقه فى المنطقة العربية 2.1 مليار دولار، ما جعل هذه المبيعات الأعلى فى معدلات استهلاك مستحضرات التجميل، خاصة العطور، على المستوى العالمى، حيث بلغ متوسط قيمة مشتريات الفرد الواحد 334 دولارا، تشكل النساء الخليجيات النسبة الأكبر منها.